الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


التظاهر مع القتلة سيجلب لكم العار

محيي هادي

2011 / 2 / 24
مواضيع وابحاث سياسية


كلمة حق يراد بها باطل
هذه الكلمات نرددها كثيرا، نحن العراقيون، و خاصة الساكنون في جنوب العراق و في وسطه. و تنسب هذه الكلمات إلى الامام علي بن أبي طالب، هذه الشخصية المحترمة من قبل الكثير و المقدسة من قبل المسلمين، و خاصة الشيعة منهم.
و ليكن من يكن قائل هذه الكلمات إلا انها قد أثبتت صحتها، و خاصة على أرض عراقنا الجريح، فرأينا صحتها في مواقف المجرمين البعثيين الذين نادوا:
* بالوحدة: فأثبتوا أنهم أكثر الاعداء لها و بفعلهم قد أجهضوا عليها.
* بالحرية: و هل رأينا بلدا يحكمه القتلة البعثيون و لم يمارس فيه أقسى أنواع التعذيب و كبت الحريات؟ إن الملايين من العراقيين قد خُنقت اصواتهم و فُقدوا في سجون البعث الرهيبة.
* بالاشتراكية: لقد رأينا الاشتراكية في حكم البعث تتحول إلى أملاك شخصية يملكها أفراد زمرة اللصوص البعثية الحاكمة. و ما "بيع !!" شركة الخطوط الجوية العراقية" إلى ساجدة الزوجة الأولى لصدام إلا مثلا بسيطا على ذلك.

**

أخطأ الشيوعيون، و كل من وافقهم على موقفهم بالتعاون مع البعث، عندما رأوا صدام حسين يتكلم بالاشتراكية و رأوه يدخن السيكار فظنوه كاسترو. لا بل أنهم سموه: كاسترو العرب. و هذا الخطأ الذي ارتكبوه قد قادهم إلى التهلكة: ما بين قتيل شهيد و مسجون و مهجر و لاجيء و فقيد. و لم يصب هذا الحظ السيء الشيوعيين فقط بل و أيضا رافقتهم فيه كل القوى التي كانت تطالب بالحرية و الديمقراطية و قوى دينية معارضة لها حساسية شديدة من الديمقراطية و الحريات العامة، و هي الآن تتربع على كرسي الحكم في العراق.
و أخطأ الشيوعيون و معهم آخرون عندما اندمجوا مع ألبعثي أياد علاوي في قائمته التي يقودها البعثيون. و اضطروا، بسبب استضراط البعثيين لهم، إلى ترك التحالف مع علاوي. لقد كان علاوي يتصور أن الديمقراطية هي يحكم هو. و عندما لم يستطع رجع يحارب الديمقراطية الوليدة و رجع مرة أخرى يمجد عفلق و البعث المجرم.
و اليوم، بشعور أو بغير شعور، يسير الشيوعيون مرة أخرى مع البعثيين، و ينادون للخروج في مظاهرات في العراق في يوم 25/شباط/2011 .
لقد أصبح شهر شباط يبعث في قلبي القرف. ففيه يعلو مواء الهررة. و فيه كان إجرام البعثيين ضد الشعب العراقي.

**

إذا طال مكوث الماء، دون حركة، بان خبثه و طغت عليه جيفته. و هكذا هم الحكام العرب. و من حسن الحظ أن الشعبين التونسي و المصري استطاعا أن يُعجلا في سقوط كل من بن علي و حسني مبارك. و اليوم نرى قرب سقوط معمر القذافي و نظامه الدموي. و ننتظر أيضا سقوط طاغية صنعاء و آخرين.
إننا اليوم نرى هذه الشعوب تنهض من نومها لتعلن أنها لا تريد حكامها الطغاة. و لكننا قد رأينا الكثير من أفراد هذه الشعوب و هم تصفقون و يدافعون عن طاغية العراق المجرم صدام حسين. فهل أن هذه الشعوب، الآن، ستحس بالمآسي التي مر بها العراقيون أيام حبيب أعراب النفاق، و شهيدها الأوحد، صدام؟
إن صحوة هذه الشعوب من نومها، و نهوضها، شيء يبشر بالخير و لربما سيفتح هذا الخير الطريق أمام مجيء حكام ينظرون إلى مصلحة شعوبهم قبل أن ينظروا إلى تعبئة جيوبهم.
إن نهوض الشعب التونسي ضد طاغيته قد أصبح شبه عدوى انتشرت إلى دول يحكمها طغاة، في دول عربية و في إيران. و لربما ستصل هذه العدوى إلى بعث سوريا و آل سعود. و لكن هذا النهوض يريد البعثيون توظيفه لصالحهم في العراق مستغلين الظروف السيئة التي يمر بها و التي هم أحد أسبابها المباشرة. و لا يخفي على أحد الدعم الذي يقدمه آل سعود و بعث سوريا للبعثيين و للقاعدة ليقوموا بقتل العراقيين بتفجيرهم في كل مكان.

