الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


همسة حب للحكومة

أيمن الدقر

2004 / 10 / 11
اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي


عانينا ما عانيناه خلال سنتين ونيف من عمر مجلتنا من الوصول إلى أغلب مكاتب السادة الوزراء والمدراء وأغلب المسؤلين، فمجلة (أبيض وأسود) كانت ومازالت تمارس دورها الذي رسمته محاولة رصد ما يجري على الساحة الداخلية والخارجية، سياسياً واقتصادياً واجتماعياً وثقافياً، لنقل الحقيقة إلى القارىء بهدف الوصول إلى تحقيق حالة أقرب إلى المثالية من خلال نقل واقع المواطن إلى المسؤول وبالعكس، مشاركة منها بواجب المساهمة في عملية التطوير والتحديث في سوريا، والمشكلة أن الحصول على المعلومة الخارجية أسهل بكثير من الحصول على المعلومة الداخلية، فوكالات الأنباء والمراسلون في الخارج يوصلون المعلومات المطلوبة إلى الصحافة قبل بعض المسؤولين أو مديري المكاتب الصحفية في مؤسساتنا ووزاراتنا.
ويعود السبب في أغلب الأحيان إلى أن بعض السادة المسؤولين لا يرغبون بطرح قضايا مؤسساتهم أو وزاراتهم إما تحسباً من صحفي لا يدرك أسباب الخلل، إن وجد، أو بسبب عدم الثقة بمقدرة الصحفي على تحليل واقع المؤسسة أو الوزارة، أو خوفاً من نقل معلومة عن خطأ ما وتسليط الضوء عليها، أو خوفاً من إساءة يرتكبها صحفي ما.
أما المكاتب الصحفية في المؤسسات والوزارات فأغلبها لا تمارس العمل الصحفي، إذ يكتفي مدير المكتب بجمع قصاصات الجرائد والمجلات لرئيسه، وإطلاعه عليها، وفي أحسن الأحوال تلخيصها وإطلاعه على الملخص، وهو لا يملك أي صلاحية للتصريح عن موضوع ما كونه غير مكلف من رئيسه بذلك!
ولذلك يجد صحفيونا أنفسهم في مكان لايرغب بوجودهم فيه، ولا أدل على ذلك سوى الطلبات المتكررة التي يقدمونها لبعض المسؤولين عن طريق المكاتب الصحفية التي يعدهم مدراؤها بتقديمها إلى المسؤول الذي غالباً ما يتجاهل أو يرفض الطلب.
إنها معاناة حقيقية للصحافة السورية التي تبحث عن المعلومة لتبني موضوعاتها وتحليلاتها لتساهم بشكل أو بآخر في عملية البناء التي هي واجب على كل مواطن مهما كان موقعه أو مركزه.
إن أي قرار تتخذه الحكومة أو المؤسسات التابعة لها سيكون أكثر شمولية وخدمة للوطن والمواطن، فيما لو طرح في البداية كمشروع قبل اتخاذه وذلك عبر الصحافة التي ستقوم بدورها بعد تلقي المعلومة بإجراء لقاءات واستطلاعات ميدانية حوله، مستطلعة آراء أكبر عدد ممكن من أصحاب الاختصاص وتقديم استبيانات من الشارع تنقل من خلالها نبضه ورأيه بهذا المشروع، وبالتالي تكون حصيلة الحكومة أو مؤسساتها من الآراء كبيرة تقدم لها خيارات أكثر تستطيع عرضها على مستشاريها الذين سيجدون بين أيديهم كماً من المعلومات سيكون بعضها مفيداً، تتحول إلى معطيات تساهم في تعميق الدراسة التي ستحيل المشروع إلى قانون أو قرار، وسيكون كل هذا بالمحصلة جزءاً من العملية الديمقراطية التي ينشدها الناس، وسيكون القرار أو القانون مراعياً مصلحة غالبية الشعب لأنه مبني على تفاعل المواطن مع حكومته من خلال مشاركته وتحقيق إرادته.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. تحدي الشجاعة داخل نفق مظلم.. مغامرة مثيرة مع خليفة المزروعي


.. الحوثي ينتقد تباطؤ مسار السلام.. والمجلس الرئاسي اليمني يتهم




.. مستوطنون إسرائيليون هاجموا قافلتي مساعدات أردنية في الطريق


.. خفايا الموقف الفرنسي من حرب غزة.. عضو مجلس الشيوخ الفرنسي تو




.. شبكات | ما تفاصيل طعن سائح تركي لشرطي إسرائيلي في القدس؟