الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الأفق السياسي بالمغرب ما بعد 20 فبراير

أماجود علي

2011 / 2 / 23
مواضيع وابحاث سياسية


في خضم كل الإحتجاجات الشعبية من الخليج إلى المحيط، وبعد بدأ التغييرات السياسية في عدد من البلدان التي قامت بالإطاحة بحكامها السابقين، تولدت بالمغرب فكرة إستعمال الشارع كأداة للتعبير عن مجموعة من المطالب خصوصاً في شقها السياسي المتعلق بالدستور، بعد سنوات من إحتكار هذه المطالب من طرف اليسار (الرديكالي) و من طرف الإسلاميين الغير المتحزبين(العدل و الإحسان، السلفيين...).بحيث لأول مرة في السنوات الأخيرة يتم رفع شعارات من قبيل:"ليسقط النظام"، "المخزن سير بحالك المغرب ماشي ديالك" "المغرب سير سير حتى النصر والتحرير" ...إلخ. لكن يبقى أهم شعار وأهم مطلب:"لا للحكم الفردي، ملكية برلمانية، ملك يسود ولا يحكم" بعد أكثر من 50سنة من الحكم المطلق من قبل نفس المؤسسة في بلد لا يبعد عن أوروبا إلا ب14كلم، وبنفس المسافة عن نظام ملكي أوروبي ديموقراطي برلماني. في بلد يطبق فيه دستور يخول فيه صلاحيات واسعة للملك، وفي نفس الوقت يضع عدة مؤسسات دستورية على أرض الوجود ولكن بصلاحيات جد مقننة وبدون إستقلالية تامة، مما يجعلها مرتبطة بشكل كبير بالقرارات و الإستراتيجيات الملكية.
بعد ما سمي بالإنتقال الديموقراطي قبل وفاة الحسن الثاني، ومجيء حكومة اليوسفي كمقابل مادي لنخبة من اليسار (الحداثي أو الإشتراكيين الديموقراطيين)بعد تصويتها على دستور96، إنتقلت المؤسسة الملكية من فترة حرجة، التخوف من الفترة الإنتقالية ما بين الملكيين بعد كل التقارير الدولية التي تتحدث عن ظرفية حرجة للمغرب، إلى فترة لعلب فيها الملك ورقة القرب من الشعب(ملك الفقراء) لإدخال كل التعديلات الأساسية داخل المؤسسة الملكية، ونطرا لتكوينه الإقتصادي جعل من المؤسسة الملكية أحد أم مؤسسات الإنتاج داخل المغرب، بل وحتى محتكرة قطاعات إقتصادية عدة. لقد إستطاع في أقل من عشر سنين الرفع من حجم ثروة العائلة الملكية مرتين.
وفي نفس الوقت حاول الحفاط على مكتسبات ما يسمى بفترة الإنتقال الديموقراطي، بأن خلق محيطاً رسمياً والمتكون من المستشارين السابقين في عهد أبيه وأصدقاء الدراسة الذين عهد إليهم بمسؤليات رسمية و غير رسمية وأيضاً من جنرالات الجيش.
و محيطاً غير رسمي يلتقيه في تنقلاته الدائمة أو أثناء اللقاأت الرسمية والغير الرسمية يتكون أساساً من اليسار (الحداثي) و الذي أوكل لعدد كبير منهم مسؤليات على مؤسسات الدولة(مجالس، وكالات، سفارات....). مكتسبات تتجلى أساساً في عدم المطالبة بالإصلاحات أو بالأحرى بالتغييرات الدستورية، وأيضاً عدم القطع مع فترة التحرر الليبرالي الذي إختاره كأداة لدعم هيبته الإقتصادية، رغم ما ستخلقه هذه الإستراتيجية من بؤر الفساد في كل القطاعات( العقار، الأبناك، التجارة، الصناعة...)
