الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


صگر فويلح!!

سعد تركي

2011 / 2 / 23
اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المغرب العربي


على الرغم من الصدمة التي ربما شعر بها بعض المراقبين للبشاعة والقسوة والبطش التي تعامل بها النظام الليبي مع أبناء وطنه، إلا أننا في العراق قد خبرنا عائلة من الطغاة المهووسين بالسلطة والدم تشبه في أدق تفاصيلها عائلة حاكم الجماهيرية العظمى. لم يكن القذافي يختلف كثيراً عن صدام، مثلما يشبه سيف الإسلام (تنينه) عدي.. صدام وطغمته قمعوا أربع عشرة محافظة بالمدفعية الثقيلة والدبابات والمروحيات في الانتفاضة الشعبانية بنخبة من الجيش لم تحرر أرضاً ولم تحم مواطناً لكنها كانت أقسى من أي مستعمر على أبناء جلدتها بأسلحة كان يقال لنا دوماً أنها لتحرير أرض العرب المغتصبة فلسطين..
قد يبدو للوهلة الأولى إن جميع الحكام العرب متشابهون في الجرم كأسنان المشط، كما كانت الشعوب العربية تبدو خرافاً مستكينة لسكاكين جلاديها.. جميع الحكام استعملوا الأسلوب نفسه ـ تقريباً ـ في قمع التظاهرات.. جميعهم نعتوا الجماهير الغاضبة بالمتآمرين على وحدة الوطن وأنهم مأجورون خونة.. جميع الحكام اعتمدوا في قمع مناوئيهم على ( البلطجية) والتظاهرات المضادة.. كل الحكام العرب لم يفكروا يوماً بمغادرة كرسي السلطة إلا بالموت، الأمر الوحيد الذي استحال عليهم قهره.. كلهم كانوا متأخرين بخطوات عن مطالب الشعب المشروعة التي كانت تتصاعد يوماً في إثر يوم.
يمكن القول إن صدام والقذافي يفترقان عن بقية إخوتهم بضراوة العنف والقسوة والجنون، ولنا أن نتخيل ما يمكن أن يفعله (مسودن بيده فاله).. يتشابه الرجلان في أنهما لم يجلبا لبلديهما سوى الكوارث والمصائب والقتل والدمار حالهما حال (فويلح) الذي كان صقره (الأغم) يملأ الدار بالثعابين والعقارب في حين تعود صقور أخرى بالطيور الشهية والغزلان.. صدام أحرق العراق من أقصاه إلى أقصاه قبل أن يُقبر، والقذافي وجه نيران مدافعه ودباباته وطائراته الحربية إلى شعب الجماهيرية العظمى!!
ما لم يفهمه صدام ـ حتى ساعة موته ـ سوف لن يكون بمقدور القذافي استيعابه.. لن يفهم أن التاريخ لفظه كما لفظته جموع الثائرين. لن يفهم أن الحياة من دون قيادته (الرشيدة) وجماهيريته العظمى ستكون أجمل وأروع وأكثر رفاهاً وأمناً.
لقد تناخى الحكام العرب بأجمعهم ووقفوا وقفة رجل واحد(لأول مرة) بوجه شعب العراق لأنه آمن بالحرية وفتح رئتيه لتنشق هوائها العذب.. حاولوا إيهام شعوبهم أن الأوطان تضيع والأرواح تزهق والمستقبل ظلام دامس إن رفعوا أصواتهم بوجه الطغاة.. نسوا إن الطفل يحبو ويقع لكنه يتعلم ـ دائماً ـ كيف يسير بخطى ثابتة واثقة إلى النور.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. ملثمون يوقفون المحامية سونيا الدهماني من داخل دار المحامين ف


.. نبض أوروبا: هل حدثت القطيعة بين بروكسل ومالي بعد وقف مهمة ال




.. الأردن يُغلق قناة تابعة للإخوان المسلمين • فرانس 24


.. المبادرة الفرنسية و تحفظ لبناني |#غرفة_الأخبار




.. طلاب جامعة هارفارد يحيون الذكرى الثانية لاغتيال شرين على يد