الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


ملك الملوك مرتجفا يدعو لإحراق ليبيا وسيف الإعدام يهدد بالقتل

زكرياء الفاضل

2011 / 2 / 23
اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المغرب العربي


ملك الملوك مرتجفا يدعو لإحراق ليبيا
وسيف الإعدام يهدد بالقتل
المتتبع للأحداث بليبيا شاهد الطريقة المافيوزية التي وجه بها نجل الديكتاتور الليبي سيف الإسلام، أو كما يسميه الليبيون سيف الإعدام، كما شاهد الديكتاتور المختبئ ببيته القديم، الذي تعرض لقصف أمريكي في الثمانينيات، وهو يرتجف ويتلعتم في كلماته المتقاطعة. كلا منهما خاطب الشعب الليبي من منطلق السيد الآمر الناهي الذي لا تعلو فوق كلمته إرادة الشعب، مما يعني أن النظام الجماهيري، كما يدعي أصحابه، ما هو في حقيقة أمره سوى ملكية مطلقة تعمل من وراء الكواليس. والغريب في الأمر أن نابوليون بونابارت الليبي تذكر فجأة القانون وهدد بمواده الشعب المنتفض، وذكر على وجه الخصوص المواد المتعلقة بالدعوة للتفرقة وإشعال الفتنة والتي تحكم في مثل هذه الحالات بالإعدام على أصحابها، ثم يدعو أنصاره لحمل السلاح والخروج إلى الشارع لمواجهة الشعب المنتفض أي أن القانون الذي ذكّر به شعبه لا ينطبق عليه و ولي عهده سيف الإعدام. وهناك أمر آخر يدعو للاستغراب هو اتهامه للشباب بعدم وجودهم أيام الاستعمار ومقاومته، بمعنى كان يجب عليهم أن يولدوا ويقاومون الاستعمار ثم يعودون لأرحام أمهاتهم، اللواتي لم يكن ولدن أيضا أيامها، إلى أن يحين وقت ولادتهم. حقيقة الرجل يستحق الشفقة والعلاج الطبي السريع، "اللي شاف شي حاجة يقول الله يستر" كما نقول نحن المغاربة في مثل هذه الحالات. فهذا الرجل غير طبيعي ويعاني من مرض مزمن عضال لا أعتقد أن الأخصائيين يملكون له علاجا، فهو حالة جديدة تثير اهتمام علماء النفس وتشكل لأبحاثهم العلمية إشكالية في غاية التعقيد.
لقد أوهم بونابارت الليبي شعبه، طيلة ما يقرب من نصف قرن، بنظام عالمي جديد أعطاه إسما، من قلة علمه، يتكون من صفات دون موصوف، تمعنوا معي في هذا الإسم الغريب "الجماهيرية العربية الليبية الشعبية الاشتراكية العظمى":
1. الجماهيرية صفة مشتقة من إسم جماهير
2. العربية صفة مشتقة من إسم عرب
3. الليبية صفة مشتقة من إسم ليبيا
4. الشعبية صفة مشتقة من إسم شعب
5. الاشتراكية صفة مشتقة من فعل اشترك
6. العظمى صفة مشتقة من إسم عظمة
أين هو الموصوف إذا؟ علمه عند بونابات الليبي.
إن ليبيا الدولة الوحيدة التي، حسب علمي، في العالم العربي لا تملك دستورا حيث عوضه صاحبنا بكتابه الأخضر( الحقيقة أن من ألفه هو الدكتور رجب بو دبوس خريج جامعة السوربون قسم الفلسفة) وهو مليئ بالخزعبلات والسفسطة والطرائف نسرد إحداها كمثال: الفرق بين الرجل والمرأة هو أن المرأة تحيض والرجل لا يحيض. والكتاب عبارة عن خليط بين الفكر السوفياتي والناصرية والإسلام (قد أعود إلى الموضوع بدراسة مفصلة إن كان هناك من داع). كما يعتبر الكتاب ملخص إديولوجية النظام حيث يعطي تصورا لمفهم الدولة لديه. وحاول النظام المتسلط على الشعب الليبي توهيم المواطنين بأنهم يحكمون نفسهم بنفسهم عبر اللجان الشعبية وأن دولتهم غير هرمية الشكل كما هو الأمر بالنسبة لباقي دول العالم. فهل هذا صحيح؟
