الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


ان لم اكن رئيسا للوزراء فانا معارض!

جمال الخرسان

2011 / 2 / 24
اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي


منذ ان بدأت الدعوة لمظاهرات يوم الجمعة الخامس والعشرين من شباط وحتى الان لاتستطيع من خلال المواقف المعلنة على الاقل ان تحدد موقفا سياسيا واضحا صريحا للقوى السياسية العراقية والجهات الدينية تجاه المظاهرات.. هل هي مع او ضد؟! او ربما تقف على الحياد ؟ وذلك لان الكتلة الواحدة تصدر بيانا يدعو للحذر والتريث والقلق من مظاهرات الجمعة ،وفي نفس الوقت تصدر بيانا اخر يدعم المظاهرات ويدعو للمشاركة فيها وتلبية طلبات المتظاهرين..!! وعلى تلك الشاكلة كانت تسمع معزوفة المواقف السياسية طيلة الايام الماضية.
هناك اعضاء برلمان تجدهم في ساحة الفردوس يدعون لدعم المظاهرات والمشاركة فيها دون ايّ تحفظ، وفي نفس الوقت يقفون الى جنب نوري المالكي حينما ظهر في مؤتمره الصحفي وحذر من اهداف وجهات مشبوهة تقف وراء المظاهرة! طبقة سياسية لا تعرف ماذا تريد! انهم يريدون ان يركبوا جميع الموجات ويتصدروا المشهد في كل الاحوال.. ليست هناك رؤية واضحة لهم تستطيع من خلالها ان تتعاطى معهم على اساسها.
ساسة اقرب للشخصيات الزئبقية منهم الى رجال الدولة، انّ من يقتنع ويؤيد تلك المظاهرات من الطبقة السياسية عليه ان يحدد موقفه بشكل واضح ويعلنها للملأ طالما كانت تلك المظاهرات تعبر عن قناعته.. ليس عيب في ذلك، لكن العيب ان تجد الساسة وبعض الاقطاعيين من رجال الدين يضعون قدما في رئاسة الوزراء وقدما في ساحة التحرير..! وكانهم معمر القذافي الذي قال ذات مرة بانه سوف يسيّر مظاهرات من اجل اسقاط الحكومة! طبقة سياسية تستفيد من جميع مميزات السلطة بما في ذلك الفساد الاداري وفي نفس الوقت تريد ان تقود المظاهرات وتتصدر المشهد الاعلامي على انها حمل وديع، هل يريد هؤلاء الساسة اسقاط انفسهم طالما انهم مشاركون في الحكومة؟!
جميع الساسة في العراق دون استثناء يتعاطون مع السياسة وفقا لمبدأ واحد فقط.. انّ من لم يحصل على رئاسة الوزراء فهو عمليا في صف المعارضة، ولايهم حينها ان يكون معارضا في رئاسة الوزراء او في البرلمان او في مكان اخر، علما انهم لايمارسون دور المعارضة في المؤسسات الدستورية التي يشاركون فيها بل يفعلون ذلك عبر وسائل الاعلام وفي الشارع العراقي في مشهد فاضح من النفاق السياسي الغريب! ربما هذا فقط ما يفسر هذه الفوضى المتناقضة في المواقف السياسية للتيار الواحد والحزب الواحد والسياسي الواحد.
ما يزيد الطين بلة ان معظم اعضاء البرلمان وبدل ان يتوجهوا الى قواعدهم الجماهيرية التي انتخبتهم كما اعلن عن ذلك من قبل رئاسة البرلمان قبل بضعة ايام فانهم بدلا من اجل جمعوا متاعهم وما تيسر مما خف وزنه وزاد ثمنه وتوجهوا مباشرة الى مطار بغداد لكي ينأوا بانفسهم تحسبا لاي طاريء قد يحصل! وقد تحدثت وسائل الاعلام عن جهات رسمية بان الساسة كانوا يحملون معهم مبالغ مليونية! لم لا؟ من حقهم ذلك فالمعادلة تقول: انّ من لم يحصل على رئاسة الوزراء فهو عمليا في صف المعارضة.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. تحدي الكلمات والأمثال اللهجة المصرية: شروق تختبر فهد سال، هل


.. لماذا يتم استهداف الصينيين في باكستان؟ • فرانس 24




.. الرئيس التنفيذي لشركة-رصانة المالية-: التأشيرة الموحدة ستجعل


.. فلسطينيون وإسرائيليون يوجهون انتقادات لحماس ونتنياهو بشأن حر




.. فيزا واحدة تتجول بها في جميع دول الخليج #بزنس_مع_لبنى