الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


حزب البعث لايستحق شرف الدفاع عن مطالبنا

شاكر الناصري

2011 / 2 / 24
اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق


يوما بعد آخر ومع أقتراب يوم التظاهرات والأحتجاجات في العراق ، فإن نبرة التحذير والتهديد من جانب الحكومة العراقية برئاسة نوري المالكي ومن بعض أعضاء البرلمان العراقي ومن رجال الدين ومرجعياتهم باتت تأخذ منحى متصاعدا . يأتي التحذير هنا ليمارس نوعا من القمع والتخويف لعله يصل الى مبتغاه في تسويف المطالب المشروعة لملايين العراقيين ومحاولة ايقاف مسيرة التظاهرات المطلبية التي يتوقع ان يتم تسييرها في كافة مدن العراق أو تأجيلها ودفعها الى زمن غير معلوم . التحذيرات والتصريحات المقصودة هنا تشكل بمجملها أهانة للشعب العراقي حينما يتم ربط حركته المطالبة بحقوقه الأنسانية المشروعة بحزب البعث وإنه المحرك لكل ما يحدث . إهانة لشعب ذاق من البعث الويل وعاش في جحيم وموت متواصل وفعل المستحيل من أجل التخلص من قبضة حكمه الدكتاتوري ومن سياساته وممارساته الفاشية والأجرامية . فكل ما كان يقوم به ذلك الحزب وسلطته المهزومة وزعيمه المقبور هو أستلاب حقوق وحريات العراقيين والتحكم بمصائرهم .

لم يتردد السيد المالكي عن الأعلان المتواصل من أن البعثيين والصداميين والتكفيرين والقاعدة يقفون خلف هذه التظاهرات وأنهم سيعملون على حرق وتخريب مؤسسات ودوائر الدولة وبالتالي أشاعة العنف مدعما أقواله وتصريحاته بوجود 23 من أعضاء الفرق والشعب البعثية قادوا عمليات التخريب في محافظة واسط وتم اعتقال سبعة منهم ، لم يتم كشف اي اسم منهم ولا نتائج التحقيقات التي يقال أنها تتواصل في تلك المدينة العراقية التي لم تتمكن من كتمان غضبها وسخطها نتيجة الاهمال والفساد والبطالة والمحسوبية فكانت اولى المدن التي أعلنت عن مطالبها المشروعة .

الناطق الرسمي بأسم عمليات بغداد لم يتردد هو الآخر من التأكيد حد اليقين القاطع بوجود معلومات مؤكدة تكشف عن مساعي لمهاجمة التظاهرات ، بالمفخخات والاحزمة الناسفة والمسدسات كاتمة الصوت وإن البعثيين والقاعدة وهيئة علماء المسلمين تقف وراء هذه التهديدات . ترى أين كانت هذه المعلومات الدقيقة والجازمة عندما كانت المفخخات والاحزمة الناسفة والعمليات الأرهابية وكواتم الصوت تحصد أرواح العراقيين وتحول حياتهم الى جحيم ورعب متواصل ، اين كانت هذه المعلومات الدقيقة وبين أونة وأخرى تتطاير اجساد الأبرياء من العراقيين الباحثين عن فرصة عمل ، تبعد عنهم شبح الجوع والبطالة ، مهما كانت ، في مراكز تطوع الشرطة والجيش او في أماكن تجمعات العمال وأماكن العمل ووسائط النقل . لم يخبرنا السيد قاسم عطا لماذا لم تكن معلوماته بهذه الدقة والحساسية حين قامت العصابات الارهابية بتنفيذ مجزرها البشعة في كنيسة النجاة والكثير من الأماكن والمؤسسات في مدينة بغداد . هل يمكن للسيد قاسم عطا أن يدلنا على شخص واحد يريد أستهداف التظاهرات ؟ ولماذا لايعتقلون من يعتقدون أنه يهدد الامن ويسعى لاشاعة العنف ؟

