الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


من دوّار الؤلؤة الى بنغازي

رحمن خضير عباس

2011 / 2 / 22
مواضيع وابحاث سياسية


دوّار الؤلؤة في البحرين رمز لتأريخ ليس بعيدا , ولكنه ليس قريبا ايضا . حيث أن اجيالا من ابناء البحرين في بداية القرن الماضي , كانوا يعيشون على استخراج اللؤلؤ من البحر , اسوة بغيرهم من شعوب الخليج . وكانت البحرين لؤلؤةعلى صعيد التأريخ بين تلك التخوم التي تمتد من البحار الهائلة . الى الصحارى القاحلة . يعود تأريخ البحرين الى اكثر من 5000 عاما . كانت تسمى تايلو من قبل الأغريق الذين احتلوا بلاد البحرين . وكانت مركزا لأنتاج وتجارة الؤلؤ . وكانت مسرحا لثورة القرامطة التي اثرت الأنسانية بقيم ثورية كبرى كانت آثارها مترسبة في الوجدان الأنساني , رغم هزيمتها . وقد ورد ذكرها في الكتابات المسمارية على قدم وجود هذا الكيان المسمى حاليا البحرين . في هذه الساحة – الرمز – اجتمعت شرائح مغيبة ومهمشة من الشعب البحريني في هذه الساحة . ارادت هذه الشريحة ان تقول : كفى للظلم , وكفى للتهميش وكفى للتفرقة على اساس مذهبي . هل كانت انتفاضة البحرين ترفا , اونسخة من تونس او القاهرة او انها نشأت بفعل ظروفها الخاصة ؟ ولاشك ان هناك علامات استفهام كبيرة تغطي الأحداث وخلفياتها . ومهما يقال عن التأثيرات الخارجية للحدث , او المطالب المذهبية –وهي موجودة - فإن ذلك لاينفي حقيقة مفادها , أنّ ثمة فوارق طبقية بين فئات اجتماعية تنتمي الى نفس الرقعة الجغرافية , وكذالك الى تأريخ مشترك . ولكن هذه الطبقات وجدت نفسها على قارعة الفاقة والفقر والتهميش . ومن الجانب الأخر وجدت طبقات اخرى نفسها تتنعم بثراء فاحش , وبامتيازات غير محدودة يوفرها لها النظام , ذلك عن طريق احتكار الوظائف السامية لفئة وحرمان فئات اخرى من ادنى حقوق المواطنة . ومع مرور الزمن اكتست هذه الفوارق صبغة طائفية ومذهبية . مما اشعر الشيعة بانهم على هامش خارطة الوطن . وانهم بسبب انتمائهم المذهبي فقد توارثوا هذا الفصل المذهبي غير المعلن احيانا والمعلن احيانا اخرى . وما الأحتجاجات في هذه الساحة سوى جرس انذار للسلطة , وفرصة لإعادة النظر بما يُقترف ضد بعض الفئات الأجتماعية بهذه الحجج اللاانسانية . ان تقييم المواطن يجب ان لايعتمد على عقائده وانتماءاته , وانما على كفاءته وقدرته على خدمة المجتمع . وما دامت القيم العشائرية هي الفيصل في السلوك العام للسلطة تجاه مواطنيها , فانها ستفشل في قيادتهم
لقد كان مشهد دوّار الؤلؤة في ليلة الهجوم يجسّد ذلك الأثم الطائفي البغيض , بحيث تستعين السلطة بجيش مدجج بالأسلحة وبالحقد المذهبي من جيوش الجيران الذين لايعرفون سوى القتل والفتك بمن يختلف عن مذهبهم . وقد كانت المجزرة التي يندى لها جبين المُثل التي يتشدق بها المهاجمون . وكان الضحايا بالعشرات , شباب عُزّل واطفال ونساء , وكأنهم سبايا هذا الزمان المر . ولكن هل انتصروا على ارادة الؤلؤة ؟ هل استطاعوا تهشيم ارادة جيل بدأ يعي مايحيط به ؟ لاشك ان دوار الؤلؤة سيبقى محتضنا جماهيره حتى يحصلوا على حقوقهم . في الندوة الصحفية التي عقدها وزير الخارجية البحريني والذي كان يشير الى مؤامرة خارجية انبرت له صحفية بحرينية , قدمت نفسها على انها نتاج الأطياف المذهبية التي ينبغي ان تتلاحم (من اب سني وام شيعية ) طرحت اسئلة حادة عن العنف الذي طعن هذا التلاحم , تسائلت عن معنى المواطنة , والمجتمع , والحريات والدستور , والحقوق واشياء كثيرة . كانت دموعها تؤطر المشهد , ولم يستطع هذا الوزير ان يدرك حجم الألم والأحباط الذي عبّرت عنه هذه المرأة الرائعة . لذالك كانت اجابته خارج روح السؤال .
لقد عاد الوعي المغيّب لدى هذه الشعوب . بعد عقود من القهر , وظل يسري من ساحة الى اخرى ولايستثني –طبعا – ساحات طهران والمدن الأيرانية التي تكتوي بقهر ولاية الفقيه لفئات المجتمع وتحاول ان تخنق صوت الحرية . الى بغداد التي اصبحت مرتعا جديدا لهيمنة قوى اكثرها لا تؤمن بالديموقراطية الا حينما توظفها بالصعود على اكتاف الشعب الذي اعتبرها دكتاتورية بوجه اخر . وقد وصل الوعي الى المدن الليبية والتي اكتوت منذ دهور ببهلوان قلّ نظيره . استطاع ان يجعل من ليبيا مسرحا للتجارب الفاشلة معتمدا على اجهزة عسكرية واستخبارية قوية . وقد اجهز على كل احلام هذا الشعب في ان يتمتع ببعض ثروانه . ولم يدر في خلده ان نهاية حكمه ستأتي لامحالة . لذالك وبكل صفاقة دافع عن نظيره بن علي في تونس ولم يتورع عن اهانة مشاعر الشعب التونسي . لأنه لم يعتقد ان طوفان الوعي قادم الى بنغازي , وانه سينتقل الى المدن الليبية
لقد كانت بنغازي تهيىء نفسها لأجمل لحظات تأريخها حينما اعلنت بيان الرحيل , وسرعان ماانتقل هذا النداء الى المدن الليبية الأخرى , وكانت الملحمة في طرابلس العاصمة . حيث لجأ هذا ( الثوري المبجل ) الى سلاح الطيران لقصف المدينة , بعد ان استعان بجيش من المرتزقة من افريقية الفقيرة , اضافة الى المرتزقة الليبين . من عصابات الفوضى الثورية والمنتفعين وازلام السلطة . ولكنه لم يدرك ان سلوكه هذا قد اسقط مملكته (الثورية) الى الأبد . وان الشعب الليبي سينتصر لامحالة كشعبي تونس ومصر . اننا نهيب بكل العالم ان يقف مع هذا الشعب في معركته المصيرية . ونتمنى من منظمات حقوق الأنسان والمجتمع المدني ان تدافع عن ليبيا وان تمنع هذا المجنون في ارتكاب مزيدا من المذابح . ان مسؤلية المجتمع الدولي كبيرة . ويجب ان تسعى الى وسائل تحول بين هذا النظام وبين وسائله القمعية للفتك بالجماهير . اوتاوة 21/ 02 / 2011








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. دول عدة أساسية تتخذ قرارات متتالية بتعليق توريد الأسلحة إلى


.. سقوط نتنياهو.. هل ينقذ إسرائيل من عزلتها؟ | #التاسعة




.. سرايا القدس تعلن قصف جيش الاحتلال بوابل من قذائف الهاون من ا


.. نشرة إيجاز - كتائب القسام تقول إنها أنقذت محتجزا إسرائيليا ح




.. -إغلاق المعبر يكلفني حياتي-.. فتى من غزة يناشد للعلاج في الخ