**

إن لكل إنسان الحق بالتظاهر و التعبير عن رأيه، و في مطلق الحرية، و بكل الوسائل السلمية المتيحة له و يجب المطالبة بالقضاء على الفساد و الرشوة و التخريب الاسلاموي في العراق. و كيف لا؟ و إن الحرية هي أحد أسباب إرساء الديمقراطية. إن الديمقراطية في العراق وليد جديد لا يزال في "حظينته".
و لكن ... و أكرر و لكن. يجب أن لا يتيح للبعثيين و أشباههم التسلق على ظهرالمتظاهرين. و باسم الحرية و الديمقراطية سيقصمون ظهور المتظاهرين، و قد أكدوا طوال حياتهم في الحكم أنهم كانوا كذلك، و استمروا كذلك و هم يعملون في السر بعد أن رفعوا سراويلهم مستسلمين أمام جيوش الاحتلال الاجنبي. هذه الجيوش التي حررت الكويت من الغزو العفلقي الصدامي مرة، و حررت العراق أيضا من دنس البعث مرة أخرى .

**

و بعد الاحتلال و التحرير من حكم عفالق البعث، لا يمكن أن ينكر أحدا، إلا المستفيدين من أصحاب العمائم، و يغمض العين عن الحالة السيئة التي يمر بها الشعب العراقي.
و لكن أيمكن للمخلصين من أبناء العراق الاصطفاف إلى جنب كل من:
* البعثيين و القاعديين من أمثال أياد علاوي و الضاري و المطلق و من لف لفهم من أشباه هؤلاء؟
* المجرم قدي الصدر و حرامي مصرف الزوية؟
* المنادين باسقاط الديمقراطية و إحلال الديكتاتورية مكانها؟
* و الحبل على الجرار.....

**

و أخيرا .....
إن الوقوف مع البعثيين أي كان السبب ليس هو بغباء، و قد أثبت التاريخ ذلك، بل هو الإجرام بحق الشعب العراقي.
اخرجوا ياشرفاء و تظاهروا لوحدكم و ابعدوا البعثيين و القاعديين و المجرمين الاسلامويين عنكم.

فهل يمكنكم ذلك؟
إن التظاهر لوحدكم سيعطيكم الشرف. أما التظاهر مع القتلة سيجلب لكم العار.

و هل يمكنكم التظاهر في غير هذا الشهر النجس ...شهر شباط؟؟
تظاهروا في شهر آذار مثلا. و أحيوا انتفاضة آذار.
لتكن مظاهراتكم مظاهرات شرف!! أيها الشرفاء.

محيي هادي - أسبانيا








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - الشارع يثور ولا ينتظر المزاجات
علي احمد الرصافي ( 2011 / 2 / 24 - 18:34 )
الشارع العراقي يغلفى ويثور ضد الفساد والارهاب والطائفية هذا الثالوث هو الذي دفع بالشباب اعلان اعتصامة والقوى التي تتاءخر عن الانتفاضة السلمية سترفضها الجماهير


2 - الاخ محي هادي
سرحان الركابي ( 2011 / 2 / 24 - 18:52 )
تحية لك عزيزي الكاتب
وارجو ان اغتنم الفرصة واوجه رسالة الى الاخوة الشيوعيين
لقد وصلني عدة بينات من ممن يسمون انفسهم بتحالف الفيس بوك
وعلينا ان نعرف هويتهم واهدافهم من خلال ما تضمنته بياناتهم
فقد شتموا كل الاحزاب والتيارات والحركات والمراجع الدينية
وشتموا الزعيم عبد الكريم قاسم ووصفوة بالشعوبي
لكنهم لم يشتموا العهود الشوفينية التي يطمحون الى اعادتها
ومن اراد التاكد فاليطلع على البيان رقم واحد
تحياتي لك


3 - تظاهر و ثور و لكن
مهدي هادي ( 2011 / 2 / 24 - 19:05 )
إلى أحمد الرصافي
تظاهر و ثور و لكن احفظ ظهرك كي لا يكسره البعثيون. إن لم تكن بعثي بالطبع
تحياتي


