الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


على المرجعية النزول الى ساحة التحرير

رياض سبتي

2011 / 2 / 24
اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق


في الوقت الذي كنا فيه نمني النفس بما هو اكبر من تأييد المرجعية الدينية لتظاهرة الجمعة الغاضبة في ساحة التحرير وعموم العراق هاهي تتنصل عن دعمها وتأييدها لهذا الغضب بإعلان قلقها من تسلل المندسين وذوي الاجندات الخاصة والخارجية بين صفوف المتظاهرين .
طيلة اكثر من سبعة اعوام ودماء العراقيين تجري بلا هوادة ولا توقف ولم نسمع او نرى ان المرجعية قد انحازت الى الشعب في محنته او طالبت بمحاسبة وإقصاء المسؤولين الفاسدين في الحكومة ، الذين في أغلبيتهم يقلدون هذه المرجعية بل العكس هو ما كنا نراه ، حيث ان اعضاء الحكومة او البرلمان غالباً ما كانوا يزورون المرجع الكبير لأخذ مباركته على تسلمهم مناصبهم ، وفي كل مرة يحدث هذا كنا نضع ايدينا على قلوبنا خوفاً مما ستؤول عليه اوضاع الوطن والناس .
ان تبني المرجعية لخطاب الحكومة البائس ما هو الا تنصل منها لحقوق الشعب المتعب المقهور والمظلوم ,الذي وجد نفسه يقاوم وحيدا ً ضد هذه الحكومة الفاسدة التي لا تعترف بقانون سماوي او وضعي يلجمها عن الفساد ، فليس من المعقول ان تستمر التظاهرات في اغلب المدن العراقية في جميع المحافظات وتوصف على ان لها اجندات خارجية وكأن الالاف التي خرجت ليس بينها اي مظلوم او مغصوب حق .
كنّا تمنينا ان تكون المرجعية في الصفوف الاولى من واجهة ساحة التحرير حتى تسحب بساط المباركة المزيفة من الحكومة وحتى تنحاز كليّاً الى الشعب ولكي تضفي حماية مهمة لارواح المتظاهرين الموجودين هناك , خصوصاً اذا ما عرفنا ان خطاب الحكومة في الايام القليلة الماضية كان يهيء لأعمال عنف ستحدث في الساحة من خلال تركيزه و تكريره المصطلحات البائسة مثل ( وجود عناصر من القاعدة والبعث الفاشي في التظاهرة ، ومندسون وذوو اجندات خارجية ، وايادي اجنبية ) وما شابه ذلك ..
إنهم لا يؤمنون بأن الشعب قد نفد صبره وسينتفض نتيجة الفقر والحرمان والبطالة وغياب ابسط الخدمات يقابله ثراء فاحش للمسؤولين وفساد مهيمن على كل مفاصل الدولة ، بل انهم لا يؤمنون بمعنى الديمقراطية او حق التظاهر من أجل نيل بعض الحقوق ، وهذا هو النائب السيء الصيت عن التحالف الوطني خضير الخزاعي في تصريح طازج له يقول : ( أن الواقع الخدمي لا يمكن أن يتغير بـ"عصا سحرية" حتى لو تظاهر جميع العراقيين، مشيرا إلى أن السبب يكمن بمحدودية إمكانيات العراق في الإنتاج النفطي. ).
هذا نموذج من مقلّدي المرجعية الدينية لا يهمه إن خرج العراق عن بكرة أبيه فسبع سنوات وأكثر من ثمانية عشر مليار دولار ليست كافية لتحسين شبكة الكهرباء ، و تسع وسبعون مليار دولار هي ميزانية هذا العام ليست كافية ايضا لتشغيل العاطلين عن العمل ، لكنها بالتاكيد كافية لاقرار امتيازات الحكومة ونواب البرلمان .
هذه دعوة للمرجعية الدينية التي كانت الغطاء الكبير والمهم الذي حمى العراق من الانزلاق نحو الحرب الاهلية ، ان تمارس دورها الوطني والروحي لحماية المتظاهرين من بطش الحكومة وان تنزل او من يمثلها الى ساحة التحرير حقناً للدماء ، فالتأييد الاعلامي او الشفاهي وحده لا يكفي امام شراسة الحكومة هذه ,, فاذا كان القذافي الذي ينسب نفسه الى الامام موسى الكاظم قد قصف شعبه بالطائرات فماذا ستفعل حكومتنا الفاسدة بمتظاهرين عزّل ؟ .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. حماس وإسرائيل.. محادثات الفرصة الأخيرة | #غرفة_الأخبار


.. -نيويورك تايمز-: بايدن قد ينظر في تقييد بعض مبيعات الأسلحة ل




.. الاجتماع التشاوري العربي في الرياض يطالب بوقف فوري لإطلاق ال


.. منظومة -باتريوت- الأميركية.. لماذا كل هذا الإلحاح الأوكراني




.. ?وفد أمني عراقي يبدأ التحقيقات لكشف ملابسات الهجوم على حقل -