الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


اقطعو الطريق عليهم

احمد عبد مراد

2011 / 2 / 23
مواضيع وابحاث سياسية


لم يساورني ادنى شك ولو للحظة واحدة ان احفاد عفلق واذناب المقبور صدام سوف لا يعدمون اية وسيلة متاحة دون ان يستغلوها للاندساس وسط الجماهير المسالمة المطالبة بحقوقها المشروعة من اجل توفير مستلزمات الحياة الحرة الكريمة التي حرموا منها سواء في عهد الدكتاتور المقبور او بعد التغيير عام 2003 .

لقد خرجت الجماهير بمظاهرات سلمية بعد ان ملت الوعود المتكررة من المسؤولين طيلة المدة المنصرمة وبعد ان رأت ان ثروات البلاد تنهب علنا ودون خجل اوخوف من قبل المتربعين على كراسي المسؤولية ،نعم خرجت الجماهير متظاهرة ليس بطرا ولا حبا بتقليد الاخرين وانما بعد ان ذاقت تلك الجماهير الامرين على ايدي حكامها غير الابهين بما تعانيه تلك الجموع من فقر مدقع شمل جميع جوانب الحياة دون استثناء.

كما اني لم اشك ولو للحظة واحدة ان المتظاهرين المسالمين لم يدر بخلدهم ان يحرقوا اويدمروا ممتلكات الدولة ومؤسساتها خصوصا وان هناك تجربة ما بعد السقوط حيث لم تجن الجماهير من تجربة التدمير الا مزيدا من الفقر والمعانات ومن هنا يتضح ودون ادنى شك ان هناك قوى خبيثة اندست وسط الجموع واستغلت هياج الناس وشعورهم بالظلم والحرمان فراحت تدفع بأتجاه السلب والنهب والحرق والتدمير وليس هناك من مستفيد من تلك الاعمال الخبيثة سوى القوى المتضررة من ايتام عفلق ومن لف لفهم وقد ساعدتهم في تنفيذ فعلتهم تلك بعض الابواق الفضائية المعروفة حيث راحت تنسق لهم خططهم وتبث بياناتهم وتنشر دعواتهم وتحديد اماكن تجمعهم وطرق اتصالاتهم بغية حرف المسيرات والمظاهرات من مسارها المطلبي والتصحيحي الى مسارات اخرى هدفها النيل من المسيرة برمتها بغية الاطاحة بالتجربة الوليدة .

ان الجماهير لها كامل الحق بالدفاع عن حقوقها وكذلك تجربتها الديمقراطية التي حرمت منها طيلة عقود حكم البعث الفاشي ولا ادري باي وجه اسود يخرجوا علينا ايتام عفلق مطالبين بالحرية والديمقراطية وفي زمن حكمهم الدموي كان من يريد ان يتنفس يجب ان يستاذنهم في ذلك.

ان القوى الديمقراطية والوطنية التى تتصدى للمطالبة بحقوق الجماهير مطالبة بقطع الطريق على قوى الردة وقوى الظلام التي تحاول التسلل من خلال اية وسيلة متاحة للتصدي لقيادة الجماهير واخذ زمام المبادرة لطرح اجندتها التآمرية وتوجيه الحشود المطالبة بالحقوق المشروعة سواء اكانت منها المطلبية او التي تنادي بالحريات الخاصة والعامة بعد ان رأت ان هناك من يحاول النكوص عن تلك الحقوق والتضييق عليها .

ولكن من المضحك والمبكي في آن ان يخرج علينا قادة الاحزاب والحركات والقوى الحاكمة والتي تقود وتسيطر على عموم مجالس المحافظات في العراق والمتهمة بالفساد الاداري وتبذير المال العام والفشل في القيادة ،ان يخرجوا علينا هؤلاء القادة الميامين في تصوير الامور وكأن هناك سلطة خارجة عن اراتهم هي التي تقوم بأذلال المواطنين وتسرق قوتهم اليومي وتمتهن كرامتهم وتسومهم سوء العذاب والتي فشلت في انجاز اية مشاريع مفيدة للجماهير المحرومة ،فراحت تلك القيادات تلوم الحكومة ومجالس المحافظات والمرتشين والفاسدين والسراق ونسيت نفسها انها هي من تحكم ومن تأمر وتنهي ،الستم انتم من تحكمون المحافظات والستم انتم من يترأس الوزارات السيادية والخدمية بعد ان تقاسمتموها بينكم على اساس المحاصصة سيئة الصيت ،الستم انتم من تكبرتم وترفعتم وتعاليتم على غيركم واستوليتم على اصوات غيركم بغية منعهم الوصول الى البرلمان اومجالس المحافظات بالرغم من انكم عارفين ومتيقنين انهم ليس بأستطاعتهم التأثير عليكم ومنعكم من تنفيذ مآربكم ،وليس هناك شيئا تخشوه الا انكم لا تطيقون سماع كلمة حق لابد ان تقال.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. فرنسا: القضاء يصادق على مذكرة توقيف بحق الرئيس الأسد بشأن هج


.. بعد صعود اليمين.. أي تحول في العلاقات المغربية الفرنسية؟ • ف




.. أسانج يصبح -رجلا حرا- بقرار قضائي أمريكي ويعود إلى بلاده أست


.. المباني سويت بالأرض.. مشاهد من البحر تظهر الدمار الهائل بساح




.. مسن فلسطيني: راجعون راجعون لن نتحول عن فلسطين