فبعدما كان المغرب يعاني من فساد على مستوى الدولة(الجيش، العدل، الصحة، الدرك...) و في بعض القطاعات الإقتصادية. أصبح بعد إستراتيجية التحرر الليبرالي يعاني من الفساد من القمة إلى الأسفل، حسب التعبير الشعبوي، و أصبح الجميع يشير بأصابع الإتهام إلى أشخاص محددين داخل أو بالقرب من المؤسسة الملكية: منير الماجدي، حسني بن سليمان، أندري أزولاي، الجنرال بناني، الصفريوي، عثمان بن جلون، و رؤساء بعض المكاتب( الفوسفاط، الكهرباء، الماء...)، وأيضا إلى عدد كبير من المسؤولين الجهويين والمحليين في كل ربوع المملكة و عرف المغرب ظهور طبقة من البرجوازية الجديدة إلتي إستثمرت في هذا المناخ مما جعل من المغرب أحد أهم البلدان التي تعيش على فراغ كبير بين طباقاتها الإجتماعية.
للخروج بمعادلة تجعل من التغيير السياسي الحقيقي ،عبر إصلاح دستوري حقيقي، شبه مستحيل جاءت فكرة خلق قطب سياسي حداثي يدافع عن إختيارات الملك الليبرالية وفي نفس الوقت يملأ فراغ المعارضة داخل الرقعة السياسية، وبدعم كبير من مهندسي الخريطة الساسية بالمغرب إستطاع هذا القطب أن يلعب بكل الأوراق لتركيع ما تبقى داخل المشهد السياسي بالمغرب بما فيهم الإسلاميون المتحزبون للدخول إلى تقنية المفاوضات للإستفادة من ما تبقى من المناصب قبل الدخول في التحضير لإنتخابات2012
لقد كان الشعب المغربي يشير جيداً إلى بؤر الفساد على كل المستويات، وفي نفس الوقت لا يريد إسيتعاب فكرة أن القصر"قد" يحمي الفساد، لأن الملك مقدس و الصورة المرسخة هي أن الملك "ملك الفقراء" وأنه لا يمكن تصور المغرب بدون ملكية. فبعد إحتجاجات 20فبراير عمت مظاهر الفوضى عدة مدن مغربية حيث رفع الشباب شعارين متناقضين "ليسقط النظام" وبعد ذلك" ملكنا واحد الملك محمد السادس".و هنا يكمن لب المطالب الشرعية ليس فقط لحركة 20فبراير ولكن لكل الشعب المغربي: ليسقط نظام الفساد، لتسقط كل مؤسسات الفساد(بما فيها الأشخاص)
ليسقط نظام الحكم الفردي؛ وأكبر دليل على هذا النظام الفردي كان يوم 21فبراير مع تعيين المجلس الإقتصادي و الإجتماعي بحيث أننا في سنة 2011 حيث لازال منطق التعيين سائد وفي نفس الوقت جاءت مطالبأن يكون الملك بعيدا عن بؤرهذا النظام.
ففي رأي كل المحللين السياسين لأوضاع المغرب، لقد بدأ العد العكسي لكي يستجيب القصر لكل المطالب المشروعة، مهما كانت حجم وأشكال الإحتجاجات القادمة، ومهما كان الوقت الذي سيتطلبه إستيعاب هاته المطالب من طرف المؤسسة الملكية، و لكن التخوف المعبر عنه هو أن طبيعة النظام بالمغرب رغم ما يعطيه من إنطباع بأن الحكم بيد الملك، لكن في حقيقية الأمر هناك مؤسسات وأشخاص داخل القصر و في محيط الملك، ليس في صالحها إجراء أي تغيير بالمغرب ولكن في صالحها التنازل و لو للإسلاميين الرسميين لسد المنافذ داخل الخريطة السياسية للمطالبة بالإصلاحات الدستورية. وليصبح أي ُمطالب بالتغيير الدستوري عدو للملكية أو مشاغب.

