الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


حب الوطن بين العاطفة و العقل ...!!!

خالد قمبر

2011 / 2 / 24
مواضيع وابحاث سياسية


يقال ان القلب مشتق من التقلب و العقل مشتق من العقال ....!!!
إن ما تشهده البحرين اليوم من تحركات وأحداث أليمة قد خلقت حالة من عدم الأمن و الاستقرار وظهر جليا صراعا في النفس البشرية والمتمثل في نفسية المواطن البحريني ، فظهر هذا الصراع بين العاطفة و العقل .!!! فالإنسان بفطرته عقلاني من استخدام للعقل و المنطق ...وهو كذلك عاطفي ..ذلك الشعور النابع من القلب .. وكلهما في نفس الوقت ضروريان في حياة الإنسان..بالرغم من اختلافهما في التوجهات و المعاني ..

في مملكة البحرين جميعنا يحب بلده .. يحب وطنه .. يحب لهذا الوطن الرفعة و التقدم و الصلاح .. ويحب أن يكون بلدا للأمن و الأمان ولكننا وبسبب العاطفة وبسبب تعدد المعاني و المفاهيم..لهذا الحب أو ذاك و الاختلاف في سبيل تحقيق الأهداف و المبادئ و الأهداف..قد ظهرت التناقضات أو الاختلافات ..

هناك الكثيرون ممن يؤيدون العائلة الحاكمة و نظام الحكم و الحكومة ...لأسباب تعد وجيهة لهم .. و في المقابل هناك أيضا كثيرون من المعارضين للعائلة الحاكمة أو نظام الحكم أو الحكومة.. وكذلك لأسباب وجيهة ..!!! فهناك عاطفة جياشة للعائلة الحاكمة و نظام الحكم و الحكومة و في المقابل هناك عقل ومنطق .. يستند إلى التشريعات و الدستور ..فمن من الفئتين علي خطأ أو علي صواب..؟؟!!

ومن المتابعة فقد ظهرت هناك إشكالية فالكثيرون يرددون في الاعتصام والمسيرات إسقاط النظام ولكنهم يجهلون ما تعنى هذه الكلمة...؟؟ !! فالبعض يقصد الحكومة او بالأحرى رئيس الحكومة وضرورة تغيرها بالتداول وان لا تكون مشتملة علي أفراد من العائلة المالكة .. بسبب وجود تلك الحصانة من المسائلة و المحاسبة ..وآخرين يقصدون نظام الحكم والشرعية..!!!

استنادا إلى دستور مملكة البحرين الأخير " المعدل " ذكر في مواده الكثير من المبادئ و الأهداف فمثلا فيما يخص الدولة " المادة 1 " فهي مملكة عربية إسلامية ذات سيادة، شعبها جزء من الأمة العربية .. وحكم مملكة البحرين ملكي دستوري وراثي .. ونظام الحكم ديمقراطي والسيادة فيه للشعب مصدر السلطات جميعا .. ولعل ذكر نظام الحكم ديمقراطي و السيادة للشعب وكونه مصدر السلطات جميعا قد احدث تناقضا وفراغا على ارض الواقع البحريني الملموس ..!!!

كما هو الحال في المواد المتتالية ..في المادة "4" العدل أساس الحكم والتعاون والتراحم صلة وثقي بين المواطنين والحرية و المساواة و الأمن و الطمأنينة والعلم و التضامن الاجتماعي و تكافؤ الفرص بين المواطنين دعامات للمجتمع تكفلها الدولة .. فمفهوم العدل أو العدالة مازال منقوصا ..وكذلك مبادئ الحرية و المساواة والأمن وتكافؤ الفرص .. فهى مهمشة وليست مفعلة علي ارض الواقع ..!! فهناك الفساد و المحسوبية و الواسطة ومبدأ " الأقربون أولى بالمعروف " بالإضافة إلى عدم وجود ثوابت و أنظمة لتوزيع الثروة و الهبات .. كما ظهرت في مجتمعنا الصغير حزمة من " المكرمات " والتي توحي بأن المواطن مجرد متسول أو شحاذ يمد يده عند أبواب المساجد أو السلاطين ..والتي أجهضت ما يعرف بالحقوق والتزامات الدولة نحو مواطنيها..

بالإضافة إلى مقولة دولة القانون و المؤسسات التي فقدت فاعليتها وأسسها وأهدافها بسبب ذلك الفساد المستشري في الدوائر الحكومية والتي يديرها عناصر موالية للحكومة تفتقد إلي الكفاءة والخبرة و تحمل المسئولية .

وهناك الكثير و الكثير من المواد التي اشتمل عليها الدستور يغلب عليها الشكلية و الإنشائية فضلا علي تفسيراتها القانونية و التشريعية و التي تحتمل الكثير من و التأويلات ..!!!

