الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الركض خلف الطائفة

اسحاق الشيخ يعقوب

2011 / 2 / 24
اليسار , الديمقراطية والعلمانية في الخليج والجزيرة العربية


تلكم مقاربة بائسة بين اليسارية والعلمانية وبين التطرف والطائفية.. فقد كان الطابع العام لاحداث تونس ومصر طابعا في عموميته يساريا وعلمانيا شبابيا متجاذبا مع طابع العصر في الحرية والديمقراطية والانفتاح على جديد الحياة في الحداثة والتحديث.

اما الاحداث البحرينية فليس لطابعها شيء لامن اليسارية ولامن العلمانية بقدرما هي طائفية يمينية في مبناها ومعناها: استحوذت عقول ونفوس ومشاعر الشبيبة المحبطة والغارقة في البحث عن ترف المجد الطائفي الزائف في المجتمع.. ولا يمكن المقارنة بين الشبيبة التونسية والمصرية المبتهجة بالمعاصرة وبالحداثة والتحديث وبين شبيبة “حق” وشبيبة “الوفاق” وشبيبة “وعد” وشبيبة “الوفاء” وشبيبة “احرار البحرين” المبتهجة بظلام المذهبية والطائفية والسمع والطاعة لولاية الفقيه.

واحسب انه ليس من العدل والانصاف المقارنة او المقاربة بين احداث تونس ومصر واحداث البحرين.. فالاولى تندرج ضمن مسار حقيقة جدل التاريخ.. والثانية تندرج ضمن تعسف وباطل التاريخ.. من واقع ان الشعوب تشيد تاريخها بالوطنية وليس بالطائفية.. وبالتنوير وليس بالظلام.. وبالانفتاح على حريات الحداثة لدى الشعوب وليس بالانغلاق في الطائفية وولاية الفقيه!!

وانه من التفاهة والبؤس السياسي ان تنتظم بعض اطراف الليبراليين والديمقراطيين واليساريين وبعض دعاة التوجه العلماني الى صفوف مشيمع وعبدالوهاب حسين وعلي سلمان واحرار البحرين هتافا وردحا طائفيا وتطرفا في دوار اللؤلؤة حتى مطلع الفجر.. وفي تسويق دماء الاطفال غضبا وحقدا وكراهية طائفية قد تدفع الى اغراق المجتمع بدماء التقاتل الطائفي.

ان التطرف المذهبي والغلو الطائفي يأخذ بالعصاب المذهبي لدى الافراد والجماعات وتتبدى المواقف السياسية محراب صلوات ودور عبادة وميدان شهادة وهذا ما تراهن عليه الجمهورية الاسلامية الايرانية وتنظر له على طريق شرق اوسط جديد يوحد المنطقة في مناهضة الاستكبار العالمي ويرفع تباشير قدوم مشروعها ،وفي ارساء دعائم الخير والمحبة والسعادة والانتصار على الظلم وتحرير البشرية الاسلامية من الظلم والاستبداد وتطهير الارض من آثام وجرائم طواغيت بنوك المال الحرام!!

ان استفاضة عقول وقلوب ومشاعر والعواطف البحرينية المضغوطة بهاجس ترقب شيء طائفي ومذهبي يمكن تفهمه اما انقياد زمر جمعية وعد “العلمانية” او “الديمقراطية” أو “اليسارية” سمعا وطاعة وردحا طائفيا في غمرة الاعتصام والتظاهر وجلجلة الحناجر بالخطب والهتافات الموتورة بالغضب الطائفي فهذا لعمري واقع ملتبس على الحريصين على النهج “الوعدي” الواعد ضميرا حرا ليبراليا لبحرين ناهضة ديمقراطيا وعلمانيا في بناء دولة الحريات والقانون والعدالة الاجتماعية والمساواة ان يصححوا المسار على طريق جدل التاريخ لا عن طريق تعسف التاريخ في الارتكاس بمشروع الاصلاح الوطني.. على طريق توثيق مفاصله وتطويره ودفعه الى الامام والتوثب به الى ديمقراطية اوسع وعلمانية اعمق!! لا على طريق تقويض مشروع الاصلاح وتمزيق اوصاله بهوجه الطائفية والطائفيين.. والانتكاس بالمجتمع الى لعنة قانون امن الدولة!!

وتتبوّأ العقلانية البحرينية واقعا سياسيا مؤهلاً وشجاعا في قطع الطريق امام كل محاولات الظلام والتخلف الطائفي داخل الوطن وخارجه:بالانتكاس بمشروع الاصلاح الوطني أو المس من قيمه الانسانية والتنويرية!!