أماجود علي











التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - كل الاقنعة سقطت
كريم العسري ( 2011 / 2 / 24 - 00:33 )
(ففي رأي كل المحللين السياسين لأوضاع المغرب، لقد بدأ العد العكسي لكي يستجيب القصر لكل المطالب المشروعة، مهما كانت حجم وأشكال الإحتجاجات القادمة، ومهما كان الوقت الذي سيتطلبه إستيعاب هاته المطالب من طرف المؤسسة الملكية).
اما المحيطون بالقصر المقاومون للتغيير فتسري عليهم نفس المقولة اعلاه.فكلما ابطأوا في الفهم كلما أججوا الاحتجاجات ورفعوا من سقف المطالب،وعندئذ يكونوا قد تجاوزوا الخط الاحمر،خط اللاعودة ويا ما يستتبعه تجاوز هذا الخط من محاكمات وتجميد ارصدة ومطاردات حول العالم


2 - لن تقوم ثورة في المغرب
حكيم المغربي ( 2011 / 2 / 24 - 09:27 )
انا لا اتفق مع صاحب التعليق رقم 1.
ماوقع في الدول الافريقية الاخرى كانت ثورة شعوب. لا احد يعرف انتمائهم السياسي, ولهذا لم يكن هناك خصام بين المحتجين. العكس وقع في المغرب حيث نجد ان منسق ثورة الفايسبوك ينتمي الى الحركة الاسلامية الفاشية. الملايين من المغاربة يكرهون هذه الحركة. شخصيا انا ضد الملكية, لكني افضل الملكية على الحركة الاسلامية. لا اثور من اجل ان يصل ارهابي سفاح الى الحكم. هذه الثورة الاسلامية في المغرب تساندها الحركات الشيوعية الماركسية. هل تعتقد ان الشعب المغربي المسلم سيساند القوى الرجعية كالحركة الشيوعية؟ . ولهذا فلن تكون ثورة في المغرب مادام الشيوعيون والاسلاميون من مساندي الثورة.


3 - الدستور الديموقراطي هو الحل
كريم العسري ( 2011 / 2 / 24 - 11:22 )
الجواب كامن في تدخلك،دعني اشرح لك
اذا كانت الملايين من الشعب تكره الحكم الاسلامي فكيف للحركة الاسلامية ان تتمكن من استلام مقاليد الحكم في المغرب،وهذا ينطبق ايضا على الحركات الشيوعية.الوطن ليس ملكا لاحد،لكنه وفي الوقت نفسه ملكا للجميع.الاسلاميون والشيوعيون والليبراليون...كلهم اهلا وسهلا بهم،الشرط الوحيد هو ان تكون قواعد اللعبة السياسية تصب في خدمة مصلحة الشعب والوطن وموثقة ديموقراطيا في دستور يكفل الحرية والكرامة للجميع.لندع عهد بوليس العقول وراءنا ونحرر افكار الناس...الدستور الديموقراطي هو الحل


4 - الشيوعية والاسلام السياسي
حكيم المغربي ( 2011 / 2 / 24 - 12:42 )
الى كريم العسري
قلت ان الملايين ضد الاسلام السياسي والشيوعية, ولم اقل ان كل المغاربة ضد الاسلام السياسي والشيوعية. اكثر من 40% من سكان المغرب (اي الملايين) لم ينتخبوا احد. الذين صوتوا للاسلام السياسي هم الاميون (وما اكثرهم في المغرب) و الفقهاء.
اذا وصل الحزب الاسلامي الى السلطة فستكون هناك حرب اهلية في المغرب كما هو الحال في السودان, ايران,افغانستن, الصومال. الاحزاب الاسلامية هدفها قطع الرؤوس للفوز بالجنة. نفس الشيء ينطبق على الشيوعيين. الغرب يخاف من الاسلام السياسي والشيوعية. كل الدول الاسلامية والشيوعية دول غير ديموقراطية ومتخلفة. الاسلاميون قتلوا الملايين من البشر. الشيوعيون قتلوا كذلك الملايين من البشر.


5 - البلطجية
عبد الرحمان بن ملجم ( 2011 / 2 / 24 - 13:13 )
- الشعب يريد اسقاط النظام- - ملكنا واحد محمد السادس - .هاذين الشعارين المتناقضين رددتهما في نفس الان اللصوص والمجرمون والشمكارة لما كانوا يرجمون بيت العامل مدينة العرائش ، وهو ما يبين ان الوقفة فشلت بالمقاييس المتعارف عليها للحكم على الخرجات او الوقفات حيث ان اعدادا كبيرة كانت من الصعاليك الذين نشروا التخريب وروعوا العائلات. لقد فشلت الوقفة لانها لم تقنع الشعب المغربي بالانخراط فيها لان هدفها كان هو احراق المغرب بما فيه ومن ثم الوصول الى القضاء على الرمز والنظام لتسليم الحكم لمن ينادي بالملكية الدائرية وبالملكية الشكلية. فهل النظام سيسقط في المغرب بالبلطجية والرعاع ؟
الان لقد تكون اتجاهان :
اتجاه الشعب المغربي وراء جلالة الملك الذي ادان الخرجة او الوقفة بسبب الفوضى وبسبب اسغلال ما حدث من بعض الهامشيين والفوضويين والانقلابيين لتمرير خطابات وبلوغ مرامي ضيقة لا علاقة لها بالاصلاح
تم اتجاه الملكية الشكلية والمتياسرين والاسلامويين الى جانب تدصحف تدعي الاستقلالية وما هي كذلك مع بعض الاقلام وهؤلاء كلهم وراء ابن عم الملك مولاي هشام.


