الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


مصر أولى بذلك الدور نحو شقيقتها من حلف الأطلنطي

أحمد حسنين الحسنية

2011 / 2 / 25
مواضيع وابحاث سياسية


إقامة العدل فريضة على كل البشر ، لا تتقيد بقيد .
على سبيل المثال لا تتقيد إقامة العدالة بشرط الدين ، فلا يمنع تطبيق العدالة أن يكون الظالم مسلم ، و المظلوم مسيحي ، أو يهودي ، أو مجوسي ، أو هندوسي ، أو ملحد .
و لا تتقيد بالتأكيد بأي شرط من صنع البشر ، مثل السيادة الوطنية .
ما يحدث في ليبيا هذه الأيام هو مجزرة ، يرتكبها طاغية بحق شعبه ، و يجب إيقافه عند حده ، و في أسرع وقت ممكن ، لأن في التدخل السريع إنقاذ لحياة البشر ، و إنقاذ حياة و لو إنسان واحد ، لا تقدر بأي ثمن مادي .
مصر الرسمية ، لا يصح أن تقف هكذا مكتوفة اليدين ، تكتفي بفتح الحدود ، و السماح بإرسال المساعدات الإنسانية ، فقط ، تاركة مذبحة تجري على حدودها الغربية ، بيد طاغية ، ضد شعب شقيق ، له إمتدادات داخل مصر ، منذ فجر التاريخ المصري ، و إلى الوقت الحاضر ، و تشكل تلك الإمتدادات جزء أصيل من الشعب المصري .
في الموقف المصري الرسمي الحالي بشأن ليبيا ، لا أرى أن هناك فارق بين ما قبل الحادي عشر من فبراير 2011 ، و ما بعد ذلك التاريخ .
نفس الموقف الرسمي الحالي ، هو ذاته الذي كان سيتخذه مبارك لو كانت الثورة الليبية سابقة على الثورة المصرية ، و في هذا دليل أخر على أن النظام الذي أسسه حسني مبارك لازال يحكم مصر ، و أن الممسكين بالملفات الخارجية حاليا ، هم أنفسهم الذين أمسكوا بتلك الملفات قبل الحادي عشر من فبراير 2011 .
نفس المواقف المخزية التي تعودنها من نظام حسني مبارك ، لازالت تمارس .
و نفس السياسات الرسمية القديمة لازالت تطبق ، و منها إنتظار التحرك الغربي أولاً .
لو كانت الثورة المصرية إكتملت بالفعل ، لما إنتظرنا الأنظمة الغربية لتأخذ الخطوة الأولى ، لأننا نعرف جيداً الأنظمة الغربية ، و سياساتها في مثل هذه المواقف .
إنها في مثل هذه المواقف تتلكأ في إتخاذ المواقف الجادة ، تاركة فسحة من الوقت لأصدقائها ، من الطغاة السفاحين ، ليكملوا مهماتهم ، فإن لم ينجحوا في إكمال جرائمهم الدموية بسرعة ، و بدون ضجة ، فإنها قد تتدخل .
الحديث الدائر حالياً بين القوى الغربية ، و كما أعلنت وسائل الإعلام العالمية ، هو إقامة منطقة حظر جوي ، لمنع المزيد من الغارات الجوية التي يشنها نظام القذافي ضد الشعب الليبي الشقيق ، فهل لا تستطيع مصر القيام بذلك ، دون إنتظار قرار أممي ، و دون ضوء أخضر من الخارج ؟؟؟
ألا يمكن تحريك منصات للرادارات ، و وحدات للدفاع الجوي ، التي تتعامل مع كافة أنواع الطيران ، المنخفض ، و المرتفع ، النفاث ، و المروحي ، مصحوبة بوحدات برية لحمايتها ، و كل ذلك من الجيش المصري ، إلى داخل الأراضي الليبية المحررة من قبضة الطاغية ؟؟؟
ألا يمكن تحريك الطيران المصري إلى القواعد العسكرية الغربية في مصر ، و ربما إلى داخل المطارات الليبية في المناطق المحررة ، للقيام بدوريات فوق الأراضي الليبية ، و التعامل مع الطائرات التابعة لنظام القذافي الدموي ؟؟؟
ألا يمكن أن يقوم الطيران المصري ، المشهود له بالكفاءة ، بشن غارات على كافة المطارات التابعة لنظام القذافي ، حتى في العمق الليبي ، لشل جهاز طيرانه ؟؟؟
ألا يمكنا تزويد الشعب الليبي الثائر ، و بخاصة إلى وحدات الجيش الليبي المنضمة للشعب ، بما تحتاجه من سلاح ، و ذخائر ، لمقاومة أي محاولة لنظام القذافي لإعادة قبضته على المناطق المحررة ؟؟؟
ألا يمكن مصر القيام بكل ما سبق ، بعد إستئذان قيادات الثورة الليبية ، و قيادات الجيش الليبي التي إنضمت للثورة الشعبية الليبية ، و مشايخ القبائل ، مع التعهد للشعب الليبي بسحب كافة القوات المصرية من ليبيا فور إستتباب الأمن ، أو بمجرد طلبهم ذلك ؟؟؟
بالتأكيد بإمكان مصر القيام بكل ذلك ، و أكثر ، لو سمح لها الشعب الليبي الحر بذلك ، و لكن المشكلة هي في النظام الذي لم يسقط بعد .
مصر الديمقراطية بإمكانها المساعدة في حقن الدماء الليبية ، و لكن مصر الرسمية الحالية ليس من مصلحتها سقوط القذافي ، و لا أشك في إنها تتمنى عودة بن علي لحكم تونس .
لكي نساعد الأخرين ، بفاعلية ، في معاركهم من أجل الحرية ، يجب أن نحرر مصرنا أولاً .
يا شعب ليبيا ، لو كنا أحرار تماما ، لما سمحنا لذلك السفاح بأن يتمادى في جرائمه .

25-02-2011








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. شبكة “إن بي سي”: إدارة بايدن ناقشت إمكانية التفاوض على صفقة


.. 5 مرشحين محافظين وإصلاحي واحد يتنافسون في انتخابات الرئاسة ا




.. نتائج انتخابات البرلمان الأوروبي توحي بصعود اليمين في معظم ا


.. اليمين الشعبوي يتقدم في الانتخابات الأوروبية




.. كتائب القسام تستهدف قوات إسرائيلية شرق مدينة خان يونس جنوب ق