الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


نحن على موعد مع التظاهرة الشعبية في العراق

صباح قدوري

2011 / 2 / 24
اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق


تهب هذه الايام رياح الحرية والكرامة والعدالة والديمقراطية على سماء كل البلدان العربية والاسلامية في منطقتنا، التي عاشت لسنوات طويلة تحت احكام حكومات دكتاتورية ، قمعية ، ارهابية، فاسدة ، عدوة شعوبها . وقد تحررت قريبا كل من تونس ومصر. واليوم في طريق التحرير كل من ليبيا واليمن. وغدا ستنتصر ارادة الشعوب الاخرى في المنطقة تباعا، نحو تحقيق الحرية والديمقراطية الحقيقية. وقبل ذلك قد هب نسيم هذه الرياح على العراق وشعبه في 1990، لينتفض ضد النظام الديكتاتوري السابق، وفي 2003 ، ليتخلص من نظام الطاغية صدام واعوانيه . وسرعانا مع اخفق شعبنا في تحقيق طموحاته، عندما اصبح عملية تحرير العراق من النظام الديكتاتوري الى الاحتلال من قبل الولايات المتحدة الامريكية وحلفاءها.

تسليم مصير العراق الجديد وشعبه بيد جماعات غير مؤهلة ولا قادرة على ادارة االبلاد . وتقاسمت هذه الجماعات السلطة بينها وبالتعاون مع المحتل على اسس المحاصصة والطائفية والمذهبية والمصالح الفئوية والحزبية والقومية الضيقة. وتحت مبادئ ومصطلحات مزيفة ، كالتوافقية والمصالحة الوطنية، وانهاء الاحتلال، والخطورة على العملية السياسية، وغيرها، والتي برهنت في واقع الحياة عدم جدوها ، وغير قادرة على تحقيق وتلبية طموحات شعبنا في بناء مجتمع حضاري، ينسجم مع روح العصر، ويستند على الديمقراطية الحقيقيقة وممارستها الفعلية في الحياة اليومية، وتوحيد كل اطياف ومكونات الشعب العراقي تحت مبدأ الولاء، للمواطنة وصيانة السيادة الوطنية، واحترام حقوق الانسان والقوميات والمذاهب، وبناء حكم ديمقراطي وفق القانون وسلطة القضاء، والمساوات والعدالة الاجتماعية .

اليوم وما يقارب من ثمانية سنوات، تحول هذا النسيم الى اعاصير تسونامي، وغطت سماء العراق بسحابة سوداء، تمطر اعاصرها بالقوة وتخرج منها رايحة الدم، وتنادي بكارثة هولاكو، وارجاع عجلة تاريخ العراق الى عصور الجاهلية والتخلف وفرض مبادئ الاسلام السياسي على النهج السياسي والاقتصادي والاجتماعي والثقافي في العراق. وخلف هذه الاعاصر بعد ما تحول الى طوفان نوح، مجتمعا بائسا ومتخلفا تتفاقم فيه الفقر المدقع، والبطالة والفساد المالي والاداري ، والارهاب المستمر وانعادم الاستقرار الامني، وتهجير جمهرة كبيرة من ابناء شعبنا الى خارج وفي داخل الوطن ، وتحطيم البني التحتية، وتوقف ماكنة الاقتصاد في كل قطاعاته، وانعدام الخدمات الاساسية من الماء والكهرباء والسكن والطرق والمواصلات والصحة والتعليم ...الخ

واليوم نحن امام هذه اللوحة الدرامية، يتتطلب من الشعب العراقي وخاصة شبابه وفقرائه والعاطلين رجالا ونساءا وكل الخيرين ، الذين يؤمنون بغد مشرق للعراق واجياله القادمة، وببناء وطن مزدهر ينعم الشعب العراقي فية بالحرية والسعادة والكرامة والامن والاستقرار والتطور والتماسك الوطني للنسيج العراقي، والدفاع عن سيادة الوطن وانهاء الاحتلال، والتخلص من افكار التخلف والشعوذة، وفرض ضيغة الاسلام السياسي والشريعة على المجتمع وابناءه بالقوة والارهاب.