إن نظام الدولة منذ ظهورها إلى عصرنا هذا هرمي الشكل يسود فيه المستغلون ويحتكرون ثروات البلاد بينما يعيش غالبية الشعب في فقر وبؤس. وإذا كان شكل الدولة التقليدية هرمي واضح فإن نظام دولة بونابارت الليبي هرمي بشكل أخطبوطي حيث يوحي للمواطن أنه يسيّر أمور بلاده بنفسه، لكن واقع الأمر مناف لتوهمات هذا المواطن ومخالف لمزاعم السلطة الليبية إذ القرارات تأتي من فوق واللجن الشعبية هي أذرع الأخطبوط المتسربة في جسم الشعب للسيطرة عليه وضبط تحركاته. فالهرم والأخطبوط شكل هندسي واحد مع فارق أن للأخطبوط قدرة على التمويه والتلوّن بلون البيئة المحيطة به ولا يظهر إلا للسطو على فريسته الضحية وهذا ما حصل في ليبيا حيث كشّر الديكتاتوري المجنون على أنيابه بعدما كان يخادع بقيادته لثورة شعبية، فلما جاءت الثورة تنكر لها.
إنّ بونابارت الليبي بالأمس، في مسرحيته الفردية، كان واضحا عليه الخوف والارتجاف في كلمته غير المترابطة حيث كان ينط من بن لادن إلى الزرقاوي إلى عمر المختار إلى أجداده إلى انقلابه العسكري إلى قصف بيته في أواسط الثمانينيات ثم يرفع كتاب "القانون" فيعجز عن قراءة ما به ويغير نظاراته أكثر من مرة ويلتحف بعباءته وهي لا تطاوعه (هي الأخرى أرادت تقديم استقالتها منه)، ثم يحاول إغراء شيوخ القبائل باقتسام الثروة النفطية معهم ويرسل مبعوثيه إليهم في محاولة يائسة لعلهم ينضمون له. وقد نسي في هستيريته استخدام الطيران الحربي ضد شعبه، بينما لم يستخدمه في الحروب مع إسرائيل. لذلك ليس من الصعب الوصول إلى استنتاج مفاده أن نظامه كان يشتري الأسلحة ليحارب بها الشعب الليبي ليس لصد عدوان خارجي.
إذا كان بن علي وجد مأوى بالسعودية ومبارك ملجأ في شرم الشيخ، فإن بونابارت الليبي لن يجد من يأويه ولا من يوفر له ملجأ لكون الأنظمة العربية في وضعية لا تحسد عليها واستقبالها له يعني استفزاز شعوبها وتحفيزها على الثورة، كما أن الدول الأوروبية لن تستطيع استقباله بعد استخدامه الطيران الحربي ضد شعبه خوفا من شعوبها أيضا. إذا تبقى الدول الإفريقية، لكنه احتمال ضعيف لأن هذه الدول ضعيفة وخاضعة لإرادة الغرب الذي قد يطالب به لمحاكمته لتمييع حقيقة علاقته به وتزييفها، ولن تقوى الدول الإفريقية على رفض طلبه. لذلك فإن بونابارت الليبي حقيقة لن يستسلم لأنه لا حل أمامه، لكنه لن يكون شهيدا كما يتوهم.
حاليا عزلته تزداد ساعة بعد ساعة ولا أعتقد أنه سيصمد طويلا.










التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. ما شكل المقاربة الأمريكية للدفع باتفاق سياسي لإنهاء الحرب في


.. خلافات معلنة بين بايدن ونتنياهو.. ما تأثيرها على الانتخابات




.. واحات جنوب المغرب -الساحرة- مهددة بالزوال!! • فرانس 24 / FRA


.. السفينة الأميركية -ساغامور- تحمل أولى شحنات المساعدات من قبر




.. #متداول.. مستوطنون يقطعون الطريق بالحجارة أمام شاحنات المساع