الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


تواطؤ أميركي وخذلان عربي رسمي للشعب الليبي

عليان عليان

2011 / 2 / 24
مواضيع وابحاث سياسية


يتعرض الشعب الليبي البطل، منذ أن اعلن ثورته في السابع عشر من شهر فبراير شباط الجاري على نظام الطاغية- نيرون ليبيا- معمر القذافي ، إلى أبشع هجوم دموي، يمارسه نظام ضد شعبه الاعزل، استخدم فيها ولا يزال يستخدم كل ما في جعبته من سلاح" قصف بالطيران، الآر.بي.جي، وسلاح ال.م.ط المضاد للطيران .
نيرون ليبيا يرتكب جريمة العصر، ضد شعبه في غياب التغطية الإعلامية ، في ظل منع وسائل الإعلام العربية والدولية، من التواجد على أرض ليبيا،وإغلاق شبكة الانترنت ومنع منظمات حقوق الانسان الدولية، التي بإمكانها كشف وتوثيق جرائم الإبادة الجماعية.
واللافت للنظر، صمت النظام العربي الرسمي، على المذابح التي يرتكبها القذافي، وادواته من كتائب أمنه،وميليشياته وحرسه الجمهوري، وقطعان المرتزقة من بعض الدول الأفريقية والآسيوية، ناهيك عن معلومات شبه مؤكدة، عن ارسال ايطاليا برلسكوني، قوات خاصة لليبيا للمشاركة في قمع الثورة، تحت مبرر الحفاظ على المصالح الاستراتيجية المشتركة.
هذا الصمت العربي الرسمي، وعدم التدخل لإنقاذ الشعب العربي الليبي، من حمامات الدم المستمرة، وصمت عمرو موسى الامين العام للجامعة العربية الذي طلع علينا بتصريح علاقات عامة يدعو فيه الى وقف العنف.. هذا الصمت المريب يرقى لمستوى المشاركة في المذبحة.
وتقتضي الدقة الى ان ننوه بموقف الخارجية القطرية الذي دان قمع النظام الليبي لشعبه،واستخدامه الطيران الحربي في قصف الشعب، ودعوتها مجلس وزراء الخارجية العرب للإنعقاد لبحث تطورات الأوضاع في ليبيا.
لكن ما يجب الإشارة إليه أيضاً،ان صمت كل من الحكومة التونسية -التي جاءت في أعقاب الثورة التونسية- على المذبحة الليبية، وكذلك صمت المجلس الأعلى للقوات المسلحة المصرية الذي يزعم، أنه مؤتمن على ثورة 25 يناير المصرية في المرحلة الإنتقالية، يشي بانهما غير مؤتمنين على أهداف ثورتي بلديهما.
ولا يمكننا تفسير صمت، معظم مفاصل النظام العربي الرسمي سوى أنها، باتت ترتعد خوفا،ً من نهر الثورة الجارف خاصةً بعد ان رأت بأم عينيها، ان كل ثورة في دولة عربية تلد أخرى فثورة تونس، خلقت قوة الحافز لثورة 25 يناير المصرية وثورة مصر، شكلت رافعة للثورة، في كل من اليمن والبحرين،وليبيا والحبل على الجرار.
والمفارقة الغريب والعجيبة والفاضحة، تكمن في موقف الدول الغربية، وعلى راسها الادارة الامريكية، التي وقفت على قدميها طوال أيام الثورة المصرية، فرأيناها تعقد مؤتمراً صحفياً تلو الآخر، تتابع التطورات، وتحدد المواقف، وتطالب بعدم قمع المتظاهرين، وبالانتقال السلمي للسلطة، وفي مخططها نقل السلطة، في اطار نظام كامب ديفيد نفسه، للحفاظ على مصالحها، وعلى امن العدو الصهيوني.
لكن هذا الغرب الراسمالي المنافق، سكت على الابادة الجماعية التي ينفذها نظام العقيد القذافي بحق شعبه، خمسة أيام كاملة بلياليها، واضطر في اليوم السادس،للخروج عن صمته تحت وطأة الانتقادات، التي وجهت له، بحيث بات يطالب شكلاً المجرم بضبط النفس، ووقف عمليات العنف ضد الشعب الليبي، والسؤال الذي يطرح نفسه: لماذا هذا الصمت الغربي على هذه الابادة الجماعية؟
الجواب في التقدير الموضوعي يكمن في ما يلي:
أولاً: لان القذافي وقع صك استسلام نهائي، للإدارة الاميركية بعد احتلال العراق عام 2003، خشية منه على سقوط نظامه ووفقاً لهذا الصك، تراجع عن كافة مواقفه المعادية للادارة الاميركية، وسلم كافة تجهيزات برنامجه النووي، لاعضاء في الكونجرس الاميركي، وتخلى نهائيا عن دعمه لحركات المقاومة، علماً انه نفذ هذا التخلي منذ قضية لوكربي.
ثانياً: لان القذافي فتح ليبيا، امام الشركات الغربية متعددة الجنسيات، لنهب نفط ليبيا وثرواتها، وبالتالي يخشى الغرب من وجود نظام وطني بديل، يحافظ على ثروات البلاد، ومن ثم داس الغرب على دماء الشعب الليبي،مقابل استمراره في نهب ليبيا، وبات يتمسك بمعادلة" الصمت غلى إهدار دم الشعب الليبي، مقابل النفط".
ثالثاً: لان نظام القذافي، برح مواقعه وموافقه القديمة، وتحول تحت ضغط، الحفاظ على السلطة والثروة وحكم العائلة،الى احتياطي للإدارة الاميركية، وبقية دول الإتحاد الأوروبي للتآمر على حركة الشعوب العربية، في مواجهة الانظمة الرجعية والعميلة التابعة، والمرتهنة للامبريالية الامريكية، ولعل موقفه المؤيد لطاغية تونس، وطاغية مصر، لمؤشر على ذلك.
رابعاً: لانه ارتد عملياً عن نظريته العالمية المزعومة، وعن كتابه الأخضر، وعن طروحاته القومية السابقة، ولأنه ادار ظهره لكافة علاقاته وتحالفاته السابقة، مع القوى القومية والتقدمية العربية، ولانه تراجع عن طريق التحول الاشتراكي- الذي اساء له في التطبيق العملي، وجعله محل هزء وسخرية- ولانه تحول الى نظام السوق، بتأثير من إبنه سيف الإسلام القذافي.
خامساً: لانه انقلب على معظم رفاقه القدامى، الملتزمين بالنهج القومي، حيث اعدم البعض وطرد البعض الآخر، ولم يبق منهم سوى بضعة أشخاص، مكبلي العقل واللسان مثل: مصطفى الخروبي، وأبو بكر يونس، والخويلدي الحميدي...وبات حكمه عائلياً بامتياز، وباتت ثروات ليبيا الهائلة، حكراً على العائلة وحدها.
واخيراً فإن هذا الموقف المشين، للإدارة الاميركية ولبقية الدول الغربية، يكشف زيف ادعاءاتها حول حقوق الانسان، وحول حق تقرير المصير، ويؤكد ان هذه الدول لا تبالي بدماء الشعوب وحقوقها، وان كل ما يهمها هو فقط مصالحها، ولا نبالغ في القول إذا قلنا انها تشارك، في جريمة الابادة التي يرتكبها القذافي، بحق الشعب الليبي.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - سؤال
ليلى شفيق ( 2011 / 2 / 24 - 21:16 )
كيف يفسر عليان عليان أن تلفزيون الكونجرس الأميركي (الحرة) يخصص كل وقته لمساندة الثورة ضد القذافي خلافاً لكل التلفزيونات العربية ؟
المتطفلون على السياسة العرب يريدون أميركا تحررهم من الديكتاتوريات العربية وترجع إليهم فلسطين قبل أن يتوقفوا عن شتيمة الولايات المتحدة


