الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


نداء الى الشعب العراقي: شاركوا في يوم الغضب 25 شباط 2011

اتحاد الشيوعيين في العراق

2011 / 2 / 24
اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق


ايتها الجماهير العراقية
مظاهراتكم واحتجاجاتكم تعم كل محافظات العراق، لقد اثبتم بانكم تريدون التنفس بحرية والتحرر من اغلال العبودية، لقد كنتم طيلة العقود الفائئة ضحية النظام البعثي البائد ثم الحرب والاحتلال وحكم نظام سياسي طائفي قومي بغيض، لم تسمح تلك الظروف اجمالا بعلو صوتكم والتعبير عن تطلعاتكم وعن مايجري في صدوركم، وبانطلاق حركتكم الاحتجاجية والمطلبية الشعبية.
واليوم وحين تهب رياح التغير وتعلو صوت الحرية في المنطقة تبينت بجلاء بانكم احوج اليها حيث هم مازلتم اسرى عبودية فظيعة، فرضتها عليكم الاحتلال وسيطرة القوى الطائفية والقومية وضحايا لقوى دكتاتورية وارهابية مختلفة، ان وضعكم وظروفكم المادية والمعيشية اسوء بمئات المرات من وضع التونسيين والمصريين والبحرينيين وغيرهم، وان لكم الحق تمام الحق في الانتفاض على هذا الواقع المزري وتغيير مايجري.
لقد دفعتم ثمنا باهضا ولم تحصلوا على الحرية والعدالة، راح ضحية سقوط النظام البعثي والحرب والاقتتال الطائفي مئات الالوف وملايين الجرحى و تكبدتم من المآسي وويلات اجتماعية لاتعد ولاتحصى، وترون باعينكم بان الارادة الثورية الشابة والقوى التحررية في مصر حققت حريتها باقل التكاليف وباقل الخسائر الممكنة، رأيتم بان الناس ينتحر لنيل الحرية والعدالة بينما المسلسل الانتحاري في العراق كان للبطش بالابرياء والمواطنين العزل.. لقد ادركتم حقيقة واهمية الانتفاضات الجماهيرية والشعبية للحصول على مطالبكم المشروعة.
ونذكركم بان اتحادنا كان منذ البداية ضد الحرب الامريكية على النظام البعثي، ويؤكد دوما، والظروف كانت مهيأة لذلك، على ضرورة اسقاط النظام البعثي عبر الانتفاضة الشعبية العارمة ومن ثم بناء مجتمع مدني ديمقراطي حديث، كان يؤكد على اهمية تكرار وتعميم تجربة الانتفاضة الجماهيرية العارمة التي حدثت سنة 1991 في اقليم كردستان بغية اسقاط النظام البعثي وكنس ازلامه وتطوير حركة مجالسية شعبية وتفجير الطاقات الشعبية الخلاقة وبناء ارادة الجماهير.
للاسف جاءت الحرب الامريكية والاحتلال والقوى المتعاونة معها لتجهض وتقوض الاسس المادية والموضوعية لانتفاضتكم الغاضبة وتعرقل حدوثها، لتقصيكم عن مسرح الاحداث وتفرض عليكم العزلة والتهميش، ولتوفر لكم فرصة واحدة فقط وهي التصويت لهذه القوى الطائفية او ذاك..
ولكن هذا الزمن قد ولى، لن يسلم العراق من زلزال التغير العاصف، وهبتم للمطالبة بالتغيير، ولكم كل الحق تمام الحق بسقوط النظام، نظام المحاصصة الطائفية البغيضة، نظام سيطرة حفنة من الطائفيين والتجار على رقابكم، نظام سياسي لاتمت صلة بالديقراطية والمدنية وبابسط معاييرها. وعبثا يحاول اقطابه افهامكم بان ماتتطلعون اليه تحقق! وان هناك حريات وليس في العراق دكتاتوريات، ويسوقون الحجج ومختلف الذرائع بغية الالتفات على مطالبكم المشروعة..
نعم بان تجربة هذا النظام تهاوي وفي تصدع وانهيار مستمر، ومطالبكم واضحة ومشروعة، تغير هذا النظام الفوقي البغيض الذي فشل فشلا ذريعا على المستوى السياسي والاجتماعي والاقتصادي في توفير الامن، في تقديم الخدمات، في تطوير البنى التحتية، تحسين المستوى المعاشي للعمال والكسبة والموظفين، تحقيق تطلعات الشبيبة والمرأة و محاكمة المفسدين والعابثين تحقيق الحرية الفردية و....الخ، نظام اقطابه على المستوى الحكومي منشغلين بملء بطونهم، التشبث بكراسيهم وابتلاع الموارد النفطية الهائلة لصالح احزابها وميلليشياتها وزبانيتها.. وهم بلا استثناء شركاء في نهب الشعب وفي الحكومة المسمى حاليا بالشراكة الوطنية، شركاء في حكومة الغنائم والمحاصصة.
