الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


هذا المساء.. نيرون و دراكولا

أحمد بسمار

2011 / 2 / 23
اليسار , التحرر , والقوى الانسانية في العالم


بمقالي المختصر البارحة مساء, وعدت ألا أعود إلى نيرون في طرابلس ـ ليبيا, ظانا ومعتقدا أن بقية من بقايا رواسب مشاعر إنسانية موجودة حتى عند أشرس المجرمين, سوف تدفع هذا الإنسان النرجسي أن يغادر بلده الذي يبصقه كبلغم مرض السل. ولكنه ما زال هنا متوعدا مزمجرا مهددا حارقا كل الجسور بينه وبين هذا الشعب الطيب الصبور الذي تحمل طغيانه وتحمل فجور اولاده طيلة 42 سنة.
حتى أقرب المقربين إليه, حتى من شاركوه بكل لعبه الباذخة, نفروا, هربوا, تجنبوا كل علاقة وكل صورة وكل أبسط ذكرى تربطهم معه. أصبح أيدز ـ سيدا ـ HIV معد. لا يريد أن يلمس كل ما يتعلق بـه وبجنونه. يصرخ ويضرب الطاولة في مبنى نصف مهدوم بشكل دراكولي, أنه الثورة, أنه لوحده ليبيا بكاملها, أنه بناء البلد وعظمة أفريقيا.. لوحده.. لوحده.. معمر بن القذافي!!!...
وهذا اليوم وبعد مئات ومئات من القتلى وآلاف الجرحى من هذا البلد الأمين ما زال ملك الملوك (المعزول) يهدد ويتوعد مع ابنه سيف الإسلام (نعم للمرة الثانية هكذا اسمه وما ذنبي أنا؟) بأنه سيفلت جحافل مغاويره الإفريقيين لاغتيال كل من أو ما يتحرك في هذا البلد ويحرق روما ـ طرابلس بكل ما فيها من حياة. لأنها ملك له ولأولاده. كل حياة وكل روح.
أو ليس هو معمر بن القذافي خالقها الوحيد الفريد؟؟؟!!!
تحدث عنه هذا الصباح طبيب اختصاصي بالأمراض العقلية, ولست أدري إن لم يكن من الجنسية الليبية. لفت انتباهنا ألا نقع بالفخ ونتهمه بالجنون. إنه نرجسي حقا, ولأقصى الحدود الصورية علميا. ولكنه ليس بمجنون. ولهذا السبب يمكن إدانته. وتشخيصه مجنونا يمكنه من الهرب من العقاب قانونا. إنه ليس بمجنون. إنه مجرم شرس نرجسي كامل, يعي ما يفعل بكل قناعة. وقد اختار الشر وسيلة. وخاصة كره أبناء قومه ووطنه. لقد أذى هذا الإنسان آلاف العائلات في العالم وخرب وفجر. كما أنه قتل الآلاف من أبناء بلده بشطحات ونزوات شخصية, لا علاقة لأمن البلد فيها. لذلك يجب أن يحاسب على أفعاله, هو وكل من شاركه مسلسلات شروره وجرائمه ضد الإنسانية التي لا حصرلها.. وتحتاج لملفات ومئات المحققين الأحرار لحصرها وتسجيلها ومحاكمتها وتعويض المتضررين منها, من 42 سنة حتى هذا المساء.. وما يتبع غدا أو بعد غد.
في ليبيا هذا المساء, مدينه تلو أخرى تعلن انفصالها عنه وولائها للوطن الأم. الشباب ينشدون معا في كل مكان أناشيد وطنية جديدة وملاحم تآخ بين صفوف الشعب الواحد. والعقيد متمترس في قصره المحصن, ومن يحمون حلقاته المقربة لم يعد بينهم ليبيون. متعددو الجنسيات, محترفو العسكرية والحماية لمن يدفع بالأورو أو الدولار شكلوا حلقات حوله. إلى متى سوف تدوم حمايتهم له؟؟؟... عليه إن يتساءل..عليه أن يتساءل أي ضمان لأي زعيم حاضر أو سابق أو ضائع لا يحميه شعبه؟؟؟...
آمل أن يتجنب هذا الإنسان مذابح الدم التي يعشقها من زمن طويل.. قد يخفف هذا بعضا من جرائمه أمام المحاكمات التي لا بد أن يمتثل ـ يوما ـ أمامها...
وأخيرا.. أتساءل لماذا يبتلى العرب دائما بهذا النوع من الحكام؟؟؟!!!
وليحيا شعب لـيـبـيـا متضامنا موحدا في سبيل حرياته الإنسانية وكرامته.
أحمد بسمار مواطن عادي بلاد الحرية الواسعة








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - يقظة العرب
ماهر السيد ( 2011 / 2 / 23 - 21:54 )
لاأعرف إلى الآن من هو الدي أيقظ الشعوب العربية ألم نرى وبشكل واضح أن هناك مخططاَ لهده المنطقة ولمادا الآن ؟ ولمادا بدأت شمال إفريقيا ؟ لمادا في الدول الغنية بالنفط ؟ لمادا تحركت الآ ن إيران ؟ ألم يكن آن الأوان لتغيير الحكومات العربية بإستخدام عصا الشعوب دون تدخل قوى أجنبية ؟ ألم نرى أن اميركا وأوروبا تساند الشعوب العربية بإطاحة حكامها كي تضع حكام جدد لهدف إعطاء هده الشعوب حريتها وديمقراطيتها المزيفة كي تقبل بالنهاية أمنها لكن ضمن دويلات ... يجب أن نلاحظ جيداَ أن التقسيمات قد بدات مع قدوم قوة جديدة الى المنطقة بموافقة الدول العظمى . أرجو أن أكون مخطئاَ بالتحليل.
أحييكم من شمال أوروبا


2 - رد للسيد ماهر السيد
أحـمـد بـسـمـار ( 2011 / 2 / 24 - 09:14 )
أفهم تساؤلك..وأفهم تشاؤمك الإيجابي وتخوفك وتشكك بكل ما يحدث في منطقتنا البركانية التي بدأت يقظة مفاجئة بعد سبات ونوم وخوف وخنوع يدوم من قرون مريرة عديدة. ولكن أما آن الأوان أن يتساءل كل منا, سواء في سجنه,في اغترابه القسري, في وظيفته, في فراشه قرب زوجته أو لوحده.. إلى متى سوف نبقى هكذا أنصاف عبيد وأنصاف أشباح تتحرك في حلقات مغلقة معتمة من الخوف والفراغ والصمت الدائم؟ أما آن للإنسان في بلادنا النائمة المنبطحة أن يتساءل هل أنا إنسان كبقية البشر؟ وعندما يجتمع ثلاثة أشخاص ليفكروا معا.. سوف تبدأ ثورة في أي مكان.
ولك مني أطيب تحية مهذبة.
أحمد بسمار مواطن عادي بلاد الحرية الواسعة

اخر الافلام

.. بايدن وترامب وجها لوجه | #أميركا_اليوم


.. منذ 7 أكتوبر.. أميركا قدمت مساعدات أمنية لإسرائيل بقيمة 6.5




.. السباق إلى البيت الأبيض | #غرفة_الأخبار


.. بدء الصمت الانتخابي في إيران.. 4 مرشحين يتنافسون على منصب ال




.. مراسل الجزيرة يرصد تطورات استمرار احتجاجات كينيا رغم تراجع ا