الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


لماذا يهولون حجم حزب البعث ؟

أحمد السعد

2011 / 2 / 24
مواضيع وابحاث سياسية


التصريحات التى يطلقها المسؤولون العراقيون وعلى رأسهم رئيس الوزراء والتى تحذر من تسلل حزب البعث الى صفوف الجماهير وأختراق تظاهراتها الأحتجاجيه من خلال ترويجها لشعارات تطالب بأسقاط السلطه وألغاء العمليه السياسيه وتدعو لأنتخابات جديده ، هذه التصريحات للأسف تهول من الحجم الحقيقى لحزب البعث وتعطيه شهاده لا يستحقها بأنه بسعى الى تحقيق العداله وتحقيق مطالب الجماهير عندما تتناغم شعاراته وطروحاته مع مطاليبهم المشروعه فى تحسين ظروف حياتهم وأشاعة العداله الأجتماعيه وأنصاف الفقراء وتحسين واقع الخدمات المزرى وتقليل الفوارق الأجتماعيه بين الشعب والطبقه الحاكمه . وهو أعتراف ضمنى بالتقصير والتداعى الذى اصاب العمليه السياسيه التى لم تعد تستند الى قوى الشعب بل أدارت ظهرها للجماهير التى يفترض أن تكون هى عماد ومحور هذه العمليه التى يفترض ايضا ان تصل بالعراق وشعبه الى مرحلة النهوض فى كل الميادين .
أن استخدام هذا الأسلوب فى تحذير الناس من حزب البعث ينافى الحقيقه التى يعرفها الشعب جيدا وهى ان حزب البعث لم يعد حزبا مقبولا لدى الجماهير لا فكرا ولا ممارسة فلقد فشل فى احداث تغيير فى حياة الناس وحول العراق الى سجن كبير ومارس اقبح دكتاتوريه فى التاريخ ، الشعب العراقى لا يحمل لحزب البعث سوى ذكرى اليمه اقترنت بالظلم والعسف والتعالى على الناس. فكلمة البعث لا تذكر الجماهير الا بالمقابر الجماعيه والأعدامات وسيطرة العشيره والشخص الواحد وشعارات المتاجره بالقوميه وخداع الشعوب العربيه . ولقد فشل حزب البعث – وهو مطرود من السلطه – أن يستقطب الجماهير فخطابه لازال متعاليا شوفينيا لا يستند الى معطيات الواقع الموضوعى الذى خلقته ظروف الأحتلال وما بعدها والتى كان حزب البعث ودكتاتوريته السبب الرئيسي والمباشر لها ، ولذلك استعان حزب البعث بالمرتزقه وبالقاعده لتصفية حسابه مع الشعب العراقى فمارس ابشع عملية قتل وتفخيخ وتدمير وأستخدم الأموال التى سرقها مسؤولوه من خزينة العراق لتمويل الجماعات الأرهابيه لقتل الشعب العراقى . ورغم أن بعض الأصوات الأعلاميه مازالت تنفخ فى ذات القربة المثقوبه وتتخذ من معاناة الناس وحرمانها وسيلة للتقرب من الجماهير وتغدق الهبات والعطايا لتبدوا بصورة الراعى لهموم ومشاكل الجماهير الا ان الناس وحتى البسطاء منهم يعرفون جيدا من اين جاء هذا المال . الشعب لايميزبين اللصوص ولا يفرق بين من مارس النهب لثروته سواء كان البعث أم قوى السلطة الحاليه المتورطه ايضا فى نهب المال العام والأغتناء على حساب فقر الجماهير وعوزها ونقص الخدمات وسوء البنية التحتيه للبلد وأنحطاط النشاطات المنتجه فيه من صناعه وزراعه وسياحه.
الجماهير العراقيه رغم فقرها وجهل نسبة كبيره منها ، تعرف جيدا اعداءها وتميزهم من خطابهم وطروحاتهم ، فلقد عاشت الجماهير ردحا من الزمن لا تسمع سوى تلك الشعارات والطروحات وخبرتها لذلك صارت تبحث عن خطاب يستجيب لطموحاتها ويلامس حاجاتها الفعليه ويتناغم مع أحلامها وحقوقها ولقد عرفت الجماهير أن ما تمارسه من حق فى ممارسة طقوسها الدينيه ليس فضلا أو هبة من احد بل هو نتيجة لصبرها وتضحياتها ، ولكنها فى المقابل تعرف ايضا أن الحياة لاتقتصر على الطقوس بل انها ترى منكرا أمامها متمثلا بسرقة المال العام والفساد والظلم ونقص الخدمات وثراء المسؤولين الفاحش وتباريهم فى امتلاك القصور والعقارات وما يتمتعون به من أمتيازات وتخصيصات ماليه بينما يرزحون هم تحت سيف الفقر والحاجة والبطاله والأهمال .
لذلك نقول للمسؤولين وللسيد رئيس الوزراء كفوا عن تحويل حزب البعث الى (بعبع ) تخيفون به الجماهير وقوموا مسيرتكم وخلصوا صفوفكم من الفاسدين وأضربوا للشعب مثلا اعلى فى الأيثار وأقتدوا بالشخصيات الأسلاميه الذين تدعون أنكم ورثة أرثها العظيم وتراثها الخالد فهل انت فعلا حاملى تراث من كان يخسف نعله بيده او من كان يصلى ووجهه على التراب أم من خرج بأهل بيته شاهرا سيفه ضد الظلم والفساد ؟ اين انتم من اؤلئك العظام ؟؟؟ أن ادعاءاتكم بأن صورا لصدام حسين سوف تنزل الى الشوارع وأن شعارات وخطابات وبيانات تتغنى بـ(عروس الثورات) – كما صرح المسؤول الأعلامى لمكتب رئيس الوزراء لن تمر على الجماهير فالجماهير لن تقبل بصورة الطاغيه ولن تتقبل من يذكرها بـ( عروس المجازر) التى لايحمل الشعب لها الا كل الأزدراء .
واجهوا الشعب بالحقائق وأعترفوا بالتقصير وأعملوا على ترصين وتمتين وحدة الشعب وتماسكه وأوقفوا التصدع الحاصل فى كل قطاعات ومؤسسات الدوله وأضربوا بيد من حديد على الفاسدين والمفسدين وأسألوا من وضعتموهم فى مراكز المسؤولية عما انجزوا ومن اين جاءوا بثرواتهم الطائله وأبدأوا بأنفسكم !








