الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الانتخابات الفلسطينية ديمقراطية مشوهة ؟؟

عبد الكريم عليان
(Abdelkarim Elyan)

2011 / 2 / 23
القضية الفلسطينية


اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية في اجتماعها الأخير دعت إلى إجراء انتخابات تشريعية ورئاسية في مدة لا تتجاوز شهر أيلول المقبل، ومن الواضح أن الرد جاء سريعا من قبل حركة حماس برفض الانتخابات جملة وتفصيلا واتهمت اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير بأنها لا تمتلك أية شرعية.. أما السيد عزام الأحمد رئيس كتلة فتح البرلمانية دعا حماس لإعادة النظر في موقفها من الانتخابات التشريعية والرئاسية، وقال: لنتوجه إلى صندوق الاقتراع وليكن الحكم بين فتح وحماس لإنهاء الانقسام السياسي، وأضاف أن اللجوء إلى الانتخابات جاء من منطلق غياب الوسيط المصري للمصالحة الفلسطينية..
عندما سمعت وشاهدت حديث الأخ عزام على الشاشة شعرت بأنه كان يستجدي من حماس الموافقة على الانتخابات، ولو أنه قال: بأن الانتخابات يمكن أن تجرى حتى في غزة كما أجرتها حركة فتح في السابق بطرق مختلفة مثل التليفون والإنترنت.. إنه من المخجل يا سيد عزام انتظار الموافقة من حزب أو تنظيم مهما كانت قوته، لأن الانتخابات حق دستوري للمواطن الفلسطيني وليست حقا لأي حزب أو تنظيم بأن يفتي فيها، وكان الأجدر بكم عدم انتظار الوسيط المصري أو أي وسيط آخر لتنظيم هذا الشأن قبلت حماس أم لم تقبل؟؟ وكان يمكن فضح زيفها من خلال نتائج الانتخابات ومشاركة الناس فيها، ونعتقد أن التكنولوجيا الحديثة وفرت كل ذلك بتقنية عالية وبدون تزييف أو تزوير يذكر.. ويمكن أن نطلب من أصدقائنا أو من الأمم المتحدة أن تشرف على هذه الانتخابات وعلى حماس وغيرها.. والمجتمع الدولي القبول بنتائجها هذا هو المنطق وحكمة العقل دون وساطة من أحد ودون تأجيل وتسويف..
لكن علينا أن نسأل أنفسنا أولا ونحن نشهد تغييرا وثورات عارمة تطالب بتغيير الدساتير والأنظمة العربية، هل يمكن أن نمارس الديمقراطية الحرة والشريفة والنظيفة ؟؟ في ظل قوى سياسية تتخذ من الفكر الديني الوهابي منهاجا ودستورا لا يتلاءم وحاجات شعبنا ؟ إنها تريد الديمقراطية لمرة واحدة كي تصل إلى الحكم وبعدها تفرض نظاما على مقاسها بالقوة كما حصل في غزة؟؟ إن الديمقراطية والإسلاموية لا يلتقيان، كما أن الديمقراطية جاءت كبديل أو نقيض لسيطرة الكنيسة قرونا طويلة على المجتمعات الأوربية، ودفعت تلك المجتمعات دما غزيرا في تخلصها من هيمنة الكنيسة وسيطرتها على مقدرات الشعوب.. إن دساتير العالم الديمقراطية لم ولن تقبل بوجود أحزابا سياسية ذات توجه ديني.. والسبب في ذلك واضحا وجليا حيث أن أحزابا كهذه سوف تستغل فطرة الناس و(الربانيات) لصالح حملاتها الانتخابية والديماغوجية، ولعل مجتمعاتنا العربية مهيأة لذلك تماما والعقلية العربية هي دينية بالفطرة والوراثة...! كذلك سوف تستغل أماكن العبادة المتوفرة في كل حي وكل بقعة مأهولة كقواعد حزبية مجانية، حيث أن هذه القواعد لم تتوفر لأي حزب سياسي آخر مهما كانت قوته.! إن تجربة السلطة الوطنية الفلسطينية في السنوات الماضية مريرة وقاسية سواء في قانون الانتخاب والتمثيل النسبي أو ازدواجية السلطة بين رئيس الوزراء ورئيس الحكومة.. ونعتقد أنه في حال قبولنا للتمثيل النسبي الكامل للأحزاب وإلغاء الدوائر كما وافق على ذلك الجميع فيجب أيضا تغيير النظام الرئاسي إلى نظام برلماني بحيث يتولى أقوى الأحزاب تشكيل الحكومة والرئيس ومصادقة المجلس التشريعي عليها..
نؤكد مرة أخرى على أن الشرعية التي يتاجرون بها انتهت مع نهاية الدورة الانتخابية وعلى الجميع الاحتكام من جديد إلى الشعب مهما كانت الأمور والأحوال، وإن مقولة أو مطلب الوفاق الوطني الذي يتذرعون به كي تجرى الانتخابات، وفي نفس الوقت هم المعيقون لهذا التوافق: نقول أن الجميع يحتاج إلى وفاقا وطنيا مع شعبه أولا الذي فقد الثقة بالقوى السياسية الموجودة لأنها لا تقف بجانبه ولم توفر له الطمأنينة والأمان.. والأمان هنا تعني توفير الحرية والحق في العمل والمسكن والتعليم وتكافؤ الفرص وتقليل الفجوة في سلم الرواتب بين الفئات، وكذلك الفجوة بين رواتب العسكريين والمدنيين، وبين الأغنياء والفقراء من خلال اعتماد سياسة اقتصادية ومحاربة الفساد الإداري والمالي في المؤسسات العامة وعدم احتكار السوق..
كما يقول المثل "فاقد الشيء لا يعطيه" فهل يعقل لحزب أو تنظيم فاز بالانتخابات لم يمارس الديمقراطية والانتخابات النزيهة في حزبه سوف يعطيها لشعبه ويكرسها كتقليد دوري وحق للمواطن الفلسطيني؟؟ هذا يقودنا إلى قانون الأحزاب أيضا، وكيف يمكننا مراقبة عمل هذه الأحزاب إن كانت تعتمد في برامجها وأنظمتها الداخلية نزاهة وشفافية حينها يمكننا أن نقبل بها أن تخوض غمار الديمقراطية الفلسطينية.. ولعل السؤال الأهم في الوضع الفلسطيني هو مأزق الاستقلال والتحرر، فلا المفاوضات حققت لنا ما نريد، ولا المقاومة التي يتغنى بها البعض حققت لنا ما نريد.. إذن هل يمكن للجميع الفلسطيني أن يتفق على استيراتيجية جديدة تتلاءم وحاجات شعبنا وظروفه، وتمكننا من الحفاظ على المنجزات وتطويرها تمهيدا لتحقيق أهدافنا القريبة والبعيدة..؟ سيبقى خيار الديمقراطية الشريفة والنظيفة هو الخيار الأجدر لتحقيق الحلم الفلسطيني...








