الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


قمع واساليب دكتاتورية لحكومة تدعي الديمقراطية

مالوم ابو رغيف

2011 / 2 / 25
اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق



سقطت ورقة التوت عن عورة الحكومة وعن أحزابها الحاكمة وكشفت إجراءاتها التعسفية عن جوهرها ونزعتها ألظلامية الدكتاتورية.
ومثل ما ثبت بطلان وعودها وكذب شعاراتها، ثبت أيضا باليقين بأن تشدقها بالديمقراطية ما هو إلا برقع يخفي وجه قادتها القبيح.
لا يكفي التشدق والادعاء بالديمقراطية، على السياسي إن يثبت انه ديمقراطي، وها نحن نرى اليوم كيف سقطت الحكومة بالامتحان وتلطخت أياديها بالدم البريء.
فإذا كان الدستور قد كفل للناس حق التظاهر والاحتجاج، فان سلطة الحيتان الفرهودية قد أجهضت هذا الحق بأحذيتها، فبالإضافة إلى التشويه والاتهامات الباطلة، ومنع التجوال ونصب حيطان الكونكريت في مداخل وخوارج الشوارع، وقطع الجسور وتحليق الطائرات ورشها المتظاهرين بالغبار والأتربة، استخدمت اقسي أنواع العنف واتبعت مثال الشرطة المصرية والشرطة التونسية ومليشيات ألقذافي و جنود حمد آل خليفة وأنصار علي عبد الله صالح بالتعامل مع المتظاهرين. لقد تعاملوا مع المتظاهرين وكأنهم إرهابيين وقتله، بل أسوء من ذلك، فالخوف كان يمنع العسكر من الهجوم على ألارهابيين بينما نراهم اليوم يندفعون بكامل وحشيتهم وهمجيتهم على المتظاهرين العزل إلا من لافتات المطالب بالعدالة الاجتماعية.
لقد كان على نوري المالكي تحذير المتظاهرين من همجية جنوده ومن وحشية أجهزة القمع ألصدامية، التي استعان بخبراتها من جديد، وليس من المندسين الموهومين.
تمكنت الحكومة تحويل ساحة التحرير، من مكان مدني إلى معسكر للجنود، فطردت المتظاهرين وشعاراتهم الوطنية وحلت محلها الخوذ والعصي والهراوات والأسلحة الاوتوماتيكة وسيارات الهمر العسكرية وصيحات الأمن الهستيرية، وهو ما لم يجرأ عليه الجيش المصري الذي اعتبر ميدان التحرير مكانا مقدسا مادام يعج بناس يغنون للوطن.
أما الإعلام الرسمي كالفضائية العراقية، فقد قلد تقليدا نصيا إعلام السلطة المصري وإعلام السفاح الليبي معمر ألقذافي، فمثل السلطة بكل عنجهيتها، واستضاف أزلامها، وعبر عن وجهة نظرهم، واصطف بكل زيفه مع أكاذيب ودجل اللصوص وترك الشعب والمتظاهرين ينزفون دماء واصواتا ولا من مسعف ولا من مستمع ولا من مجيب.
إني أتساءل، إلا يستحي الإعلاميون الذين اختاروا ان يصطفوا مع الحكومة بكل صلفها ويكونوا لسانها النطاق بالكذب ويتخلون عن شعبهم المظلوم، إن يكونوا صوتا لحرامية المال العام ويتركون الفقراء والمحتاجين؟
لماذا ينتقد المقبور صدام من ينهج نهجه، اكان في حقل الإعلام أو في التعامل مع الناس او في السياسة؟
لماذا لم يحتج الإعلاميون على الحكومة عندما منعت التصوير والنقل المباشر وحين اعتدت على الصحفيين واعتقالتهم وكسرت كاميراتهم ؟
في مصر استقال العديد من الإعلاميين احتجاجا على موقف الإعلام المصري الرسمي وتعامله الخاطئ مع الثورة المصرية، فلماذا لم نشهد أي موقف احتجاجي من موظفي الإعلام الرسمي العراقي.؟
الحكومة العراقية وإعلامها الرسمي انتقدا بكل شدة تصرف السلطات التونسية والمصرية والبحرينية واليمينية لقمع المتظاهرين، وإذا بها ورجالها يتبعون نفس الوسائل والأساليب الوحشية بالتعامل مع العراقيين ويزيدون عليها.
لم يخطأ الشاعر إذ قال
لا تنه عن خلق وتأتي مثله....عار عليك اذا فعلت عظيم








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - العراقي يكسر حاجز الخوف رغم التضحيات الجسام
علي احمد الرصافي ( 2011 / 2 / 25 - 17:04 )
العراقي يكسر حاجز الخوف رغم كل التضحيات والبطش الهمجي من قبل بلطجية النظام الطائفي القبيح
العار لكل اعلام النظام الماءجور والنتن
ان ماتعرض لة شباب العراق الاعزل يعد جريمة ضد الانسانية
ندين هذا الفعل الجبان ونطالب بمحاسبة المسوءلين وتقديمهم الى العدالة وعلى راءسهم نوري المالكي
المجد لشهداء الانتفاضة