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - سلمت يداك
جريس الهامس ( 2011 / 2 / 24 - 21:41 )
شكراً للأستاذ إسحق الذي وضع النقاط على الحروف وكشف الأمراض الطائفية التي تمزق وحدة المجتمع وتحرف النضال الوطني والطبقي والعلماني عن مساره الطبيعي في البناء والتغيير ضمن مجتمع مدني واحد ومؤسسات مدنية واحدة ..متحررة من التمامية الفكرية والظلامية الدينية التي تلغي الاّخر وتاغي العقل وتستسلم للأسطورة ... نحو حركة وطنية ديمقراطية واحدة تبني المستقبل المدني الحر .. مع التحية - لاهاي


2 - معقولة؟!
جلال البحراني ( 2011 / 2 / 25 - 00:04 )
ينسى الأستاذ يعقوب أن الذي أتى بما يسمى المشروع الإصلاحي في البحرين، هم نفسهم الآن الشباب المنتفض في البحرين. الذين انتفضوا في العام 95 لـ 2000 و قدموا عشرات الشهداء، و ألوف المعتقلين!
فالمشروع الإصلاحي ليس هدية، من ملك البحرين، بل هو تضحيات منذ عقود، قدم فيها الشعب الأضاحي، و أرغم السلطة على الإنتقال لشكل سياسي مختلف، لم ينجز بعد، بل ساوفت السلطة لأكثر من عشر سنوات في التقدم به خطوة واحده للأمام! و الحرية التي يدعي الأستاذ يعقوب أن المشروع أتى بها يمنع الدخول لهذه الصفحة و بموقع الحوار المتمدن!
فأين تحقق مشروع ما يسمى المملكة الدستورية، من فصل بين السلطات، و حرية الصحافة و الإعلام، و تكوين الأحزاب.
إن من يسميهم الأستاذ يعقوب يردحون طائفيا هم نفسهم الذين يهبون اليوم، لأجل إكمال هذا المشروع و إعادة الروح له!
فلماذا أذا أتى الكلام عن تونس و مصر، تصبح هناك ثورة تقدمية، و في البحرين تراجع تاريخي!
و طبعا لو شارك الحوثيون في اليمن الآن في الثورة لزعق بعض اليسار العربي بنفس الأمر، و لو نهض شيعة أكراد العراق، بالرغم من أن الشيوعية في أكراد العرق بينهم أكثر من السنة، لكان نفس الأمر! و كأن هؤلاء


3 - تكملة
جلال البحراني ( 2011 / 2 / 25 - 00:05 )
و كأن هؤلاء ليسوا بشر و لا يحق لهم ( التقدم )!
أستحضر صرخة مظفر النواب في اليسار العربي، عن جهيمان، هل هذا الدم بحاجة لنا أن نعرف أنه يساري أم يميني أم رجعي أم تقدمي! أليس واضح أنه ضد طغيان.
بالمناسبة، جمعية وعد، أو الجبهة الشعبية لتحرير البحرين، يرأسها إبراهم شريف و هو سني الأصل. فهل هو يتلقى أوامره من الولي الفقيه في إيران أم السيستاني في العراق أيضا؟!
و ماذا عن البعض الذي ينخرط بالمشروع الإصلاحي لولي الأمر و النعمة، الفقيه جل جلالة الملك حمد بن عيسى!


4 - تكملة
جلال البحراني ( 2011 / 2 / 25 - 00:16 )
و ماذا عن البعض الذي ينخرط بالمشروع الإصلاحي لولي الأمر و النعمة، الفقيه جل جلالة الملك حمد بن عيسى! من أين يتلقون أوامرهم ، و البعض منهم يعمل في وزارة الإعلام بمناصب عالية، و تمنع الدخول لأي موقع تقدمي.. جميلة هذه التقدمية المفصلة على مقاسات صاحب العصر و الزمان جلالة الملك حمد، صلى الله عليه و أله و سلم!


5 - الجهل والغوغاء
سعيد دلمن ( 2011 / 2 / 25 - 10:18 )
التحية والشكر للأستاذ إسحاق الشيخ يعقوب الذي يتحفنا دائماً بمقالاته الهادفة والشيقة ، كما يؤسفني في نفس الوقت محاولات البلف والزعبرة التي تمارسها التعليقات الطائفية الغير مستقرة على رأي معين وموقف وطني واضح وواعي ، بالأمس كانت الإصلاحات السياسية والدستورية في البحرين هدية من الملك ويحرم التقرب منها ، أما اليوم فقد تم الاعتراف بها بأنها أصبحت ثمرة نضالات شعبنا ، هذا السلوك يذكرني بفترة بداية تفتت التيارات القومجية في العالم العربي واستنساخها للماركسية بشكل حرفي و جاهل ومتطرف وشعور بالذنب من الماضي مما أدى إلى دخولها ( بدل التنسيق والتعاون ) في منافسة وصراع مع الأحزاب الشيوعية صاحبة الفكر الأصلي ،في محاولة بائسة لإحلال نفسها محلها مما أضر بالنضال و بحركة التحرر الوطني العربية في تلك الفترة بأضرار بالغة وجسيمة .....

اخر الافلام

.. هكذا علقت قناة الجزيرة على قرار إغلاق مكتبها في إسرائيل


.. الجيش الإسرائيلي يسيطر على الجانب الفلسطيني من معبر رفح




.. -صيادو الرمال-.. مهنة محفوفة بالمخاطر في جمهورية أفريقيا الو


.. ما هي مراحل الاتفاق الذي وافقت عليه حماس؟ • فرانس 24




.. إطلاق صواريخ من جنوب لبنان على «موقع الرادار» الإسرائيلي| #ا