لقد حان الاوان لجمع شمل العراقين، تحت خطاب سياسي تنويري ينسجم مع روح العصر، والخروج الى الشوارع بتنظيم مظاهرات احتجاجية سلمية مدنية، بعيدة عن الفوضى واستخدام العنف، و بالتنسيق مع الشباب والشابات والطلاب والطالبات، ومنظمات المجتمع المدني، والمتقفين والاكاديميين، وكل فئات وشرايح الشعب العراقي من اقصى شماله الى اقصى جنوبه ،والنداء الى قوات الامن والشرطة والجيش، بان تقف صفا واحدا مع مطاليب شعبنا العادلة، وحمايتهم وممتلكات العامة والخاصة من اضرار المخربين والبلطجية والمندسين والمحرضين ضد غضب جماهيرنا في تظاهراتها المشروعة. لنصرخ جميعا باعلى صوتنا، لا لحكومة المحاصصة والمذهبية، بل لحكومة الوحدة الوطنية، لا للفساد والارهاب ، بل للتطور والسلام ، فصل الدين عن الدولة، تحقيق الخدمات الاساسية، صيانة حقوق الانسان وكرامته، تطبيق القانون والعدالة، الفصل بين السلطات وتفعيل دور مؤسساتها، ضمان حق الحرية والاراء وتطبيق الديمقراطية الصحيحة، احترام وتحقيق مطالب القوميات العادلة في العراق ، تعجيل في اجراء الانتخابات التشريعية والمحلية مبكرا قبل موعدها المحدد، بعد اصدار قانون تنظيم الاحزاب السياسية في العراق. وتعديل قانون الانتخابات الحالية وعلى اساس القوائم المفتوحة ، وجعل العراق دائرة انتخابية واحدة للانتخابات التشريعية، والعدالة في طرق احتساب الاصوات ،والاستقلالية الحقيقية للمفوضية العليا للانتخابات، وعدم التدخل في شؤونها، وذلك لضمان تحقيق سلامة ونزاهة الانتخابات القادمة.

نحن على الموعد جميعا احزابا ،ومنظمات المجتمع المدني، والنقابات المهنية، وجمعيات حقوق الانسان. شبيبة وشيابا، نساءا ورجالا، وكل اطياف الشعب العراقي وطبقاته وشرائحه المتضررة سياسيا واجتماعيا واقتصاديا وثقافيا من سياسات الحكومات المتعاقبة منذ سقوط الصنم ولحد اليوم. المشاركة الفعالة في هذه المظاهرات الاحتجاجية كل يوم على، فيسبوك ، تويتر، اتنرنيت، يوتوب. والموعد المحدد للمظاهرة الكبرى، هو يوم 25 المصادف الجمعة من الشهر الجاري في ساحة التحرير- بغداد، ويتضامن ايضا ابناء شعبنا في المهجر مع هذه المظاهرات في الخارج، ويعبر عنها بوسائل واشكال مختلفة من المظاهرات، وتقديم المذكرات الاحتجاجية للسفارات العراقية في الخارج، والكتابات على المواقع الالكترونية ووسائل الاتصالات المعلوماتية الاخرى، واقامة الندوات وغيرها..... والى اللقاء.. والربيع قادم.........








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. نتنياهو بين إرضاء حلفائه في الحكومة وقبول -صفقة الهدنة-؟| ال


.. فورين أفارز: لهذه الأسباب، على إسرائيل إعلان وقف إطلاق النار




.. حزب الله يرفض المبادرة الفرنسية و-فصل المسارات- بين غزة ولبن


.. السعودية.. المدينة المنورة تشهد أمطارا غير مسبوقة




.. وزير الخارجية الفرنسي في القاهرة، مقاربة مشتركة حول غزة