الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


يوم الجمعة التقرير الأسبوعي من الجماهير للمجلس الأعلى للقوات المسلحة

مجدي مهني أمين

2011 / 2 / 23
مواضيع وابحاث سياسية


لقد اختار الشعب يوم الجمعة كي يرسل للمجلس الأعلى للقوات المسلحة تقريره الاسبوعي، وسيذكر التاريخ للقوات المسلحة وقفة جنودها لحماية الثوار ، والآن بعد أن انتقلت السلطة للمجلس الأعلى للقوات المسلحة أصبح دورالقوات المسلحة هو حماية الثورة، واختار الشعب أسلوبا ديناميكيا في إرسال تقرير أسبوعي للمجلس الأعلى من خلال تظاهرات يوم الجمعة، وليس من خلال لقاءات منفردة مع ممثلي الثورة ، لأن الثورة كانت ثورة كل الشعب، ثورة الملايين ، ملايين على سبيل الحصر وليس مجازا أو على سبيل المثال.
والتظاهرات في حد ذاتها ليست نزهة ، ولا يمكن تفسيرها على أن الشعب قد أدمنها ، لا.. بل هي تعبير جاد عن قلق ، فإن نحجت الثورة بهذا الجهد الهائل غير المسبوق في التاريخ وهذا الشلال من الدماء وهذه الارواح البارة التي أزهقت بلا رحمة من نظام سابق مستبد تلاعب بأموال الشعب،ولم يتردد ان يقتل شبابه ليس فقط بالرصاص الحى العشوائي ، بل برصاص موجه بدم بارد من القناصة وسيارات أمن تدهس الشباب، وسيارات اسعاف تنقل الذخيرة للأمن بدلا من أن تنقل الجرحى ، وبلطجية بهروات وعصي وقطع حديدية، وقد صمد الشعب لكل هذا. لم يذهب فقط الشباب إلى الثورة ، بل ذهبت عائلات بأكملها بشبابها وأطفالها وشيوخها ؛ فماذا عن الالتفاف حول هذه الثورة ، كأن تسلم مصر للحرس القديم ، أو لأي قوى حزبية تمثل مصلحة محددة أو رأي قطاع محدد، دون أن تمثل الرأي العام لكل الشعب في مصر كدولة حديثة تدخل العصر وتشارك الدول المتقدمة في صناعة التاريخ.
لقد بدأت مصر الحديثة مع محمد على واجهض الغرب هذا المشروع، وبدا د. ماهتير محمد مشروع نهضة ماليزيا عام 1981، وكان محمد على هو مثله الأعلى ، وأضاف للمشروع التخطيط العلمي والديمقراطية ، نحن نريد ان نلحق بدول العالم المتقدم ، ولتكن ماليزيا مثلنا الأعلى هذه المرة ، وعندما أقول ماليزيا أود أن أقول بالأخذ بقدرتها على النهوض في 22 عاما من دولة فقيرة تطحنها الصراعات الدينية إلى دولة تتأهل لتكون القوة الاقتصادية الرابعة فى آسيا بعد الصين، واليابان، والهند.
إذن ثورتنا ليست عبثا ولا هَبّة انتقام وتصفية حسابات بل هي دعوة للكرامة والحرية والعدالة الاجتماعية؛ والتقرير الاسبوعي الذي ترسله الجماهير للمجلس الأعلى يخلق شكلا من الحوار يحفظ للثورة مساراها ، وقد جاءت رسائل يوم الجمعة واضحة ، فالشعب يريد الحق في حرية تأسيس الاحزاب حتى تكون البلاد مهيأة لانتخابات نزيهة.

فالانتخابات النزيهة يضمنها صندوق نزيه كما يضمنها شعب مهيأ للعملية الانتخابية، ففي انتخابات الرئاسة التي تمت في 2005 للرئيس مبارك ربما كان الصندوق نزيها ولكن لم تكن الاحزاب مهيأة على ضعفها في ذلك الوقت أن تقدم مرشحين أقوياء قادرين على المنافسة ، فربما كانت نزيهة شكلا ، وربما كان الصندوق نزيها ، لكن الانتخابات ذاتها لم تكن نزيهة لأن الشعب لم يكن مهيأً ، لذا يطالب الشعب في تقرير الاسبوعي بحرية اطلاق الاحزاب وأن تؤسس بالابلاغ لأنه حق اصيل للمواطنين ، وأيضا كي تتمهد الجماهير للانتخابات القادمة وللممارسة السياسية للفترة القادمة بأكملها.
والشعب يطالب بحل جهاز مباحث أمن الدولة وإرجاع الأمن المركزي للقوات المسلحة لخدمة العلم ، وهو طلب منطقي ، فقد كان جهاز مباحث امن الدولة هو عصا المعز الغليظة ، فإن رحل المعز يلزم أن ترحل عصاته أيضا، يلزم تفتيش الحجرات السرية التي أشار إليها الناشط الحقوقي المحامي أمير سالم في أحد برامج العاشرة مساء، وأن يتم محاسبة كل من قام في هذا الجهاز بتعذيب المواطنين أو أهانهم أو هددهم أو اعتدى على كرامتهم، ويلزم حل جهاز مباحث أمن الدولة ، المحاسبة وحل الجهاز هما الضامنان أن الشرطة عادت في خدمة الشعب ، وهما الضامنان لمصالحة حقيقية بين الشعب والشرطة، ففي بقاء هذا الجهاز تهديد لاستمراره في نفس الأداء الجائر مضافا إليه رغبته في الثأر والانتقام من المواطنين.
لا يوجد وطني مخلص ينكر دور القوات المسلحة في حماية الثورة، لذا اختار الشعب ان يرسل تقريره الاسبوعي للقوات المسلحة ، ولكل مطلب حكمة ، حكمة شعب ينقلها في تقريره الاسبوعي للقوات المسلحة ، وسرعة تجاوب القوات المسلحة مع نداءات الجماهير تحمي الثورة وتهيئ البلاد لعصر من الازدهار والتقدم ، مصر لن تتقدم لو ورثت بعد الثورة صراعا مع فلول الحكم السابق، أو جهاز مباحث أمن الدولة، أو تنارعتها الصراعات حول مشروع الثورة بمصر حرة ديمقراطية ومدنية. لذا نحن في حاجة للتقرير الجماهيري الاسبوعي ولتجاوب المجلس الأعلى مع التقارير الأسبوعية بإيقاع يحقق الإطمئنان ويبني المزيد من الثقة، كما يلزم العمل بما جاء في التقارير الأسبوعية من اعفاءنا من الفريق أحمد شفيق وكافة رموز الحزب الوطني، واطلاق حرية تكوين الأحزاب، وأقرار الانتخابات بالرقم القومي والبصمة الالكترونية ، وحل جهاز مباحث أمن الدولة ، وإرجاع رجال الأمن المركزي للقوات المسلحة ، ومحاسبة كل من تسبب قتل وإصاب شباب ثورة يناير، ومحاسبة كل من اعتدى من جهاز الشرطة على المواطنين قبل الثورة دون حق.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. شاهد ما حدث لناطحات سحاب عندما ضربت عاصفة قوية ولاية تكساس


.. المسيرات الإسرائيلية تقصف فلسطينيين يحاولون العودة إلى منازل




.. ساري عرابي: الجيش الإسرائيلي فشل في تفكيك قدرات حماس


.. مصادر لـ-هيئة البث الإسرائيلية-: مفاوضات إطلاق سراح المحتجزي




.. حماس ترد على الرئيس عباس: جلب الدمار للفلسطينيين على مدى 30