الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


العودة إلى نيرون..آمل لآخر مرة

أحمد بسمار

2011 / 2 / 22
اليسار , التحرر , والقوى الانسانية في العالم


كيف استطاع الشعب الليبي تحمل هذا الإنسان 42 سنة؟؟؟ هل سمعتم خطابه هذا المساء متوجها إلى أنصاره مثيرا حربا قبلية أهلية؟ هل رأيتم كيف يعتبر نفسه إلها وحيدا فريدا خلق كل شيء في بلد كل ما فيه من صنعه. حتى أنه عرض إعادة البترول وتوزيع عائداته بكامله على شعبه.. مضيفا أنه سيزيد عدد البلديات من خمسين إلى مائة وخمسين بلدية.. إنه لا يملك أي شيء والشعب هو كل شيء. مرددا وعودا وبطولات شخصية وتواريخ وأحداث وتهديدات وتشبيهات عن قمع ثورات شعبية, ابتداء من أحداث اعتصام الشباب الصينيين في ساحة تيانانمين, حتى ضرب الشيشان أثناء احتلالهم لمدرسة حضانة روسية, واعتصام بعض النواب الروس في مجلس الدوما ومن ثم اقتحام قوات الأمن للمجلس واعتقال النواب المعترضين بقوة...بدا يتلعثم خالطا عباس بدباس, فاقدا لـمـعـتـه واعتلاءه وجبروته, فاقدا كل مظاهر العظمة والعنجهية, متعبا, مريضا, مهددا بحرق الأخضر واليابس وكل أثر لما ادعى ببنائه في ليبيا, كطفل عنيد يحطم لعبة لم يعد يرغبها... مصيبة.. مصيبة قدرية هذا الإنسان.. بالفعل كيف استطاع شعب ليبيا تحمل هذا الإنسان, وكيف استقبل قي عواصم العالم كله كرئيس دولة.
إني أتساءل لو أن ليبيا لا تملك 7% من إنتاج النفط العالمي, هل تمكن هذا الإنسان أن يسيطر على ليبيا وشعبها, وما أشاع في العالم كله من دعم للإرهاب والتخريب في عديد من البلاد الأوروبية المجازر الإفريقية باسم نشر الثورة الإسلامية. علما أنه لم ينشر سوى الخراب ومذابح القبائل والشعوب لبعضها البعض. بينما تجار الأسلحة يفركون أياديهم فرحا. لأن هذه المذابح كانت تستهلك أسلحتهم المشتراة ـ غالبا ـ بأموال بترول هذا الطاغية, الذي يا لمهزلة التاريخ والإنسانية سمى نفسه ملك ملوك أفريقيا!!!...
من هلوسات خطابه هذا المساء, هدد العالم إنه إذا ترك الحكم ورحل. سوف تصبح ليبيا دولة إسلامية بنلادنية طالبانية أفغانية. بالفعل هذه الهستيريا النرسيسية. أو لم تكن ليبيا طيلة حكمه دولة إسلامية بحتة, يحتقر فيها معمر القذافي السياسيين او الوزراء المسيحيين من مختلف البلاد العربية المتعددة الطوائف, مثيرا غالبا معهم أثناء حكمه الطويل حوادث غير ديبلوماسية على الإطلاق.
كل ما آمل هذا المساء بعد استماعي لخطابه, أن يرحل. أن يرحل حيثما يشاء. أن ينصحه أولاده بالرحيل. أن ينصحه من تبقى من المستفيدين من حكمه المقربين بالرحيل.. بدلا من تكرار تهديداته بحرق بلده وشعب ليبيا. لأن ليبيا وشعب ليبيا ليسا ملكه وملك عائلته أو عشيرته.
42 سنه كفا.. 42 سنة كفا.. وألف مرة كفا وكفا...
عيون العالم هذا المساء تتطلع إلى طرابلس, إلى بني غازي وعشرات المدن الليبية ومئات قراها ومراكز انتفاضاتها الشعبية الصامدة التي تصرخ بصوت واحد : الشعب.. الشعب يريد تغيير النظام.. الشعب.. الشعب يريد إنشاء النظام.
وقلبي ومشاعري وكل أحاسيسي وتأييدي لهذا الشعب الذي تحمل هذا الإنسان 42 سنة.. آملا له الخلاص ونجاح ثورته كاملة مدنية اجتماعية ديمقراطية حقيقية حديثة, صافية من أية شائبة طائفية. ثورة شباب واع
حضاري. إلى الأمام.. إلى الأمام حتى النصر والحرية. وحتى الخلاص من نـيـرون!!!...








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - تصحيح
أحـمـد بـسـمـار ( 2011 / 2 / 23 - 06:38 )
يرجى إدراج التصحيح التالي:
نسبة مخزون البترول العالمي في ليبيا : 3,3%
نسبة مخزون الــغــاز : 0,8%
مع مزيد شكري وامتناني.
أحمد بسمار مواطن عادي بلاد الحقيقة الواسعة


2 - بوركت يداك
مؤيد عبدالأئمه سعيد ( 2011 / 2 / 23 - 12:30 )
بوركت يداك يا استاذ أحمد بسمار على هذا المقال الذي ينم عن ضمير حي يتألم لما يحدث في البلدان التي تعاني من الدكتاتوريه والطغاة


3 - المسلم من سلم الناس من سيفه ...؟
مصطفى حقي ( 2011 / 2 / 23 - 13:18 )
عزيزي الثائر أحمد البسمار ، نعم 42 سنه لا تكفي لأن ثقافة شعوبنا لم تتعدى الابتدائية بعد وبدنا فت خبز ، وثوراتنا تنطلق من سجود وركوع في الميادين العامة حتى يطيروا رئيساً ، لماذا لايسجدون مقابل حدود إسرائيل ويطيروا لنا العدو الأول .. عزيزي أحمد بدها صبر وشوية تفاؤل .. ولكن التشاؤم هو المسيطر .. الأمر ليس بيدنا انها مسيرة قدرية وفق الاعتقاد السائد وشكراً لمقالك ...؟؟؟


4 - رد و شكر
أحـمـد بـسـمـار ( 2011 / 2 / 23 - 14:47 )
أشكر الصديقين مؤيد سعيد ومصطفي حقي على مداخلتهما, آملا أن تحرك كلماتي المخنوقة شيئا ما في مطالب الشعوب العربية المخنوقة من سنين مريرة طويلة...
مع أصدق تحياتي المهذبة.
أحمد بسمار مواطن عادي بلاد الحرية الواسعة

اخر الافلام

.. بايدن وترامب وجها لوجه | #أميركا_اليوم


.. منذ 7 أكتوبر.. أميركا قدمت مساعدات أمنية لإسرائيل بقيمة 6.5




.. السباق إلى البيت الأبيض | #غرفة_الأخبار


.. بدء الصمت الانتخابي في إيران.. 4 مرشحين يتنافسون على منصب ال




.. مراسل الجزيرة يرصد تطورات استمرار احتجاجات كينيا رغم تراجع ا