الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


لا نريد ان نكون مثل العراق!

جمال الخرسان

2011 / 2 / 22
اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي



حتى الامس القريب كانت شعوب المنطقة مخيرة بين نموذجين ليس بينمها ثالث، فاما الاستقرار الامني والهدوء وهذا يعني بقاء الحال على ما هو عليه وبقاء الحاكم الواحد الاوحد المجد الصمد الذي ربما يلد لكنه لم يولد، والحق كل الحق موصول في جميع ما تقدم لمن يرثون! واما التغيير والتبادل السلمي للسلطة وضريبة ذلك ارهاب، فوضى، خراب ووصول حال كما هو عليه العراق في السنوات الماضية الذي اصبح مضربا للمثل بالنسبة للاعلام الرسمي العربي! وعصى يلوح بها كلما لاحت رياح التغيير.
ولان دوام الحال من المحال فان هذه المعادلة المجحفة سقطت سقوطا حرا امام ما حصل من متغيرات الثورات الشعبية. اصبح الكل في مركب واحد فعدم الاستقرار يشمل الجميع وليس ثمة هنالك مقايضة للامن مقابل الابتعاد عن السياسة ذلك الخيار الذي طالما كانت تلوح به القيادات المستبدة ..استقرار امني او ديمقراطية يختلط فيها الحابل بالنابل وبذلك تؤمل من يبتعد عن التعاطي مع السياسة بالهدوء الامني.

القذافي عاد في خطابه الاخير الى هذه النغمة القديمة جدا وكان يلّوح بالنموذج العراقي في اكثر من مرة! نغمة ربما يحق له ان يعزف عليها قبل ان تبدأ موجة الثورات الشعبية الغاضبة اما اليوم فان النماذج اصبحت سواسية في عدم الاستقرار لا بل هناك بلدان استقرت اكثر في مرحلة ما بعد التغيير عما كانت عليه قبل ذلك رغم انها كانت تحكم بالحديد والنار!

سقطت اقنعة القيادات التاريخية التي كانت ولازالت تبطش بكل من تسول له نفسه ان يقول كلمة عكس التيار فلم تنفعها شيئا عقود من الجلوس على الكرسي في مواجهة شباب الفيسبوك الاعزل، بعضهم كان يرّد بغزوة الجمال والحمير في مشهد مثير للاشفاق شاهده الجميع عبر وسائل الاعلام والبعض الاخر يستورد المرتزقة ويحرق اخضر بلاده ويابسها ( لم نستخدم القوة بعد، واذا تطورت الامور سنستخدمها.. انا زعيم.. مقاتل مجاهد. . انا مجد لاتفرط فيه ليبيا ولا الامة العربية ولا امريكيا اللاتينية ولا افريقيا ) وبعضهم بغير ذلك، وكانهم يعلنون افلاسهم من اي تجربة يفترض انهم تعلموها خلال نصف قرن من الامساك بالحكم، حكام يجدون انفسهم في مواجهة شعب اعزل لايهديء من روعه الا رحيل القيادات التي طالما وصفت بانها حكيمة! ولانها حكيمة جدا فان لسان حالها ومقالها حينما يضيق عليها الخناق يقول:( رَبِّ ارْجِعُونِ لَعَلِّي أَعْمَلُ صَالِحاً فِيمَا تَرَكْتُ.. ) لكن العدو والصديق يعرف انها كلمة هو قائلها وليس اكثر من ذلك.



جمال الخرسان
[email protected]








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. السيناتور فان هولين: فشل الإدارة الأمريكية في اتهام إسرائيل


.. شهداء وجرحى في غارة إسرائيلية استهدفت منزلا في بيت لاهيا شما




.. الشرطة الهولندية تفرق تجمعا لطلبة جامعة أمستردام المتضامنين


.. عاجل| مجزرة جديدة.. شهداء وجرحى باستهداف إسرائيلي لمنزل من 3




.. تزامنا مع تجدد المعارك شمالا وجنوبا.. هل حققت إسرائيل أي من