ومنذ البدء لم يكن هذا النظام وحكومته تعبيرا عن تطلعاتكم ولم ينبثق من اعماقكم، كانت ثمرة الاحتلال والسقوط والدمار، كان دوما ومايزال يتسم بالفوقية ويفصل عنكم بمديات مذهلة، لقد كان في واد وانتم في واد آخر، همهم ملء بطنونهم، زيادة رواتبهم الخيالية وتعميق الانقسامات الطبقية والاجتماعية وتقويض كل دعائم العدالة الاجتماعية، واطلاق العنان لانفلات القوى الرجعية.
اليوم هم يجنون ثمرته، ويحصدون مازرعوه، لاتقبلوا منهم الاعتذار والمراوغة، لقد اثبتوا بانهم غير جديرين بالثقة وغير مؤهلين والاصلاح ليس من شيمتهم، واحداث الشهر الماضي اثبتت بان شيمتهم الغدر بالمتظاهرين والبطش بهم، الالتفات عليهم وذر الرماد في عيونهم، تسخير كل امكانيات الدولة المنهوبة لردعكم وتخويفكم وقتلكم والزج بالخيرين منكم في دهاليز سجونهم.
ان تخويفكم بعودة الارهاب الدموي لن تجدي نفعا، شماعة الارهاب قد سقط بيد الحكومة المذهبية والقومية الحالية، كما سقط شماعة الاخوان بيد مبارك، وبن على ومن لف لفهم.
ايتها الجماهير الغاضبة
بما ان رياح التغير هبت في العراق، لن تقف السلطة الحاكمة بالطبع بمباركة الاحتلال وصمته الفظيع ازاء مايجري من قمع وقتل وبطش بالمتظاهرين، موقفا ديقراطيا حديثا، ولن تكف القوى الارهابية الحكومية وميللشياتها وكذلك القوى الارهابية القاعدية من استغلال الموقف.
ولكن عبثا تحاول تلك القوى، لقد ادركتم بوعي اهمية رفض تلك التوجهات، اكدتم على حريتكم في التظاهر والاضراب والاعتصام، وعلى حقكم في المطالبة بتحسين الخدمات ومعاقبة المفسدين واستخدام الموارد والثروات النفطية للصالح العام، استمروا في المطالبة والاحتجاج وتحلوا بالصبر والصمود، طوروا الاساليب الحديثة في التظاهر والمطالبة بالحقوق كما فعل اخوانكم المصريين والتونسيين، ابتعدوا عن العنف وسيطروا عليه في حال اندلاعه هناك وهناك، نددوا بقمعكم ووثقوا كل الانتهاكات المرتكبة بحقكم بغية تقديم العابثين بحريتكم وكرامتكم للعدالة والمحاكمة، ان حركتكم الاحتجاجية الشعبية يتطلب مزيدا من التنظيم ورص الصفوف والتوسع الاجتماعي، شكلوا لجانكم ومجالسكم العمالية والشعبية التي جربتموها سنة 1991 ونجحت في دحر النظام البعثي في اقليم كردستان، شكلوا النقابات والجمعيات واللجان الشعبية المختلفة، وطوروا شبكات اجتماعية وخدمية مختلفة لدعم المحتجين والمتظاهرين. اطلقوا تحذيرات للنظام والحكومة الحالية، احذروها من قمع المتظاهرين مثلما يجري في ليبيا او سائر الدول الاخرى، لن تغفر لهم الجماهير وطلب الغفران لن تجدي نفعا فيما بعد، طالبوا القوات المسلحة بالوقوف موقف الحياد والتحلي بمسؤولية لحماية المتظاهرين بدلا من البطش بهم..
لاتخافوا من تحذيرات الحكومة واقطابها بان تصدع الحكومة الحالية الهشة، الي تتساقط وتتهاوى امام ابسط احتجاج، سيدخل المجمتمع العراقي في فوضى لامحالة، ان بر الامان هو انطلاق الحركة الجماهيرية، اذا سمحت لها بالتعبير والاحتجاج فتنزع لتغليب المصالح الشعبية العليا على الشارع العراقي، تتوجه للنضوج وتأسيس السلطة الشعبية في الشارع وفي الازقات والمحال والمحلات، تؤسس لجانها الشعبية ومجالسها، تعيد المجتمع العراقي الى مسارها الصحيح وتوفر كافة المسلتزمات المطلوبة لبناء مجتمع ديمقراطي متحرر حديث.
ان اتحادنا يدعوكم من هذه المنطلقات الى المشاركة الفاعلة في احتجاجات يوم 25 شباط، يوم الغضب العراقي على النظام السائد، ان اتحادنا اذ يعبر عن دعمه الكامل واللامشروط لاحتجاجاتكم الشعبية العارمة التي تعم كافة العراق بشماله وجنوبه يطلب كذلك من كافة اعضاءه وكوادره الفاعلين في الشوارع والاحتجاجات ومن جميع انصاره واصدقائه بالمشاركة فيه والتحلي بمسؤولية اكبر والالتحام اكثر فاكثر بها وتعزيزها وتقويتها، ويدعو كافة الاطراف اليسارية والشيوعية الفاعلة حاليا، وكما كان يفعل دوما، الى ضرورة بناء شبكة سياسية نضالية مشتركة فيما بينها بغية دعم ومساندة الجماهير في هبته المرتقبة وتأمين نضوجها وانتصارها والحيولة دون استغلالها من قبل القوى الرجعية والارهابية.