رجل الدين علي السستاني دعا الى تأجيل التظاهرات لوجود مخاوف من أستهدافها من قبل المندسين . ترى ما الفرق بين مظاهرات سلمية حاشدة أو مليونية تطالب بحقوق العراقيين وحرياتهم ومحاربة الفساد ووضع حد لأستغلال السلطة من قبل الأحزاب الحاكمة وبين مسيرات مليونية تتوجه صوب النجف وكربلاء أحياءا لمناسبة دينية معينة والتي عادة ما يتم استهدافها من قبل العصابات الارهابية الطائفية . لم يقل يوما إن على العراقيين ان يتوقفوا عن المشاركة في تلك المسيرات لأنها مستهدفة بشكل فعلي وإن حياتهم ستكون في خطر وتهديد مباشر بالموت أو العنف ولقد شهدنا خلال السنوات الماضية اعداد كبيرة من العراقيين لاقوا حتفهم في تلك المسيرات بالمفخخات والاحزمة الناسفة .

نواب في برلمان المحاصصة والفساد العراقي يقولون : ان البعث يقود ويوجه ويحرض العراقيون على التظاهرات ولكنهم لايأتون بجديد فكل ما يقولونه تكرار لما يقوله زعماء الكتل التي ينتمون اليها . المؤكد ان تصريحات أعضاء البرلمان العراقي لاتأتي بسبب حزب البعث و المخاطر التي يمكن أن يتسبب بها ، بل لأنهم تلمسوا جدية المطالب الداعية لوضع حد للفساد ووضع حد لمهزلة الرواتب الكارثية التي يتمتع بها أعضاء البرلمان والوزراء ورئيس الجمهورية ونوابه ورئيس الوزراء ونوابه ومجاميع لاتعد ولاتحصى من المستشارين والدرجات الخاصة ووقف الأمتيازات الكثيرة التي يتمتعون بها والتي يتم أمتصاصها من ثروات ومقدرات المجتمع .

حزب البعث ، حزب قومي فاشي بكل المقاييس . حزب مارس السلطة في العراق فكان كارثة حقيقة على العراق وناسه ووجوده ومكانته في المجتمع الدولي . اليوم وحين يتم ربط حركة الأحتجاجات والتظاهرات التي تتصاعد في العراق وإن هذا الحزب هو المحرك الاساسي لكل هذه التظاهرات ، فإن ذلك شرف كبير لايستحقه هذا الحزب ولايمكنه أن يكون بالمصداقية والجدية التي تمكنه من تحريك شعب لم ولن ينسى كل ممارساته الأجرامية بحقه .

منذ 8 سنوات وكل ما واجهت الحكومة العراقية أزمة سياسية ما فأنها لاتتردد عن التعكز على شماعة حزب البعث وكأنه يقف خلف الأسوار التي تحميها متربصا وجاهزا للأنقضاض وأستلام مقاليد الحكم مرة أخرى . فحين نتحدث عن الفساد ونقص الخدمات أو انعدامها فإن الحكومة ترد بانها استلمت بيئة خربة ومنهارة من السلطة البعثية الدكتاتورية السابقة . حين نتحدث عن الموت المجاني الذي يتعرض له الابرياء في الشوارع والمدن يقولون هذه جرائم حزب البعث . وحين نتحدث عن المحاصصة والتوافقات الطائفية والقومية والفساد فإنهم يقولون هذه بيئة سياسية وثقافية ورثناها من حزب البعث . وحين نريد تحقيق مطالب عادلة ومشروعة يقولون هذه من افكار البعث .