2 - طارت الفياله وبده ضرب الشيلمان
سامي عزيز ( 2011 / 2 / 25 - 20:48 )
العراق راح يصير براسه خير بس من تجوزون من هذا الكذب والتهويل


3 - السيد علي الرصافي
مالوم ابو رغيف ( 2011 / 2 / 25 - 21:59 )
لم تكن انتفاضة، كانت مظاهرة سلمية، عمت جميع انحاء العراق، احتجاج على الفساد
وعلى راعين الفساد، على المستخفين بالناس وعلى المستهزئين بعقولهم..
لم تكن انتفاضة، فلازال البسمة على اوجه الفرسان،وعندما ينتفض العراق، سوف لن يحمل ابناءه الورود ولن يحملوا الافتات بل يحمل كفنه على كتفه ويتحدى الموت نفسه...
اتمنى ان يفهم هذا النفر المستهزء بمشاعر الناس الرسالة ويعلم ان
الشعوب لما تريد... تهوي على النار والحديد
كما تقول الاغنية


4 - السيد سامي عزيز
مالوم ابو رغيف ( 2011 / 2 / 25 - 22:10 )
ليس من تهويل وليس من تطير
لقد رأينا فساد المسؤلين
ورأينا ردة الفعل على هذا الفساد
مع ان ردة الفعل لم تكن بحجم الفساد..
الفساد في العراق يزحزح حتى عرش الاله، فما بالك بمشاعر الناس
اليوم قال حيدر العبادي في قناة الفيحاء بان راتبه يبلغ
11,500 مليون دينار صافي ما عدا مخصصات ثلاثين جندي يستلم الواحد منهم
750 الف دينار عراقي..
ولك ان تحسب هذا المبلغ مضروبا بــ 325 هم عدد النواب..
ناهيك عن رواتب المالكي والطلباني والنجيفي وحماياتهم ومنافعهم الاجتماعية..
وهنا لا نذكر المشاريع الوهمية ولا الاموال المختلسة البالغة 40 مليار دولار ولا النفط المهرب..
وفوق كل هذا يعتدي هؤلاء الفساد هم وحماياتهم مثلما كان كبار البعثيين يعتدون على الشعب العراقي..
فاي فيلة واي شيلمان طيرناه..
انها الحقيقة يا صديقي وانت مني اعرف فلا يأخذك الهوي الطائفي ليعمي بصرك وبصيرتك


5 - عاشت ايدك
ميثم سلمان ( 2011 / 2 / 26 - 01:59 )
تحية ومحبة لك أيها الشاعر
ــــــوقال العبادي أيضا انه يعترف بوجود فساد اداري وضرورة القضاء عليه، وقبله قال هذه الكليشة المالكي وآخرين من الوزراء والساسة. اذا كانوا كلهم يشخصون الفساد ويطالبون بالقضاء عليه، فمن يا ترى يقوم به؟
يكفي ضحكا على ذقوننا يا ساسة!ـ


6 - هل فهموا الرسالة ؟
علي الجواري ( 2011 / 2 / 26 - 07:01 )
تحياتي للأستاذ مالوم أبو رغيف .
لكن يا سيدي هناك تساؤل يطرح نفسه أو عدة تساؤلات :
هل اتعض حكامنا من الأحوال التي وصلت إليها الأنظمة القمعية الإستبدادية في تونس ومصر وليبيا واليمن ؟
هل استفاقوا من نومهم وحاسبوا أنفسهم وتعرفوا مكامن أخطائهم وأعادوا حساباتهم ؟
هل اعترفوا بأخطائهم وخجلوا من سرقاتهم وندموا على ما بدى منهم من تقصير
وإهمال بحق بلدهم وشعبهم ؟
هل قرروا أن يبدؤوا من جديد مستفيدين من الدروس التي تتلى على مسامعهم بكرة وعشياً ؟
هل سيفتحون صفحة جديدة من العمل ويشمروا عن سواعدهم ويضعوا أيديهم من جديد بأيدي شعبهم لخدمة الشعب وبناء البلد ؟
وأخيراً هل استوعبوا الدرس وفهموه قبل فوات الأوان أم لا ؟


7 - الاخ ميثم سلمان
مالوم ابو رغيف ( 2011 / 2 / 26 - 21:33 )
اثناء الثورة المصرية وبعد ان اصبح من المؤكد انتصارها سارع المعارضون لها
الاعلاميون والسياسيون وحتى الشرطة بالهتاف تحيا الثورة.. تبنوا اهدافها ومطالبها
وكانهم هم من قام بها، وهم من دعى اليها وهم من رسم اهدافها
ما تراه في العراق لا يختلف كثيرا عن ما حدث في مصر، فتجد السياسي الفاسد يتحدث ضد الفساد ويطالب بضرورة اتخاذ الاجراءات المناسبة للقضاء عليه.. بل يدعوا الى التظاهر السلمي ويعلن نفسه مناصرا وداعما للتظاهر.. انه النفاق يا صيدقي
وهو نفس نفاق السيد المالكي الذي دعى الى عدم التظاهر ثم وبعد انتهاء التظاهرات وقمعها بصورة همجية سارع وامتدح المتظاهرين بقوله انهم قد فوتوا الفرصة على البعثيين لحرف المظاهرة عن اهدافها
وهل كان للمظاهرة هدف اخر غير القضاء على الفساد ومحاسبة الفاسدين واحالتهم الى المحاكم
هل كان لها هدف اخر غير كشف المزورين الذين يحتلون مناصبا هم ليس اكفاء لهم

