الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


مابين الفلسفة والديمقراطية

رائدة الغرباوي

2011 / 2 / 24
العمل المشترك بين القوى اليسارية والعلمانية والديمقرطية


بما ان الديمقراطية هي الاسلوب الامثل لتنظيم حياة الناس الاجتماعية فهي تحتاج الى منطلقات عقلية تستدل بها الطريق الصحيح فكانت تلك المنطلقات الفلسفية .
وبما ان المبادئ التي تقوم عليها الديمقراطية هي الحرية والعدالة والمساواة وهي
كلها مواضيع فلسفية وهي كانت دائما الهام الفلاسفة القدماء وهي النتيجة والسبب معا .لذا لايمكن بحث موضوع الديمقراطية بمعزل عن الفلسفة في اي مجتمع بشري. لذلك فان العلاقة بينهما تقوم على مباديء مشتركة تتمثل بحاجة الديمقراطية للفلسفة وحاجة الفلسفة الى الديمقراطية.
ان الديمقراطية كانت من اهم الموضوعات التي تطرق اليهاالفلاسفة القدماء فيقال ان الكلام في الشؤون العامة ومناقشتها وابداء الرآي فيها والتحاجج حولها قد ساهم في نشآة الفلسفة قديما في بلاد اليونان.وبما ان الديمقراطية توفر الجو المناسب لنشؤ الفكر الحر البعيد عن التسلط وتوفر حرية التفكيروالتعبير والمنافسة وحرية نشر الافكار فتبقى الفلسفة بحاجة الى الجو الديمقراطي . لذلك عمل الكثير من الفلاسفة عبر التاريخ على تعميق الديمقراطية ونادوا بحرية الفكر والعمل .
الفيلسوف يحتاج الى نشر افكاره في مختلف ارجاء العالم وبنفس الوقت يحتاج الى ان يستفيد من افكار الغير ليدعم علمه ومعارفه الفكرية وهذا كله بحاجة الى نشر الديمقراطية الصحيحة وتطبيقها على اساس القانون والعمل والمساواة وبجو من الحرية العقلانية الملتزمة بمبادئ الانسانية.
وبما ان الفلسفة هي نشاط انساني شامل فانها تدخل في حياة الانسان وخبراته اليومية المتعددة الجوانب وقد اكد هذه الحقيقة الفيلسوف ارسطو قائلا :( سواء اردنا ان نتفلسف ام لم نرد لابد لنا جميعا من التفلسف ) ان التفلسف بحد ذاته فلسفة لآن الانسان عندما يتفلسف يحاول بقدر استطاعته الاجابة على الاسئلة التي تمر بذهن الناس والمتعلقة بطبيعة الحياة والكون ومعنى الحياة وقيمها والعلاقة التي تربط فكر الانسان مع بقية اجزاء الكون وذلك للوصول الى معرفة شاملة وهذا يؤكد ان الفلسفة نشاط حتمي يعني بكل حياة الانسان ويدربه على كشف الحقائق في جميع المجالات وبما ان للفلسفة علاقة وثيقة بل هي الاساس ولها علاقة مباشرة باالتربية والتعليم والحرية وكثير من العلوم فالعلوم والفلسفة متعاونان في بناء شخصية الفرد ابتداء من التعليم في الصغر الى التعليم العالي .فمجموع المعارف في كل الانشطة تهيئ الانسان لفهم الديمقراطية وتطبيقاتها , فالفلسفة الاساس في التربية والتعليم الذي يؤهل الناس لاستخدام حقوقهم في الديمقراطية.لكن يجب هنا التفريق بين الوسائل الديمقراطية من حيث اختيار الحاكم والمجالس التشريعية والتداول على السلطة والاحتكام بذلك الى صناديق الاقتراع من جهة وبين ما اعطي للديمقراطية من اعتبار انها فلسفة تتدخل في العقائد وفي وفي النظرة الى الحياة والكون والاخلاق والقيم ومما اصطلح عليه البعض ب ( ثقافة الديمقراطية )او فلسفة الديمقراطية وقد وصلوا الى حد ترك الفردية تذهب الى حدودها القصوى في تحديد العلاقات الانسانية والقيم العائلية والاخلاق العامة والخاصة وحتى في التجربة الغربية بقيت فئات اجتماعية وقوى سياسية لاتقبل بهذه الفلسفات حاصرة الديمقراطية في الوسائل او في ما يسمى تنظيم العلاقات والصراعات داخل المجتمع وذلك لكي لايحتكم الى الانفراد