الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


وماذا بعد استقالة السيد جعفر الصدر!!!

أحمد عبد الأمير

2011 / 2 / 24
اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق


بكلمات ملؤها التشاؤم من الأوضاع التي يعيشها العراق، أنهى النائب جعفر الصدر، عضويته في مجلس النواب العراقي، مبررا استقالته بالقول "لم أجد نفسي في المكان الذي يمكنني من تقديم خدمتي للعراقيين".
إعلان الاستقالة جاء في غمرة التحضيرات للخروج بمظاهرات شعبية في بغداد وعدد من المحافظات، تطالب بالإصلاح والقضاء على مظاهر الفساد ومحاسبة المفسدين، حيث أن من مقومات الإصلاح محاربة الفساد بكافة أشكاله، والحد من انتشاره، ولأن نشر الفساد بين الناس يعد من أهم موانع الإصلاح.
تخلى السيد جعفر، وهو سليل عائلة الصدر المعروفة بمواقفها الوطنية والشجاعة، عن مسؤوليته التي انتخبه الشعب العراقي للتصدي لها، وأقر بأنه عاجز عن إصلاح الوضع المتردي في البلاد والذي لطالما نادى به والده المرجع الديني الكبير الشهيد محمد باقر الصدر، مؤسس حزب الدعوة الإسلامية في العام 1957، والذي اعدم مع شـقيقته بنت الهدى، من قبل نظام صدام سنة 1980، بدلا من أن يقف ضد كل الإخفاقات التي شابت العملية السياسية في العراق بعد التغيير في 2003، وأن يؤسس لكتلة مستقلة داخل مجلس النواب تكون بعيدة عن المحاصصات الطائفية والحزبية والفئوية، تطالب بحقوق الشعب العراقي المشروعة المتمثلة بالعيش الآمن الرغيد وتوفير الخدمات والقضاء على البطالة.
السيد جعفر الصدر باستقالته هذه لم يقف الوقفة التي وقفها والده الشهيد الصدر الأول ضد الفساد والطغيان ولم يخطو خطوات أبيه في البذل و التضحية، اللذان يشيران إلى أن تعطي من مالك أو من نفسك، و بذل النفس أن تعطي من وقتك الذي هو جزء من وجودك في الدنياً. و من معاني التضحية هو أن يتخلى المرء عما هو مقبل عليه مما تتعلق به نفسه. و البذل أن يتخلى المرء عن شيء مما اكتسب و ذاق حلاوته.
صحيح أن السيد جعفر قد بذل بتخليه طوعا وليس كرها عن عضوية مجلس النواب وما يرافق هذه العضوية من امتيازات كبيرة وعظيمة وفضّل الركون إلى الاستقالة واعتزال العمل السياسي، ولكن هل أن هذه الاستقالة ستغير من واقع البلد وتحسن من ظروف معيشة أبنائه؟ هل أن استقالة السيد جعفر الصدر كان لها صدى واسع في الأوساط السياسية بحيث أنها أجبرت الكتل السياسية الكبيرة في مجلس النواب على الالتفات والرضوخ للمطالب التي أشار لها في حديثه عن الاستقالة، حيث قال السيد جعفر "لقد وجدت تعميقا للمحاصصات، والتكتلات حتى داخل الكتلة الواحدة والمزايدات، وهناك تهميش وإقصاء داخل الكتلة الواحدة يقابله بروز وسيطرة أعضاء آخرين"؟ هل أن استقالته أحدثت تغييرا في الجو العام داخل مجلس النواب، وهل كانت سببا في تضييق المحاصصات ولا تقول القضاء عليها لأن ذلك ربما يحتاج إلى وقت طويل وإرادة سياسية واضحة؟
لقد قال السيد جعفر الصدر إن "جل اهتمامي هو خدمة الناس، وأن أسهم في بناء دولة مدنية، لكنني وجدت أن بقائي لا يتناسب مع تاريخ عائلتي واسمنا"، كلام جميل ينم عن شعور واضح بالمسؤولية تجاه العراق والعراقيين، ولكن هل أن الهروب من المشاكل وعدم التصدي لها وبذل الجهود الحثيثة لأجل إنهائها يتناسب مع تاريخ عائلة آل صدر العريقة المعروفة بمواقفها الوطنية المشرّفة؟ أسئلة تبحث عن ردود من سليل عائلة الصدر السيد جعفر.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. إسرائيل تهدد بحرب واسعة في لبنان وحزب الله يصر على مواصلة ال


.. المنطقة الآمنة لنازحي رفح | #غرفة_الأخبار




.. وثيقة تكشف تفاصيل مقتل الناشطة الإيرانية نيكا شكارامي عام 20


.. تقرير إسباني: سحب الدبابة -أبرامز- من المعارك بسبب مخاوف من




.. السعودية تسعى للتوصل لاتفاقيات شراكة أمنية مع الولايات المتح