الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


أين المستشارون ؟

حافظ آل بشارة

2011 / 2 / 23
مواضيع وابحاث سياسية


هل اصبح العراقيون مقلدين لغيرهم ناسين انهم بلد ديمقراطي ؟ لا يصح لبلد ديمقراطي ان ينعق مع كل ناعق ، لماذا لا يستخدم آلياته الخاصة بالاصلاح ، يجب رفض حالة تقليد شعارات الشعوب العربية في التظاهر والاحتجاج لانها مازالت تنوء تحت مظالم النظام الديكتاتوري ، تظاهرات الديمقراطيين وهتافاتهم يجب ان تختلف ، كيف يتاثر بلد ديمقراطي بتحولات دول غير ديمقراطية ؟! لماذا تتصاعد في اجواءه صيحات مستعارة ؟ الشعب بريء ولا ذنب له ، ماذا يفعل وهو يتعامل مع دولة ارتكبت اخطاء قاتلة جعلتها ديمقراطية في الشكل فقط ؟ النخبة السياسية متهمة علنا بأنها تقلد بلا شعور جلادها القديم وازلامه ، حيث تكررت اللقطات الصدامية في سلوك بعض رجال النخبة ، فهناك السكوت على الفساد والكذب الحكومي وتضليل وسائل الاعلام وتبرير الاخطاء القاتلة وعدم الاعتراف بحالات التقصير وفقدان الشفافية في المعلومات ونقض الوعود واستغباء الرأي العام وتقاضي الرواتب الهائلة والامتيازات ، وتقريب ابناء كبار المسؤولين وان كانوا جاهلين وتوظيف الاقارب والمحازبين وان كانوا فاسدين ، وتحويل المكاتب الى بؤر عشائرية او حزبية ، المحاصصة في كل البلدان تعتبر حلا لكنها في العراق تعتبر مشكلة لانها تحولت الى جسر يعبر عليه فساد الاحزاب لينتقل الى الدولة ، وهكذا حصلنا على دولة تنتمي في شكلها الهيكلي الى الغرب السعيد وتنتمي في محتواها السياسي الى العالم العربي التعيس ، ترتدي بزة الحكماء وتتحدث بلغة المجانين . فيها ثلاث سلطات اسميا لكن شبح السلطة الواحدة يسكن كل مكان ، اهملت الواقع ولم تعرف اين تسير وسائل الاتصال وماذا يفعل الشباب عبر المواقع الاجتماعية ، كثير من الرجال النظيفين وذوي المكاتب الفاخرة في مباني الرئاسات الثلاث يقدمون انفسهم على انهم خبراء ستراتيجيون أو مستشارون اعلاميون او مستشارون سياسيون او خبراء في علم النفس السياسي او علماء اجتماع وهناك تسميات أخرى نسيتها ربما بينها خبراء راي عام وخبراء حرب نفسية حتى اصبحت كلمة (خبير) هي الارخص تداولا في اروقة الرئاسات ، وتجد من الطبيعي ان نائبا او وزيرا يبحث عن وظيفة لنسيبه او قريبه فلا يجد له الا صفة مستشار او خبير وهو لا يفقه شيئا ، احتقارا لتلك الوظيفة واهانة لها ، المستشارون والخبراء هم الذين يزودون الحكومة بتقارير ومتابعات حول التحول الاجتماعي والهزات المنتظرة واسبابها ، قصور الرئاسة العربية فوجئت بالهزات الخطيرة ولم تتوقعها لان المستشار والوزير والحواشي كلهم فاسدون متملقون غائبون عن نبض الشارع فلماذا تتكرر المفاجئة في العراق وهو يزعم انه بلد ديمقراطي؟ غاب الجهد الاستشاري بسبب مصادرة موقع المستشار ونهبه ، لم يعد الساسة الكبار لدينا قادرين على بلورة برامج محبوكة للتعامل مع الهزات المحتملة او مع شارع افتراضي هائج متلاطم ، فقدوا قدرتهم على توقع الأزمة قبل وقوعها ، الفساد والعشوائية والتفكك المؤسسي جردت الحكومة من الادوات الفاعلة لادارة الازمة . كنا نتمنى ان تكون الحكومة قادرة على رؤية المستقبل لسنوات عديدة الى الامام لكن الوضع الحالي يؤكد عجزها عن رؤية الحاضر فضلا عن المستقبل، المراقبون يشعرون بوقع المفاجأة ويسألون بكل براءة : ولكن اين المستشارون والخبراء ذوو الرواتب الهائلة والسيارات المظللة والحمايات العرمرم اين تقاريرهم ودراساتهم السرية او العلنية ؟








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. بثلاث رصاصات.. أخ يقتل شقيقته في جريمة بشعة تهز #العراق #سوش


.. الجيش الإسرائيلي: دخول أول شحنة مساعدات إنسانية عبر الرصيف ا




.. الاحتلال الإسرائيلي يدمر مستوصف الزيتون بمدينة غزة


.. بحضور نقابي بارز.. وقفة لطلاب ثانوية بباريس نصرة لفلسطين




.. من أذكى في الرياضيات والفيزياء الذكور أم الإناث؟