الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


نفحات فاشية ، خطاب القذافي نموذجا

شاكر الناصري

2011 / 2 / 23
اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المغرب العربي


الخطاب الذي القاه القذافي يوم امس لايمكن أن يصنف الا في خانة النصوص والخطابات الفاشية المغرقة في العنصرية وكراهية الأنسان وتأليه الزعيم المستعد دائما وابدا للقتل والتلذذ بلون ورائحة الدماء والاستمتاع بصراخ من يتعذبون او تقطع اوصالهم امام ناظريه . لم يحمل الخطاب سوى التهديد والوعيد والابادة الجماعية للشعب الليبي الذي تم اخضاعه لمدة تزيد على الاربعين عاما من قبل القذافي ونظامه السياسي ومؤسساته التي لاتختلف بشيء عن مؤسسات فاشية مشهود لها في العالم في زمن هتلر وموسوليني وصدام حسين وفرانكو وبينوشيه وخميني ، مؤسسات كان هدفها الأساسي حماية النظام القائم وتعزيز قدراته الأمنية ضد من يحكمهم أو تقوم بدور الترويج والدعاية لمبادئه وتعبئة الجماهير للأنخراط في سياساته . كانت المساعي الأساسية للقذافي تتمثل في مساعيه الرامية لجعل جميع الليبين على صورته ونسخة منه و كان يتصور ان اربعين عاما كافية لمسخ الشخصية الأنسانية ومقوماتها وتحويلها الى تابع لشخصية القائد والزعيم الفاشي من خلال تعزيز النزعة القبلية والأمية وتصوير الليبي على أنه القدوة المنقذة وأنه رمز المجد الذي يغيب عن العالم . تنامي الأحتجاج والمطالبة بالحقوق والمساواة والحرية يعد خطيئة في عرف الزعيم الفاشي وأنتهاكا لارادة هذا الزعيم وسلطته وتعديا على خططه ومساعيه .

بالأمس أستمعنا للقذافي وهو يوجه أشنع الأهانات الى الشعب الليبي ولم يتوانى ان اجتراح كل ما في جعبته من مفردات لعلها تساعده في الحط من كرامة وقدرات هذا الشعب وشرائح كثيرة منه تسعى للوصول الى حقوقها في الحرية والشعور بالامان والعيش بكرامة . لم يتردد عن وصف هؤلاء الشباب بانهم مجموعة من متعاطي حبوب الهلوسة والمخدرات وهذا ما يدفعنا للتأكد أن هذا القذافي ونظامه كان يمارس لعبة أخضاع الشعب الليبي من خلال نشر تعاطي حبوب الهلوسة والمخدرات حتى يتمكن من اشغال قسم كبير من الشباب عن مهمامتهم وقضاياهم الاساسية .

الأبادة هي الحل الأمثل الذي يتبادر الى ذهن فاشي مهووس كالقذافي . ابادة الشعب الليبي الذي يرتكب معصية خطيرة وهو يتحدى نظام القهر والاستبداد والأستئثار بالسلطة . الابادة هنا تتماثل وتتطابق مع قرار الابادة الذي أتخذه قرينه الفاشي القومي صدام حسين في آذار من عام 1991 ضد الشعب العراقي الذي تمكن من أسقاط 14 مدينة عراقية وبعد أن عاش حقبا طويلة من القمع والتعذيب والابادة والحروب الدامية . الابادة كانت بالدبابات والصواريخ والاعدامات والطائرات المروحية والقتل في الشوارع والبيوت . عشرات الالاف تم تغييبهم في السجون والمعتقلات الوحشية كالرضوانية وابو غريب . الالاف أعدموا ودفنوا في مقابر جماعية تكشفت فيما بعد لتكشف الوجه القميء لنظام دكتاتوري مستبد وطاغ ولتكون وصمة عار في جبين كل من دافع عنه وعن سياساته وحروبه ولعل ما يمارسه القذافي الان يأتي متطابقا مع ممارسات الفاشي المقبور صدام حسين ضد الشعب العراقي الا أن ما يميزه هنا هو أستقدامه للمرتزقة من دول شتى حتى تساعده في قتل وابادة شعبه .

لاتمتلك الأنظمة الفاشية حدودا معينة حين يتعلق الامر بتهديد سلطاتها ووجودها . الأبادة والحرب والمعتقلات والأعدامات الجماعية هي الحلول التي لاتتردد هذه الأنظمة عن اللجوء اليها ولعل التاريخ يدلنا على الكثير من الشواهد . الأنسان في عرف وممارسات هذه الأنظمة تابع ذليل لايستحق الوجود ما دام يتطلع للعيش خارج كنف وسطوة وممارسات السلطة الفاشسة .

ما يحدث الان أن الشعب الليبي قد وجد الطريق الى الحرية وإن أسقاط النظام القمعي الفاشي في ليبيا وأنهاء زعامة القذافي هو الخطوة الاساسية في مسيرة حرية وكرامة الأنسان في ليبيا . ما يحتاجه الشعب الليبي هو ان يعي أن الخروج من دوامة النظام الأجرامي والآثار المدمرة لسياساته يحتاج الى جهود جبارة وحاسمة وإن التمسك بالحرية والعدالة والمساواة ستكون الرد الحاسم على تاريخ طويل من القمع والاذلال ومسخ الشخصية .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - لو حكمونا مجانين لكان الوضع افضل
علي سهيل ( 2011 / 2 / 24 - 05:52 )
اني استغرب كيف بقي طوال مدة 42 عاما في الحكم، ، قتل وشرد وهجر عشرات الالوف من خيرة ومثقفي شعبه، بدد ثروات ليبية طوال هذه المدة، لنحسب الكم الهائل من الاموال التي بددها، تصدر ليبيا يوميا حوالي مليون وستمائة الف برميل وسعر البرميل حوالي المائة دولار اي دخل ليبيا يوميا 160 مليون دولار نضرب هذا المبلغ بثلاثين يوما فيكون دخل ليبيا الشهري اربعة مليارات وثمانمائة مليون دولار وفي السنة يساوي نضرب اربعة مليارات وثمانمائة مليون ب 12 شهرا = 57.2 مليار دولار.
تعداد سكان ليبيا حوالي 5 مليون انسان، فيكون دخل الفرد اليبي حوالي 57.2 مليار تقسيم عدد سكان ليبيا = حوالي 11 مليون دولار.
فماذا فعل في هذه المبالغ الطائلة الذي اذا وزعها علي شعبه يحصل كل انسان الكبير والصغير والمقمط في السرير على 11 مليون دولا؟؟
يوجد في ليبيا فقرا ومحتاجين واميين وجهلة وبدد الاموال الطائله باشياء وامور غريبة ولم يدعم دولة عربية بشكل صحيح، لم يدعم ولم ينشئ شركات للاستثمار الزراعي ،مثلا في السودان ومصر لو استثمر فقط 5 مليار دولا لاطعم كلالشعب العربي من الحبوب والخضروات والفواكه. فنتخيل لو حكمنا مجنون لكان الوضع افضل بكثير.

اخر الافلام

.. إيران: ما الترتيبات المقررة في حال شغور منصب الرئيس؟


.. نبض فرنسا: كاليدونيا الجديدة، موقع استراتيجي يثير اهتمام الق




.. إيران: كيف تجري عمليات البحث عن مروحية الرئيس وكم يصمد الإنس


.. نبض أوروبا: كيف تؤثر الحرب في أوكرانيا وغزة على حملة الانتخا




.. WSJ: عدد قتلى الرهائن الإسرائيليين لدى حماس أعلى بكثير مما ه