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - مرجعيه وطنيه ملزمه
كنعان كنعان ( 2011 / 2 / 23 - 20:21 )
السيد الكاتب
أوافقك الرأي بقوه أن الإنتخابات هي حق دستوري للمواطن ويجب أن لا تخضع للتوازنات الفصائليه ، ولكن ونتيجة للوضع الإستثنائي في فلسطين فإن أي إتتخابات بدون مرجعيه وطنيه ملزمه يتوافق عليها الجميع لن تعدوا كونها قفزه في المكان ذاته لا تلبث أن تعيد إنتاج الإختلاف عند أول محنه. وعلى العموم لا أرى أن الإسلام السياسي في المنطقه العربيه قد نضج بالحد الكافي من أجل التعاطي المثمر مع الديمقراطيه كونه هو ذاته غير قائم عليها مؤسساتيا كما تفضلت. لا أدري كيف سيحل الفلسطينيون هذه المعضله ويبدو أن سنون عجافا أخرى قادمه
تحياتي


2 - إلى السيد كنعان كنعان المحترم
الكاتب/ عبد الكريم عليان ( 2011 / 2 / 24 - 07:59 )
السيد المحترم: كنعان
الشكر الموصول لسيادتكم واهتمامكم البالغ بمقالتنا، والمرجعية التي عرفها الشعب الفلسطيني جل فترة نضاله هي منظمة التحرير الفلسطينية، وهي من قررت مؤخرا اجراء الانتخابات التشريعية في غزة والضفة في فترة لا تتجازل شهر أيلول المقبل، والجميع يعرف أن حركة حماس تأسست كبديل لمنظمة التحرير وتمزيق الشعب الشعب الفلسطيني وإضاعفه، وهذا بالضبط ما حصل متوجا بالإنقسام الذي طال وستعمل على إطالته أكبر فترة ممكنة وتلقى دعما كبيرا في ذلك من إيران وسوريا وإسرائيل وأمريكا أيضا.. نعم! تجتمع المتناقضات تحت هدف واحد..وأيضا المطلع على برنامج الإخوان المسلمين والذي حماس جزء منه لا يوجد في برنامجها وطن فلسطيني فلا يهمها المشروع الوطني الذي يطمح له الشعب الفلسطيني، لهذا لا يهمها التحرر أو الاستقلال ومن هنا جاء سقفها السياسي بقبول هدنة طويلة مع الاحتلال تصل لعشرات السنيين ، ومن الواضح أن برنامجا وأيدلوجيتها لن تقبل بوجود انتخابات ديمقراطية وربما تقبلها لمرة واحدة للوصول لسدة الحكم، وبعدها تقيم النظام الذي تريده.. شكرا لكم مرة أخرى ودمتم بألف خير..


3 - انتخابات
هاني دغمش ( 2011 / 2 / 24 - 11:36 )
ان الاجدر بنا كشعب فلسطيني ثائر يبحث عن حريته هوالتقدم نحو وضع دستور وميثاق جديد لان تجربتنا الطويلة حتى الان ماهي الا مضيعة للوقت وتمكين للمحتل وزيادة في منعته وقوته ان انتخابات او حكومات هي وسمة عارعلينا سوا كنا هنا اوهناك لايجوزهذا الاقتتال المخزي على وهم وحلم وكرسي ضبابي لاو جود له اننا نتقاتل على مجلس بلدي محدود الصلاحية من الاولى للسيد الرئيس واعوانه اليوم والمتحصنين بدم الشعب الفلسطيني في غزة والذين يعتبرون انفسهم اليوم هم مرجعية شرعية للثورة الاسلامية السنية ان يخجلوا من انفسهم وان يبحثوا عن مخرج من نفق الخزي والعار الذي اوصلوا الشعب الفلسطيني اليه قبل البحثوعن اقتتال جديد يتقزم في هل الانتخابات السلطوية شرعية ام لاوالا رض تغتصب والقدس تهود
شكرا لاخ للكاتب

اخر الافلام

.. الناخبون في تشاد يدلون بأصواتهم لاختيار رئيس للبلاد


.. مقتل 4 جنود إسرائيليين بقصف لحماس والجيش الإسرائيلي يبدأ قصف




.. الانتخابات الأوروبية: أكثر من نصف الفرنسيين غير مهتمين بها!!


.. تمهيدا لاجتياحها،الجيش الإسرائيلي يقصف رفح.. تفاصيل -عملية ا




.. تهديد الحوثي يطول «المتوسط».. خبراء يشرحون آلية التنفيذ والت