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - بركان الغضب يصب حممة
علي احمد الرصافي ( 2011 / 2 / 24 - 11:12 )
بركان الغضب العراقي يصب حممة على الفساد والارهاب والطائفية ومن لة علاقة بهذا الثلاثي فحتما سيكون ضد ارادة الشباب المتطلع للحرية وللمساواة وللعدالة الاجتماعية فثورة البركان لا تخمد الا بعد تحقيق مطالبنا العادلة


2 - السيد احمد السعد المحترم
عبد الرضا حمد جاسم ( 2011 / 2 / 25 - 05:12 )
تحيه وتقدير
ذكرتني بما كان يدور قبل 8شباط1963وحجم البعث وكأن التاريخ يعيد نفسه
ثم ام تقراء بيان لجنة 25شباط الذي نشرته المواقع ومنها اليساريه وهو ينادي بأستلهام مأثر عروس الثورات
وهل ان رفع الشعارات يعني الأيمان بها او سيمتنع احد من استغلالها
تحيه لك


3 - اشادة ....وتعقيب
عادل السعد ..برلين.المانيا ( 2011 / 3 / 5 - 16:06 )
تحية وأحترام كبيرين
ألأستاذ ألأخ أحمد السعد المحترم
كانت مقالتك غاية الروعةوالموضوعية ولقد وصفتها وصفا دقيقا وان البعث المقبور أصبح ماضي قبيح في ذاكرة الشعب العراقي المظلوم.. ولكننا اليوم اذا ماذكرناالبعث فالمقصود به كل من هو ضدالتغيير والديمقراطية وضدأسترجاع المحرومين حقوقهم المشروعة والمقصود هنا كل من انطوى تحت مظلةوحمل لواء المقاومة ضد ألأحتلال وهو الذي جاء بالأحتلال وسهل دخوله..وهم كثار..وأذكر منهم هيئة علماء المجرمين و تنظيم القاعدة الأرهابي والحركات السلفية الجهاديةوهي امتداد للحركة الوهابية وان التحذير المستمر من هؤلاء واجب وطني وشرعي لآن هؤلاء ومن يحذوا حذوهم هم امتداد معاوية وأبنه والخوارج والنواصب ..وهنا أريد أن أشير الى واقعة تاريخية .وهي أحدى معارك علي بن أبي طالب وهي معركة النهروان خرج لردع الفتنة التى أثارها الخوارج ..وبعد ان انتصر عليا على الخوارج في تلك المعركة وكان حامل لوائه آنذاك مالك ألأشتر..وبعد انتهاء المعركةحذر مالك ألأشتر عليا من بقايا من فلول الخوارج الذين سلموا من سيف علي وفروا الى سفوح الجبال حين أمر عليا تركهم ولكن ألأشتر حذر من مصيرهم وحقدهم وأحفادهم..

اخر الافلام

.. التعبئة الطلابية التضامنية مع الفلسطينيين تمتد إلى مزيد من ا


.. غزة لأول مرة بدون امتحانات ثانوية عامة بسبب استمرار الحرب ال




.. هرباً من واقع الحرب.. أطفال يتدربون على الدبكة الفلسطينية في


.. مراسل الجزيرة: إطلاق نار من المنزل المهدوم باتجاه جيش الاحتل




.. مديرة الاتصالات السابقة بالبيت الأبيض تبكي في محاكمة ترمب أث