اتحاد الشيوعيين في العراق
اللجنة المركزية
21 شباط 2010








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - الأجدر ان تتجمع شتات اليسار
جواد القابجي ( 2011 / 2 / 24 - 00:00 )

الاخوة في إتحاد الشيوعي العراقي المحترمون
أما كان الأفضل ان تتحد قوى اليسار الديمقراطي في العراق في هذه الظروف الحرجة التي يمر بها العراق ..؟؟
أصبحنا نرى الكتل والأحزاب التي تسمي نفسها الشيوعي العراقي بعدد نخيل العراق .. لماذا هذا التشتت الذي يفهمه أبسط إنسان ماهو إلا زيادة الضعف لهذا الحزب العريق
على الأقل هناك التيار الديمقراطي اليساري وهو ينمو بشكل سريع وجيد .. لماذا لن يكون التعاون الذي نعرف ثماره ..!!؟؟
أرجو للجميع التوفيق في لم الشتات وبعد ذلك لكل حادث حديث


2 - الرفيق جواد تحية رفافية
فؤاد محمد ( 2011 / 2 / 24 - 22:14 )
نعم هو الافضل كما تفضلت ونحن مستعدون دائما وابدا لوحدة الحركة الشيوعية
وشكرا على هذا الشعور الواعي والمسؤل
ودمتم للنضال

اخر الافلام

.. تركيا تعلق كل المبادلات التجارية مع إسرائيل وتل أبيب تتهم أر


.. ماكرون يجدد استعداد فرنسا لإرسال قوات برية إلى أوكرانيا




.. مظاهرات مؤيدة للفلسطينيين: جامعة -سيانس بو- تغلق ليوم الجمعة


.. وول ستريت جورنال: مصير محادثات وقف الحرب في غزة بيدي السنوار




.. ما فرص التطبيع الإسرائيلي السعودي في ظل الحرب الدائرة في غزة