ماذا يطالب المعتصمون ..و المعارضة ..؟؟!!! هناك الكثير من المطالبات فحسب الشعارات المرفوعة في ميدان اللؤلؤة .. فهي تنادى بالوحدة الوطنية .. وبالمزيد من الحريات .. وهناك أيضا شعارات مناهضة للحكومة .. وتطالب باستقالتها أو إسقاطها و تشكيل حكومة منتخبة حسب مفهوم المملكة الدستورية ..وشعارات تطالب بمحاسبة المتسببين في الأحداث الدامية و سقوط ضحايا ومحاربة الفساد و المفسدين .. وكانت هناك شعارات بإسقاط النظام ..!! وحسب البيان الصادر من الجمعيات السياسة فالمطالب هي : ت ..
1 - إطلاق سراح جميع سجناء الرأي والمعتقلين السياسيين وإلغاء محاكماتهم. – وحسب الأخبار المحلية فقد تم إطلاق 306 من المساجين وإلغاء أحكام ووقف محاكمات .
2 - الشروع فورا بالتحقيق المحايد في أعمال القتل التي وقعت منذ 14 فبراير وإحالة المسئولين للمحاكمة...
3- تحييد إعلام الدولة الرسمي ليقوم بدوره الوطني الجامع والممثل لكل مكونات الشعب وآرائه.
4 - استقالة الحكومة وتشكيل حكومة إنقاذ وطني مهمتها تحقيق انفراج سياسي وأمني سريع بما يهيئ أرضية مناسبة للحوار الوطني ...
5 - وضع دستور عقدي جديد يصبغه مجلس تأسيسي منتخب يؤسس لمملكة دستورية وحكومة منتخبة.
6 - إجراء التعديلات اللازمة على النظام الانتخابي وبما يحقق التمثيل العادل لكل مكونات شعبنا المجتمعية والسياسية. ..
7- توفير الضمانات اللازمة لتحقيق التزام الحكم بالاتفاقات التي يتعهد بها.

في مملكة البحرين كانت ظاهرتان مختلفتان ظاهرة ميدان اللؤلؤة المستمرة إلي اليوم وهناك وظاهرة التجمع الكبير يوم الجمعة الفائت عند مسجد الفاتح .. فهناك معارضة و هناك مؤيدة .. وهى صراع بين العاطفة و العقل ..!!! وكلى الظاهرتان تناديان بشعارات حب الوطن وان الوطن للجميع وتنادى بالإصلاحات ومحاربة الفساد ..!!! فالهدف واحد ولكن اختلفت المرئيات و السبل ..

هناك وطن وهناك حكومة ..فالوطن للجميع .. ولإدارة هذا الوطن لا بد من حكومة واعية قادرة تتمتع بالإصلاح و الشفافية والتقنية و الكفاءة .. فمن المؤسف وجود ذلك الخلط بين الوطن و الحكومة ومن المؤسف إن البعض لا يفرق بينها .. بدواعي العاطفة ..وغياب العقل ..!!! فالحكومة التي تدير الوطن " مملكة البحرين " وخاصة فيما يسمى بعهد الإصلاح " والتي تتكون من عدة أفراد قد مارست الكثير من التجاوزات والمخالفات المالية و الإدارية .. على امتداد الأعوام الثمانية الماضية فقد قدم ديوان الرقابة المالية و الإدارية 7 تقارير تثبت مدى حجم التجاوزات و الفضائح الإدارية و المالية والموثقة من جهة رسمية تما إنشاءها من قبل الملك .. فقد بداء حجم التقارير المخالفة و حجم التجاوزات يزداد سنة عن سنة و وحجم الأدلة بين دفتي التقارير تزداد سمكا .. والفساد المالي و الإداري مكشوفا وعلي العلن ..!!! وبالرغم من هذا الزخم في المخالفات .. لم نرى اى ردود فعل .. سواء إقالة الحكومة أو إقالة وزير و محاسبته أو سجنه..!!! فالتجاوزات بلغت المليارات .. ومن الغريب إن الميزانيات المعروضة من قبل الحكومة يغلب عليها اللون الأحمر وهو ما يسمى بالعجز في الميزانية ..!!!

فالعقل يحتم مراجعة شاملة لأداء الحكومة .. بسبب تلك الحزمة من التجاوزات المالية و الإدارية .. فالمال العام .. أصبح مالا خاصا تتصرف به الحكومة كيفما تشاء وعلي حساب مقدرات و ثروات الوطن والتي تعد مالا عام ..هناك الكثيرون لا يعترضون علي الملك أو علي نظام الحكم ولكن هناك الكثير من الاعتراض علي الحكومة وعلى أدائها والأكثر إيلاما هو عدم القدرة علي محاسبتها رئيسا و اعضاء ..بسبب مواد الدستور المعدل الذي اوجد مجلسي النواب و الشورى لكي يكون الأخير خط الدفاع الأول ضد اى إجراء ضد الحكومة أو بالأحرى إسقاطها .. خاصة بعد أن ضمنت إن نصف مجلس النواب من المواليين لها ..

ويبقي السؤال .. جميعنا يحب الوطن .. عقلا وفكرا من جهة و عاطفيا وقلبا من جهة أخرى ولكن إلى متى سيستمر هذا الصراع بين العقل و العاطفة.. وبين المعارضين و المؤيدين ..فالوطن الحبيب ..بحاجة إلى عقل راجح أو عاطفة جياشة ..؟؟؟!!








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. غزة :كارثة في الأفق ؟ • فرانس 24 / FRANCE 24


.. مطعم في لندن طهاته مربيّات وعاملات نظافة ومهاجرات.. يجذب الم




.. هل تمتلك السعودية سلاحًا نوويًا؟| #التاسعة


.. روسيا تحذر...العالم اقترب من الحرب النووية!| #التاسعة




.. رئيس الاستخبارات الأميركية يلتقي نتنياهو لإنقاذ المفاوضات وم