الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


سيفُ القذافي ... إن لم يُقطع قطعَ !!؟ .

الطيب آيت حمودة

2011 / 2 / 24
اليسار , التحرر , والقوى الانسانية في العالم


بوادر انقسام ليبيا إلى معسكرين ودولتين قائم مالم يتنفض الليبيون مجددا أنقضاضا على العاصمة ( طرابلس) التي يتواجد بها المنتفعون من النظام ، والذين شكلوا قوة مليشيات مستعدة إلى الذهاب بعيدا في تنفيذ الخطة الجهنمية التي رسمها سيف الإسلام القذافي ، وأكدها القذافي في خطابه المتهور الذي أرهب به ليبيا والدنيا ، فسقوط العاصمة والعزيزية في أيدي المحتجين ، هو مفصل وفارق مهم في نجاح الإنتفاضة المباركة .
** القذافي ( نيرون) هذا الزمان .
ماأقدم عليه القذافي من القول والفعل ضد شعبه ينم عن شخصية غريبة الأطوار، مجردة من كل القيم الإسلامية والإنسانية ، فهو أبشع من (نيرون ) ، و أفضع من (ستالين ) ، رجل غابت عنه الصفات الإنسانية بالمطلق ، فأين هو من الإسلام ؟ ... وأين هو من قيم الإنسانية ؟ فهو ساع إلى دفن الليبيين في مقبرة كبيرة ، ومصرعلى تمزيق وحدتهم إذا لم يذعنوا لجبروته وطغيانه ، ويصفقوا لفخامته وجلالته الكاذبة التي صنعها بعطائه الفاحش وشرائه للذمم بأموال شعبه التي بذرها تبذيرا ، هذا الرجل لو ملك القنبلة النووية لفجرها دون وجل ضد خصومه في بنغازي والبيضاء ؟
** ليبيا مرشحة لمزيد من الدماء .
استقلال الجهات الشرقية عن القذافي ، واتخاذ علم خاص بها ، وسعيها إلى خلق نواة جيش منظم كفيل بالدفاع أو الهجوم ، يشير على بوادر انقسام سيستمر ، فيصبح الأمر عبارة عن انفصال أكثر منه ثورة شعبية للتغيير النظام ، وهو الهدف الذي يسعى إليه القذافي بأجلى التقديرات ، وهو ما يعطيه سندا شرعيا بدعوى أنه في حالةدفاع عن الوحدة الوطنية من الإنقسام ،أو أنه محارب شرس ضد الإنفصاليين ، وهو ما يرشح البلاد إلى التدخل الأجنبي من الباب الواسع ، بحثا عن النفوذ أو حفاظا على الريُوع ، فسيكون العالم ُ مطالب بانحياز قهري إلى أحد الطرفين ضد الآخر ، أي خلق أفغانسان جديدة في شمال افريقيا ؟.
** شعوب وحكومات مغاربية بمواقف مُبهمة ؟
بلدان شمال إفريقيا في وضح محايد ؟! ، فهي مثيلة لدول الغرب في ضبابية الموقف ، لأن الغرب في عمومه متخوف من أي تغيير قد ينسف جهوده في الحفاظ على منابع البترول ، ووقف أتون الهجرة غير الشرعية ، وضمان سلامة إسرائيل ، وهي أمور غير مضمونة العواقب في حالات التغيير وميلاد نظام جديد ، قد يعكس التوجه بما لا يرتضي الغرب ، هذا الغرب الذي يقبل بعنجهية القذافي أفضل من إطلالة مفاجئة عن نظام قد يكون مُلجما لها ، على شاكلة ما وقع في إيران ، خاصة وأن القذافي عرف مكمن التخوف فراح يضخم فزاعة ( الإمارات الإسلامية ) في الجهات الشرقية من ليبيا ، أما دول الجوار فقد أصابها دوار وهلوسة ، فهي لا تدري أين الإتجاه ؟ ، فغابت القيم ، وغاب التضامن الإنساني ، فلا الأنظمة تفاعلت مع الشعوب التواقة للتحرر بدعوى الخوف من انتقال العدوى إليها ، ولا شعوبها حاولت كسر الأغلال لإبراز مدى تضامنها مع جيرانها بسبب قوانين الطواريء المقيدة للحريات ، وبقيت في وهن المتابعة السلبية ، دون أن تعلم بأن ما يقع في ليبيا له ارتدادات طبيعية على بلدانها بالسلب أوالإيجاب .
** استراتيجية آل القذافي المعلنة ...قيد التنفيذ .
القذافي (بصاديته ) مستعد للذهاب بعيدا في قتال شعبه وإفقاره وجعله شبيها بالصومال ، وأفغانستان ، والعراق ، فهوى يرى بأنه لا يجوز أن يغرس غرسا ويتظلل به غيره ، ) فهو ليبيا ، وليبيا هو ) فهو بعبارة أخرى يختزل ليبيا بأرضها وعبادها ومقدراتها في شخصه ، فمحاربة القذافي تعني محاربة الشعب الليبي بأرضه ؟؟ وفي حالات الرفض فهو يقول للمواطنيين ( ارحلوا عنا فأنتم الفرع وأنا الأصل ؟ ). فهو الشخصية الباقية والباقي متغير ، وهو نبي هذا الزمان . والإمكانات المادية والنقدية والأسلحة والدعم الخفي الذي يصله كفيل باسترجاع الوضع لصالحه إذا ا لم يجد الشعب الليبي المنتفض عونا من المتعاطفين معه من الجيران .
** ثورة ليبيا تختلف عن ثورتي تونس ومصر ؟
أثبتت الأحداث الواقعة بأن ليبيا تختلف في مرفولوجيتها السياسية عن تونس ومصر ، فإذا كانت الدولتان الأخيرتان انبنا تشكيلها على أساس ( فكر الدولة المدنية( فإن الأولى ترسخ فيها الفكر (القبلي ) بأجلى صوره ، مثلها مثل اليمن والسعودية ، فسقوط النظا م فيها يتطلب جهدا أكبر ، وهو غير مضمون النتائج ، لتبدل الولاءات تبعا للظروف ، وقد تعتريه أزمات تقسيم وترويع لم تكن في الحسبان ،في ظل وجود طاغية متجبر مثل ملك ملوك افريقيا .

