الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الشباب .. ثورة وثروة

ناهض خلف

2011 / 2 / 23
القضية الفلسطينية


يعد الشباب في أي مجتمع من أهم أدوات التغيير الاجتماعي والثقافي والسياسي والقيمي، وتقوم دعامة المجتمعات عليهم إذ يشكلون في أغلب الأحيان أكثر من نصف سكان الدولة.

وفلسطينيا فقد شكل الشباب الفلسطيني ورجاله ونسائه وحتي أطفاله أعظم تجربة طوال سنوات كفاحه من أجل الاستقلال ونيل الحرية، فقد كان النموذج الفلسطيني مثال للثورات الحقيقية التي نالت احترام الشعوب خاصة تلك التي تشرب من نفس كأس الاستعمار والاستبداد والظلم وعدم الاحترام.

لقد كان نضالنا مسلحاً تارة .. وتارات أخرى كان سلمياً، وكان منظما ومخططاً في مواضع .. وفي مواضع أخرى كان عفويا تلقائياً. ولقد شكلنا أعظم مدرسة للنضال والمطالبة بحقوقنا ونيل استقلالنا والتجارب شاهدة على ذلك في ثورة يافا عام 1919، ثورة 1936، وغيرها من الثورات، بالإضافة لكافة أشكال النضال الأخرى كالعصيان المدني، الإضراب عن الطعام، الاحتجاجات بكافة أشكالها، التظاهرات المختلفة حتي أن بعضها وصل إلى إقامة الاحتفالات والمهرجانات الفنية تعبيراً عن حالة الرفض لوضع ونظام قائم.

إن ثورة تونس ومن بعدها ثورة مصر شكلت منعطفاً جديداً في تاريخ هاتين البلدين العريقين، منعطفاً ملامح مستقبله ما زالت في رحمها، لكنه سيخرج جنينا قوي البنية بسواعد وجهد كل أبنائه وخاصة الشباب منهم الذين قادوا عملية التغيير والإصلاح فيها.

لقد كنا نحن الفلسطينيين مدرسة للآخرين في ثوراتهم، في طريقهم نحو التغيير للأفضل، تعلموا منا خطوات نضالهم مثلما تعلم غيرهم، مع تأكيدي بأن طاقاتهم عظيمة وخالدة، ولديهم من أدوات التغيير الكثير، ومثلما تعلموا منا فماذا لا نعود لنتعلم منهم ولو القليل !!

فنحن الفلسطينيون يعيشنا الانقسام بل يسكن تفاصيلنا الممزقة، خمس أعوام من التقاذف بنا كأمواج المحيط، ننزف رويدا رويداً وما من مغيث، كنا مشروع دولة والآن أصبحنا رماد دولتين، كان لدينا هرم برلماني قوي والآن أصبح لدينا برلمانين شكليين فاقدي الصلاحية القانونية، وكنا نحلم بحكومة وحدة وطنية أو حكومة كفاءات لينعم الله علينا بحكومتين.

إن ما نحن عليه اليوم من انقسام وضياع أحوج ما يكون لهكذا ثورات، ثورة ضد الانقسام نطالب كل الأطراف المسؤولية فيها بالوقوف أمام مسؤولياتهم تجاهنا، ليحاسب كل واحد منهم نفسه عن حجم الهلاك الذي أودى به هذا الشعب.

فالشعب الفلسطيني في شطري الوطن بغزة والضفة الغربية يتجرع سم الانقسام، زيادة في التعصب والحزبية، تقييد للحريات المختلفة، تدمير لكل دعائم الحياة الديمقراطية من انتخابات رئاسية وتشريعية ومجالس محلية، ونقابات، غياب للرقابة والشفافية لسيطرة الحزب الواحد على الحكم في غزة وفي الضفة الغربية.

بالإضافة لزيادة معدلات البطالة في فلسطين، حيث كانت خلال الربع الثالث من العام 2010 وحسب إحصاءات الجهاز المركزي للإحصاء الفلسطيني في قطاع غزة 40.5% وفي الضفة الغربية إلى 20.1%، وتلك النسب في زيادة عن السنوات الماضية، والسبب في ذلك الانقسام الفلسطيني الفلسطيني وحالة الشرخ الموجودة في البيت الفلسطيني، مع عدم نسيان أن الاحتلال الإسرائيلي يساهم بشكل أساسي بما يعانيه الشعب الفلسطيني من انتهاك لكافة المواثيق الدولية ولكل مبادئ حقوق الإنسان، من اغتصاب للأرض، واغتيال، وقصف، واعتقال، تدمير لكل أشكال الحياة من بشر وشجر، تشديد الحصار وإغلاق المعابر، وتقييد على الحياة الاقتصادية والهيمنة عليها في اتفاقيات هشة كاتفاقية باريس وغيرها، فإسرائيل تتحمل المسؤولية القانونية بهذا الخصوص بوصفه كيان محتل.

وصدقوني جميعاً .. لكي نستطيع أن نصارع عدونا لابد أولاً من أن يلتئم جرحنا ونوحد علمنا ونشيدنا، ونوحد كلمتنا لا نبعثرها، نتغاضى عن صغائر خطايانا كي نبني فلسطين الدولة .. ويجب علينا أن نتحد جميعاً رافضين هذا الانقسام، ونقول كلمتنا لكل من شطري الوطن بغزة والضفة، لطرفي الصراع حركتي فتح وحماس، بأن يتغاضوا عن مشاكلهم ويضعوا فلسطين أمام أعينهم فهي أكبر منا ومنهم جميعاً، ولنبدأ مشروع بناء الدولة بانتخابات نزيهة وعادلة وشاملة رئاسية وتشريعية ومجالس محلية ونقابات، ونسعى بعدها لإعادة هيكلة منظمة التحرير الفلسطينية التي هرمت ولتحتضن كافة الطيف الفلسطيني، وتلتزم السلطة الفلسطينية بعد ذلك بإجراء استفتاء عام للشعب الفلسطيني على مجمل القضايا الحساسة، كما يجب أيضاً إعادة النظر في كل الاتفاقيات التي أبرمت مع الجانب الإسرائيلي فهي مجحفة بحق الشعب الفلسطيني بكل تفاصيلها من اتفاقيات هزيلة وخاصة الاقتصادية منها، والتي تمارس إسرائيل من خلالها تضييق حلقة الهواء الذي نتنفسه، ويجب بدورها أن تقوم السلطة الفلسطينية بإنشاء مشاريع وبرامج اقتصادية تنموية، وإعادة صياغة مؤسسات الإعلام الفلسطيني ومحاربة كل أشكال القذف والرجم الإعلامي يمينا ويساراً، والكثير الكثير مما يحلم به كل فلسطيني يعشق هذه الأرض ...

فعلاً لقد تعلم غيرنا منا .. أما آن لنا نحن أن نتعلم من أنفسنا !!








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - فلسطين
sara6677899 ( 2012 / 11 / 20 - 14:23 )
الموضوع جامدجداااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااا


2 - فلسطين
sara6677899 ( 2012 / 11 / 20 - 14:23 )
الموضوع جامدجداااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااا

اخر الافلام

.. كيف يتصرف الألمان عندما يمرضون؟ | يوروماكس


.. لمى الدوري: -العراق يذخر بالمواقع الأثرية، وما تم اكتشافه حت




.. الهدنة في غزة على نار حامية؟ • فرانس 24 / FRANCE 24


.. مسلسل المانغا - بون- : وحدة تسافر عبر الزمن وتحي الموتى




.. -طبيب العطور- بدبي.. رجل يُعيد رائحة الأحبة الغائبين في قارو