4 - مقالة الأخ محي هادي
حسين ابراهيم السماك ( 2011 / 2 / 24 - 22:26 )
ماجاء بالمقاله جد صحيح ومطابق لما رأيناه من البعث القذر ومن القبور صدام حسين ، انا اردت ان أكون أول المشاركين لهذه المظاهره وعمري 70 سنه لكن شممت منها رائحه قذره عفنه يشارك فيها البعثيون ليقصموا أجساد المتظاهرين من خلال المتفجرات والأحزمه الناسفه وبالمناسبه سيطرت قوات بغداد على دار بالبتاويين يحوي مفرقعات كثيره لأستعمالها في يوم 25 الحالي ، فلا تأمنوا البعثيه مادام صدام كان قادهم وهو بالتأكيد كان مأبوناً في المنطقه التي يسكنها بالكرخ وأنا من سكانها ودرست بثانويتها وأعرف تاريخ صدام كثيرً ولديّ من المعلومات يقشعر منه الجبين مع هذا فهو يعتبروه قائد الضروره الى الآن فتباً لهم


5 - القمع والسرقة
حسن رحيم ( 2011 / 2 / 25 - 02:31 )
الحكومة الحالية هي حكومة بعثية من صالح المطلك وكيل سجودة ونائب الدعوجي المالكي الى العاني وراسم والبطيخ والكربولي ولالف من قادة الاجهزة الامنية والمخابراتية والعسكرية واعضاء مجالس المحافظات الي كانون بعثية واليوم دعوجية كالبعثي الطلفاحي كامل الزيدي .ان صالح المطلك والمالكي وعلاوي متوحدين بالمواقف ضد التظاهر الذي يكسر الطائفية ويفضح فسادهم فلم يصرح المطلك وعلاوي باي شي ذلك لانهم يعرفون ان مثل هذه التظاهرات تسحب البساط من تحت اقدامهم الطائفية التي تشدقوا بها ليغنموا ماغنموا.لا لتحالف الدعوجية - بعثجية الى الامام في كشف الفساد.ثم حضرت الكاتب مالفرق بين البعث والدعوجية كلاهما قمعي ولص


6 - المحترم محيي هادي
عبد الرضا حمد جاسم ( 2011 / 2 / 25 - 04:41 )
تحيه وتقدير
كما تعلموا عبارة(دولة رئيس الوزار)من الأعلام واصبحت لازمه عند الكبار والصغار وهي عباره قد لاتهم او تؤثر
تعلموا المنادات للتحرك واختاروا الوقت الخطاء وشحنوا ووصفوا وتغنوا وهم يوزعون بيان يشير الى الأهتداء ب(عروس الثورات)دون ان يقراوا ما ورد فيه
لو سألت الكبار لماذا يوم25شباط وما دلالاته.يتلكأون ولماذا هذه المطاليب العالية السقوف وهذه الشعارات الرنانه والثوره المصريه اختصرت كل شيء بكلمتين اتفقوا عليهاوه اسقاط النظام
اتمنى ان يكون جرد حاد وصريح لكل الكتابات التي سبقت 25شباط وان يراجع كل من كتب ما كتب ومنهم انا
وما سيحدث انه كل مجموعه ستقف في جانب وتتناحر مع اخرى بسبب ما يرفعون من شعارات وكما وردني ستكون في هولندا وقفتين في مكانين مختلفين احداهما تتبراء من الأخرى
اتمنى ان أكون انا المخطيء..وان تمر الفعاليه بهدوء وتحقق أهدافها وهي نفس الأهداف التي ترفعها الحكومه وكل الأحزاب التي في الحكومه او التي خارجها
تقبل التحيه


7 - لافض فوك يا اصيل
ابوموده خضر العراقي ( 2011 / 2 / 25 - 11:59 )
العزيز كاتب هذا الموضوع الجميل
الاستاذ هادي
تحيه طيبه
حقا يا اخي اننا نخاف ممن سلموا انفسهم الى دفة الشيطان اهل شباط البغيض
عموما ما نريد اليوم
نريد من التظاهرات ان يكون هدفها تصحيح مسار التجربه الجديده التي نعيشها بعد زوال اهل شباط الاسود وزبانيته الانجاس
نربد تقويم من انتخبناهم وتصحيح اخطائهم وتذكيرهم بالوعود التي قطعوها على انفسهم قبل الانتخابات لا نريد اسقاط هذه التجربه التي كنست البعث والقومجيه ومن بعدهم الطائفيون والفاسدين
علينا ان نحافظ على الثوابت الوطنيه ولنبتعد عن الخطابات الدينيه والمذهبيه البغيضه
لكل ولكل محب للعراق وتونس ومصر وشعب ليبيا حبي ومودتي

اخر الافلام

.. أوضاع مقلقة لتونس في حرية الصحافة


.. احتجاجات مؤيدة للفلسطينيين: ماذا حدث في جامعة كاليفورنيا الأ




.. احتجاجات طلابية مؤيدة للفلسطينيين: هل ألقت كلمة بايدن الزيت


.. بانتظار رد حماس.. استمرار ضغوط عائلات الرهائن على حكومة الحر




.. الإكوادور: غواياكيل مرتع المافيا • فرانس 24 / FRANCE 24