6 - تعاقدا سياسيا ديموقراطيا بين جميع المكونات
كريم العسري ( 2011 / 2 / 24 - 13:31 )
ما تفضلت به حول الاسلام السياسي والشيوعية اعرفه ويعرفه الجميع لكن لا يمكن التساوي بينهم.الاسلام في مجمله يربي عند الانسان الخنوع وعدم مقاومة أولي الامر بينما الماركسية تحث المزلوط على اخذ حقوقه والتصادم مع مستغليه.
لم اتكلم عن الغرب فهو معروف بالدفاع عن مصالحه ومصالحه فقط وهو مستعد من اجل ذلك للتعامل حتى مع الشيطان ولا تهمه ديموقراطية وحرية الشعوب رغم تشدقه الشعبوي بهما.احبذ تعاقدا سياسيا ديموقراطيا بين جميع مكونات المجتمع يضع مصلحة المغاربة والوطن هدفه الاسمى وفي ذلك فاليتنافس المتنافسون.


7 - تيار القطع مع ـ الافلات من العقاب ـ
جمال السريا ني ( 2011 / 2 / 24 - 14:47 )
وهناك اتجاه ثالث لم يصطف لا مع جزب الملك والهمة ولا مع جزب الاستغلال الذي يريد نشر الفوضى في البلاد لربح الوقت.اتجاه يدعو الى دمقرطة الحياة السياسية والمؤسسات والقطع مع استغلال السلطة من اجل الثراء،اتجاه خارج الحسابات السياسوية الضيقة يروم الى الديموقراطية والحرية والكرامة.وهذا هو الاتجاه الذي يجب عليك تدعيمه السي عبد القادر


8 - الاسلام السياسي والشيوعية وجهان لعملة واحدة
حكيم المغربي ( 2011 / 2 / 24 - 16:17 )
الى الاخ كريم العسري

الاسلام السياسي والشيوعية وجهان لعملة واحدة وهي عملة التخريب, القتل, الاستبداد, سفك الدماء, الانفراد بالسلطة والتخلف.
تقول بان الماركسية تحث المزلوط على اخذ حقوقه, لكن كل من يريد اخذ حقه من الشيوعيين يقتل بالرصاص, وهذا ما تفعله كل الدول الشيوعية.
الماركسية تحث فقط على اخذ حقك من غير الشيوعيين وليس من الشيوعيين.
الاسلام السياسي يعلن كذلك جهاد ضد كل من لا يريد تطبيق الشريعة. وعندما يصلون الى الحكم, يبيدون الشعب كما يفعل الشيوعيون.
الاتحاد السوفياتي, كوبا,الصين, كوريا الشمالبة كلهم قتلوا الالاف بل الملايين من البشر لانهم ارادو اخذ حقهم من الشيوعيين. الديموقراطية لا تعني اعطاء الحرية لسفاح متخلف ليقتلي. الاسلام السياسي والشيوعية انظمة ارهابية لا يجب ان تصل الى الحكم ولا يجب ان تملك السلاح. اذا وصل الشيوعي او الاسلامي الى السلطة, سيقوم بتغيير الدستور حتى يبقى وحيدا في السلطة. ومن ينتقده, يقتله. اذن لا ديموقراطية للتيارات المتخلفة..


9 - الشعب هو الحكم
كريم العسري ( 2011 / 2 / 26 - 16:19 )
ماذا تقترح حكيم المغربي،ان نقتلهم،ننفيهم الى الصحراء ام نرميهم في البحر.انهم موجودون وسيظلون موجودين، لذا يجب التعامل معهم شئنا ام ابينا.ما رأيك في دستور ديموقراطي يحترم الحريات ويضمن الكرامة الانسانية ويعترف بكل مكونات الشارع السياسي المغربي والمحك والحكم هو الشعب

اخر الافلام

.. شهداء ومصابون بقصف إسرائيلي استهدف مباني في مخيم جباليا ومدي


.. أبرز ما تناولته وسائل الإعلام الإسرائيلية في الساعات الأخيرة




.. لا معابر تعمل لتربط غزة مع الحياة.. ومأزق الجوع يحاصر السكان


.. فرق الإنقاذ تبحث عن المنكوبين جرّاء الفيضانات في البرازيل




.. جامعة برشلونة تقطع علاقتها مع المؤسسات الإسرائيلية