2 - هذا الكلام بصراحة خالي من الدقة
علي احمد الرصافي ( 2011 / 2 / 25 - 04:59 )
هذا الكلام بصدق خالي من الدقة


3 - ماذا تفعل امريكا
وداد عبد الله ( 2011 / 2 / 25 - 06:56 )
وماذا تريد من أمريكا أن تفعل ؟ هل ترسل جيوشها لتحرير الشعب الليبي ثم تكتبون عن الشهيدالقذافي ، أمريكا التي حررت الشعب العراقي من طاغوت يشبه القذافي واقسى منه لا زلتم تصفون الشعب العراقي بالخائن ولازال صدام من وجهةنظركم شهيد ..


4 - اكثر من هذا
رشيد كاظم ( 2011 / 2 / 25 - 08:24 )
اكثر من هذا سوف يتهم الثوار الليبيون لو حصلوا على مساعدة بانهم عملاء الغرب
واكرر ما قالته الاخت وداد عبد الله
هم لا يرحمون ولا يتركون رحة الله تنزل
فلا هم قادرين على تحرير انفسهم , ولا يتركون امريكا تحررهم
ما يعرفونه فقط هم شتم امريكا واسرائيل
ومن ثم يطالبون امريكا بالتدخل لانقاذ الشعوب من طغاتها
هل هناك ازدواجية اكثر وضوحا من هذه الازدواجية