وان اصطف البعثيين مع المتظاهرين، فهذا لا يعني االوطنين اصطفوا مع البعثيين.
لقد كان الصوت العالي للصوت الوطني للمتظاهرين
اما النهج البعثي فقد كان هو الغالب على تصرفات قادة الحكومة والويتها العسكرية...


8 - الاخ علي الجواري
مالوم ابو رغيف ( 2011 / 2 / 26 - 21:46 )
لا يمكن ان يتعظوا او يعوا او يغيروا من نهجهم هكذا طواعية
لا بد من الضغط المتواصل عليهم وانتقاد سياستهم بكل الطرق المشروعة
والمتاحة. ولا اعتقد انهم يفهون الدرس حتى لو ادعوا الفهم.. وحتى عندما رحلوا بقى الشك مثل اليقين عند الناس بان الراحلين لم يفهموا الدرس بعد.
النضال كان سنة الحياة، نظال لا يعرف هوادة بين عشاق الحرية الذين يعشقونها كعشقهم للحبيبة الذين يبغضون الظلم مثلما يبغضون المرض ولا يطيقون عليه صبرا. وبين الظلاميين والمتغطرسين ولمتعجرفين، لقد ضحى الملايين بانفسهم وبكل ما يملكونه من اجل الحياة الحرة الكريمة للناس..
انه زمن التغيير، لقد فهمت الناس اخيرا الدرس واستوعبته، بان السكوت يعني الموافقة على الاستعباد لذلك لا بد من الصراخ بكل قوة
لا لفساد ولا للتزوير ولا للكذب والدجل


9 - الحاله العراقيه
كامل حرب ( 2011 / 2 / 26 - 22:56 )
الاستاذ مالوم ابو رغيف ,فى الواقع يا عزيزى ان الحاله العراقيه هى حاله ليس لها مثيل فى اى دوله عربيه ,المشكله هى فى التركيبه السيكولوجيه لااطياف الشعب وتشرنق جزء كبير منهم على انفسهم والانقسامات الايدولوجيه والهوس الدينى والذى يؤدى الى حمامات الدم والنتيجه المذيد من الانقسامات والخصومات والعنف ,فى الحقيقه لاادرى كيف للشعب العراقى الخروج من هذه الدوامه والتى تتسع رقعتها يوم بعد يوم ,هل يدرك الشعب العراقى انه الخاسر الوحيد فى هذه المعادله الصعبه


10 - الاسناذ كامل حرب
مالوم ابو رغيف ( 2011 / 2 / 27 - 15:22 )
مثل ما تفضلت، انها حالة من ارهاصات الدين والطائفة والقومية والايدلوجية،
لكت هذه الحالة ستزول بزوال المسببات، المسببات معظمها مسببات سياسية، فالطائفية هي عمل سياسي وليس عمل شعبي.
اعتقد ان المظاهرات التي عمت العراق من اقصاه الى اقصاه قد بينت ابأن العراق موحد على الاقل في مطالبه وفي رأيه من الذين يحكموه..
لا اعتقد ان الشعب يمر بمأزق، ان المأزق هو مأزق الحكومة والبرلمان، وهي التي اختارت ضعها الحالي التي لا تحسد عليه.. لا احد يصدق بها ولا احد الا وينتقدها ويتهمها بالفساد
ومن المناسب هنا ان نذكر ان حزب البعث وبعض الابواق الاعلامية العربية على وجه الخصوص هم من بعثوا الحياة في المشروع الطائفي الميت واعتبروا ان الشيعة والكورد قد خانوا وطنهم واصبحوا عملاء للامريكان وللايرانين، ان هذا التشويه السخيف افرح الاحزاب الاسلامية الشيعية والاسلامية السنية، فقد استخدمته بمشاريعها الانتخابية وضمنت الفوز بالاغلبية.
كان انتخاب هذه الاحزاب ردة فعل من الناس على التشويه.. ولعل من فوائد المظاهرات الاخيرة انها بينت بان الشعب العراقي لم يعد يكترث بالطائفية ولا بالتشويه فقد وحدته الحاجة لخدمات والعيش بكرامة

اخر الافلام

.. السودان الآن مع صلاح شرارة:


.. السودان الآن مع صلاح شرارة: جهود أفريقية لجمع البرهان وحميدت




.. اليمن.. عارضة أزياء في السجن بسبب الحجاب! • فرانس 24


.. سيناريوهات للحرب العالمية الثالثة فات الأوان على وقفها.. فأي




.. ارتفاع عدد ضحايا استهدف منزل في بيت لاهيا إلى 15 قتيلا| #الظ