بالسلطة هذا مع التحفظ على التحكم في الوسائل من قبل قوى رأس المال ومراكز النفوذ المختلفة ولذلك يحاول البعض من اصحاب النفوذ بكل اشكالهم بالعمل بالوسائل الديمقراطية ليبتكروا فلسفات تتناسب واهدافهم ورغباتهم او مصالحهم وهنا تستغل الفلسفة لصالح الديمقراطية لمصالح محدودة ولهذا فان رفض الديمقراطية فلسفة ووسائل على حد سواء يدخل اصحابه في مأزق حقيقي فحين يرفضون الاحتكام الى صناديق الاقتراع لآن البديل سيكون الاستبداد والفوضى وربما الحروب الاهلية لذا حري بنا ان ندقق ونمحص في وسائل تنظيم العلاقات التي طرفاها الفلسفة والديمقراطية فلا يجب قبولها كما هي ولارفضها دون دراسة وتمحيص ولانعطي الفرصة للبعض لاستخدام الفلسفة وسيلة لنشر افكاره ( ويسميهاا فلسفات جديدة ) باسم الديمقراطية لكي تخدم مصالح البعض ولاندع الديمقراطية تمحوا الثوابت في فلسفتنا مع معرفة ان كل الامور قابلة للتغيير والتحسين والوفاق والافادة من تجارب الاخرين.
فطالما تصورنا ان مصطلح الديمقراطية بالوقت الحاضر هو الاقوى والاعلى رتبة بين المصطلحات السياسية خاصة بعد ان شهدنا فرضها بالقوة على البلدان وقد قامت من اجلها الحروب والاحتلالات والتي راح ضحيتها ملايين من البشر في شتى انحاء العالم لحد اننا اعتقدنا بان كل المسميات والمصطلحات السياسية هو دون الديمقراطية التي تبخترت بغرور بين سطور البيانات والمؤتمرات وعلى السنة السياسيين لكن كما ذكرنا بانها استغلت (بضم التاء) لصالح طرح فلسفات جديدة على المجتمعات من قبل اصحاب المصالح وراس المال والنفوذ فقد غيروا واضافوا وهجنوا ثقافات كانت عريقة واصيلة وثابتة وغذوا افكار قديمة قد عملت الشعوب وفئات المثقفين عليها كثيرا من اجل تشذيبها وتهذيبها لكي تتناسب مع تطورات المجتمعات في مختلف انحاء العالم مع الاحتفاظ بالخصوصية الثقافية لكل مجموعة فبدت الديمقراطية مسكينة ذليلة مستباحة امام من ابتكروا الوسائل الفلسفية الجديدة والغريبة احيانا من اجل كبح جماح الشعوب وايقافهم عن المطالبة بحقوق فكرية ربما تودي بمصالح المتنفذين فاصبحت الديمقراطية هنا رادعة لنفسها اي تاكل نفسها بنفسها وهذا مانشهده في العراق الان فقد استغل اصحاب المصالح السياسية والاقتصادية وحتى الفكرية اسوأ استغلال للديمقراطية في تاريخها فعن طريقها روجوا لثقافات جديدة لم تكن موجودة في المجتمع العراقي واحيو ثقافات قديمة قد نساها البعض واختفت ولم يكن لها تاثير وهي منسية فقط لكي يلهون الجماهير عن السياسة او ليتحكموا بهم عن طريق هذه الافكار الغيبية فاصبحت كلمة مساواة المراة بالرجل حرام وكانهم يشبهون المراة بالرجل شكليا ويبتعدون عن التفسير الواقعي وهو المساواة بالحقوق والواجبات تجاه الدولة والمجتمع وغيرها من الامثلة الكثيرة التي يطول شرحها لكن مايهمنا في مجال بحثنا في العلاقة بين الفلسفة والديمقراطية هو انه من الواضح الى ان الديمقراطية في طريقها الى التقنين والتنظيم لكنها لاتبقى في منأى عن الفلسفات الهدامة طالما لايتم عزل وفصل الدين عن السياسة .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. اشتباكات عنيفة واعتقال عدد من المتظاهرين المؤيدين لغزة قرب م


.. الشرطة تعتقل متظاهرين مؤيدين للفلسطينيين حاولوا اقتحام الـ-م




.. كلمة عضو المكتب السياسي للحركة أحمد الديين خلال الوقفة التضا


.. عنف الشرطة الأميركية ضد المتظاهرين المتضامنين مع #غزة




.. ما الذي تحقق لحركة حماس والفصائل الفلسطينية من القبول على مق