5 - الصحوة العربية
هيفاء خالد ( 2011 / 2 / 25 - 13:23 )
مقابل هذه الصحوة والهبة العربية لا تجد أنظمة القمع إلا مزيد من الغطرسة في محاولة يائسة للعودة بالتاريخ الى الوراء علها تبقى ايام أخر وتجمع ما تبقى من قوت الشعب وتحوله الى ارصدتها المليئة
بالمال المنهوب هذه الأنظمة التي دعمها الغرب وتواطء معها تارة تحت محاربة الشيوعية وتارة اخرى تحت محاربة الإرهاب ها هي يتخلى عنها اقرب المقربين أنظمة غادرت التاريخ والى الأبد الى الهاوية حيث مصيرها المحتوم
تخيل القذافي انه يملك التاريخ والقدر بعدما ملك الثروة والسلطة وإذ به منبوذ حتى من نفسه ذاتها
باع نفسه عبر صفقات مشبوهه ونسي ان احفاد عمر المختار من التقطوا نظارته التي سقطت لحظة استشهاده قد أصبحت منارة لهم لمستقبل ها هم يرسمون فجر يومه بدمهم


6 - ردت على استنتاجات خاطئة
عليان عليان ( 2011 / 2 / 25 - 18:21 )
بعدالتحية: التعليقات سالفة الذكر، باستثناء تعليق الاخت هيفا حيدر انطلقت من استنتناج وقراءة خاطئة للمقال، فالفكرة الرئيسية للمقال، تؤكد أن الادارة الاميركية ترددت وتأخرت في اتخاذ موقف بشأن ليبيا، خشية منها على سقوط نظام القذافي الذي ارتد عن مواقفه السابقة، بداية بعد قضية لوكربي وترسخت ردته بعد الاحتلال الأنجلو-اميركي للعراق عام 2003، حيث تحول الى اداة للاميركان، وفتح ليبيا أمام الشركات الاميركية والشركات متعددة الجنسيات، لترتع في نفط ليبيا ومعادنها.
واستغرب الاستناج بانني أدعو الاميركان لتحرير ليبيا وتحرير فلسطين، فالإمبريالية الأميركية هي عدو الشعوب رقم-1- مع التذكير أن القوات الأميركية احتلت العراق ودمرته ولم تحرره.
والثورات التي تعم البلدان العربية، هذه الأيام ضد أنظمة التبعية والرجعية، هي في التحليل النهائي ضد المصالح الاستعمارية الأميركية في المنطقة.


7 - إنتظر وسترى
سرسبيندار السندي ( 2011 / 2 / 26 - 20:14 )
تحياتي لك ياعزيزي الكاتب عليان ، فلا أحد يستطيع أن يحزر سلوك أمة التناقظات سنة كانو أم شيعة أم معدان ، فبالأمس حررت أمريكا العراق ، وأقسمت أن تجعله محطة للديمقراطية والحرية ، وأفضل من الخليج في تقدمه وحتى من لبنان ، لأن الشعب العراقي يعشق الحرية وهو أصل الحضارة والقيم من زمان ، ولكن الذي حدث هو حالما تسلم أهل التقية الحكم حتى إنقلبو عليهم وبإيعاز ممن في قم وفيالق الغدر وعملاء إيران ، فما كان من أمريكا إلا أن قلبت الطاولة على الجميع ليحترق كل من في العراق من حجر وشجر وإنسان ، وسترى كيف الكل سيستنجد بأمريكا لإنقاذ ما يمكن إنقاذه في ليبيا وأولهم أمة العربان !؟

، ومسك الكلام : الكثير يأكل ويعيش بفظلها ثم يقول الموت لأمريكا وليعش معمر ومبارك وبن علي وصدام ومن في السودان ، لذا أستحلفكم بألله هل رأيتم أكثر من أمة العرب تناقضا يا إخوان ، ويبقى شكري لكل إنسان يمتلك وجها لا وجهان !؟


8 - الى ماذا يصبوا العقيد
حازم عليان ( 2011 / 3 / 8 - 10:19 )
ان الصمت الغربي عن افعال العقيد اصبح مفهوما وجليا و محاولات البعض للانتقاد و الشجب ما هي الا لذر الرماد بالعيون لكن السؤال الان ماذا يريد القذافي من الغرب لا العكس فالمتابع لتصريحاته يشعر بأنه يستدرج الغرب لدخول ليبيا لمعاقبة الشعب الليبي على خروج عليه واغراق البلاد بالفوضى مرة بالتلويح بالقاعدة ومرة الههجرة و مرة بحركات التمرد

اخر الافلام

.. مصدر عسكري: إسرائيل تستعد لتوسيع العملية البرية جنوب لبنان


.. لماذا يحتكر حزبان فقط السلطة في أمريكا؟




.. غارة على الضاحية الجنوبية لبيروت والجيش الإسرائيلي يطلب إخلا


.. معلومات جديدة عن استهداف إسرائيل لهاشم صفي الدين




.. الحرب على لبنان | لقاء مع محمد على الحسيني