** استمرار الحال ... . يعني أزمات بالجملة .
عدم السرعة في فصل الموقف لصالح الثورة المنتفضة بتكاثف جهد الأكثرية من الليبيين بالوصول إلى مرحلة ( الشد النهائي ) الذي تهوى أمامه كل النظم مهما كانت متجبرة وطاغية ، سيساعد على انتعاش آل القذافي من صدمتهم ، وقد يروعون البلاد ترويعا بمآزرة من أصدقائهم ، ولا أعتقد بأنهم يستسلمون هكذا بسهولة ويسر ، لغياب قاهر يقهرهم وجيش وطني يردعهم ، فجيشهم عبارة عن مليشيات ومرتزقة تؤتمر بما يضخه عليهم القذافي من أوراق نقدية عدا ونقدا ، وهو ما يرشح البلاد لصنوف من القتال الشبيه بما وقع ويقع بالصومال ، ويفتح الأبواب للتدخل الأجنبي بدعاوى مختلفة ، يكون فيها الإستئثا على منابع النفط ، واستقرار إنتاجه وأسعاره ، أو منع الهجرة السرية التي تهدد أوربا على أوسع نطاق .

خلاصة القول أن ما يقع في ليبيا هذه الأيام على يد الطغمة الحاكمة غير مطمئن بالتمام ، وقد يعرض ليبيا وشمال افريقيا كلها لتسنجات سياسية واقتصادية لا يحمد عقباها ، والدعوة صريحة لشعوب المنطقة القيام بحراك شعبي ضاغط عبر الوسائل المشروعة على حكوماتها ، وهو ما يعطي للإنتفاضة الشعبية في ليبيا زخما قد يعمل على تسريع نهاية النظام الإستبدادي القذافي في أقرب الأوقات ، فالنظام زائل لا محالة ، غير أن شعوب المنطقة تتمنى زواله بأقل المخاطر والأضرار .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. محمد الصمادي: كمين جباليا سيتم تدريسه في معاهد التدريب والكل


.. متظاهرون يطالبون با?لغاء مباراة للمنتخب الا?سراي?يلي للسيدات




.. ناشطة بيئية تضع ملصقاً أحمر على لوحة لـ-مونيه- في باريس


.. متظاهرون مؤيدون للفلسطينيين يهتفون -عار عليك- لبايدن أثناء م




.. متظاهرون يفاجئون ماثيو ميلر: كم طفلاً قتلت اليوم؟