مقابل كل هذا فإن علينا أن نقول : إن المطالب المشروعة والعادلة التي نطالب بها ، توفير فرص العمل وإنهاء الفساد ،إنهاء المحاصصة الطائفية والقومية ، الدفاع عن مدنية الدولة ، توفير الخدمات والضمانات الصحية والأحتماعية ، إنهاء المحسوبية السياسية وأحتكار الوضائف العامة من قبل الأحزاب الحاكمة ، الأعتراف الرسمي بالحريات المدنية و الفردية ، ضمان حرية الصحافة وحرية التعبيرعن الرأي ،التصدي لتدخلات الدين والمؤسسات الدينية في مفاصل الدولة وفي الامور السياسية والثقافية والأجتماعية ، أخراج المليشيات المسلحة للأحزاب القومية الكردية من مدن ومناطق كردستان لما تسببه من تهديديات وتضييق على الحريات والأستقرار...الخ ،هي مطالبنا نحن ، مطالب العراقيين الذين أكتو بنار الفساد والفقر والبطالة والاذلال . مطالب شعب يريد أن يعيش حرا دون قيود أو وصاية من حزب أو مؤسسة دينية أو قومية أو عشائرية . مطالب شعب يريد أن يعيش حياة كريمة في دولة تضمن له الرفاه والعدالة والمساواة . شعب يريد أن يعيش حياة تليق بالأنسان المعاصر . شعب لفظ حزب البعث ورموزه وأصنامه ويريد المضي بخطى ثابتة نحو الحرية وتحقيق مجتمع حر ومرفه .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - أسلوب ألوصاية ألبغيض وخلط ألأوراق
طلال ألربيعي ( 2011 / 2 / 24 - 21:47 )
ألمؤسف وألغريب جدا أن ألبعض ألذي يعلن معاداة ألبعثية يتكلم بأسلوب ألوصاية ألبغيض وخلط ألأوراق, حيث يقول يقول عن أنتفاضة 25 شباط بأنها مماثلة لانقلاب -8 شباط عام 1963 الدموي، ولكن في هذه المرة يتم هذا الانقلاب بمساعدة معظم القوى السياسية والفكرية، من اليسار المتطرف إلى اليمين الفاشي ... بل وحتى القوى السياسية المشاركة في السلطة، وأناس عرفوا بحب الوطن وسعيهم إلى الخير-, ويعتبر هذه ألأنتفاضة أنقلابا بعثيا, وأن المؤيديين وألشاركين في هذه ألأنتفاضة هم بعثيون وأن لم يعلموا أو ينتموا.وهو نفس ألكلام ألذي سمعناه سابقا من صدام مرارا و تكرارا. فيا لبؤس مثل ألكلام ألذي يقدم دليلا أضافيا على مشروعية ألأنتفاضة


2 - دعاية
رديف شاكر الداغستاني ( 2011 / 2 / 25 - 00:07 )
لقد كان صائبا الكاتب في موضوعه فتحية طيبة له 0لقد عمل المالكي مسؤل 0اعلامي لحزب البعث لشدة رعبه واصراره بعدم محاسبة اللصوص والفاسدين والفاشلين اداريا 0رغم كل الاحتجاجات والمطالبات 0فلم ينامو ليلتهم اصحاب العملية السياسية 0ان المارد قد اطلق فلا عود للوراء شباب الغد هم قائدي الانتفاضة لاالاحزاب النايمه وتغني على الاطلال لقد قالو ان عصر الامبريالية لايقهر فساروا ورائها مستسلمين 0انها حقا عصر انتفاضة الشعوب يقودها الشباب وياكل ثمارها الشعب كله

اخر الافلام

.. الانتخابات الرئاسية الأمريكية: نهاية سباق ضيق


.. احتجاجًا على -التطبيق التعسفي لقواعد اللباس-.. طالبة تتجرد م




.. هذا ما ستفعله إيران قبل تنصيب الرئيس الأميركي القادم | #التا


.. متظاهرون بباريس يحتجون على الحرب الإسرائيلية في غزة ولبنان




.. أبرز ما جاء في الصحف الدولية بشأن التصعيد الإسرائيلي في الشر