الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


رسائل -ناعمة- للنصب على المبحرين في الشبكة العنكبوتية

صالح اهضير

2011 / 2 / 25
الصحافة والاعلام


رسائل إليكترونية تنتشر مثل الفطائر عبر الشبكة العنكبوتية؛وهي في مجملها تختلف في ماتحكيه من وقائع وطريقة عرضها وصياغتها،لكنها تبقى في نهاية المطاف ذات هدف واحد،وهو الايقاع بالضحايا السذج بسلبهم أموالهم بعد عروض مغرية يسيل لها لعابهم..
وتتعدد أشكال هذه الرسائل كالتالي:
- رسائل تحكي عن حادث مأسوي -وهمي-تعرض له أصحابها.وهي الاكثر رواجا.
- رسائل لإيهام الضحايا بالربح الوفير(اليانصيب العربي،اليانصيب البريطاني).
- رسائل عاطفية للترغيب في الزواج او ربط علاقة.
ونحن هنا سنركز على تناول الصنف الاول لكثرة رواجه مع التأكيد في نفس الوقت على الطرق والوسائل الاحتيالية والاغرائية المعتمدة لدى هؤلاء النصابين والنصابات كما سيتضح من خلال هذه الرسالة التي وصلتني في صندوقي البريدي من فتاة تدعي أنها افريقية..
نص الرسالة:
>
الوسائل الإغرائية والاحتيالية المعتمدة:
* نسج حكاية ماسوية وهمية.
* الرسالة يكون مصدرها في الغالب القارة السوداء(ساحل العاج،غانا،ليبيريا،الصومال،نيجيريا...إلخ) حيث تعيش شعوبها حروبا أهلية وفتنا وقلاقل ونزاعات لا تنتهي،وذلك حتى يسهل تقبل فكرة الاغتيال والقتل كمسألة جد عادية من خلال السرد الحكائي.كما يكون مصدرها في معظم الحالات أيضا من فتاة افريقية.ولا يخفى هنا ما للجنس اللطيف من إمكانية التاثير على الضحية،من الجنس الخشن خاصة،باستعمال وسائل الإغراء والجذب والإثارة:
- "مرحبا عزيزي".
- "أتمنى أن تكون بخير..شكرا للرد على بريدي".
- التعرض لكارثة: موت الاب والام وعدم وجود إخوة واخوات،المعاناة بسبب زوجة الأب،وكذا الحصار المضروب عليها في مخيم اللاجئين.
- "من اهتماماتي الزواج".
- "سأحاول ان ارسل لك صورتي".
- الحصيلة الكبيرة للإرث.
- التعويض بنسبة 20 ٪ من اجمالى الاموال.وقد يصل التعويض احيانا في بعض الرسائل إلى 50 بالمائة.
- السفروالذهاب لاماكن مثيرة للاهتمام.وهي إشارة ضمنية ولفت للاهتمام إلى عدم وجود حرج إذا كان لا بد من التنقل والتقابل مع الضحية في بلده.
- "جميلتك..باتريشيا".
* التاكيد على مظهر الثراء والغنى والنفوذ الكبير للعائلة:
- حصيلة المبلغ الموروث: 7.5 ملايين دولار أمريكي.
- "أبي هو الدكتور تومي جونسون الذي كان واحدا من المستشارين الشخصيين لرئيس الدولة الدكتورالراحل روبرت جوى".
- "كما انه كان مديرا عاما لشركة تومسون المحدودة (كاكاو التجار) في ابيدجان".وقد يكون الهالك قيد حياته مديرا لشركة أو مديرا لمؤسسة بنكية أو رجل اعمال أو وزيرا...وهي،كما لا يخفى على لبيب،وسيلة لفتح شهية اطماع السذج في نصيب من الغنيمة الخيالية.
* الايحاء إلى الضحية بأن التركة لا نزاع حولها:
في الحكاية الوهمية هذه،لابد من "قتل" أو"اغتيال" كل شخصياتها أو نفي وجودها،كالاخوة والاخوات،وغيرهم ممن له الحق في نصيب من الارث،فلا يتبقى،والحالة هذه،سوى وارث واحد(الراوي) الذي سينفرد بحصيلة التركة.والغرض من كل ذلك طمأنة الضحية بالإيحاء إليه ان القضية لن ينازع فيها منازع:
- "أنا البنت الوحيدة للدكتور تومي جونسون".وقد يكون الوارث أرملة:زوجة المتوفى.
- " ....قبل اغتياله مع والدتي بدم بارد ذات صباح باكر".
- "وكان والدي قد اودع مبلغ سبعة ملايين وخمسمائة ألف دولار (7.5 م دولار أمريكي) في بنك في حسابي..."
وهكذا،بعد بث الطمانينة والثقة في نفس المتلقي لهذه الرسالة الاولى،عن طريق السرد الدرامي للوقائع والاحداث،وكذا إثارة غريزة اطماعه في نصيب من المال،تبدا أهم العمليات الإجرائية للإيقاع به في حبائل النصابة،بحيث تطالبه بموافاتها بوثيقة تحمل معلوماته الشخصية:الاسم الكامل،عنوان السكن،رقم الهاتف او الفاكس،رقم الحساب البنكي...إلخ،لان التحويل وسحب الاموال يتطلبان،حسب القانون الافريقي،وجود شريك اجنبي لضمان استثمارها،وكذا مطالبته أيضا بموازاة مع ذلك بوثائق اخرى خاصة بسفرها إلى البلد الذي يقيم فيه لاستكمال جميع الاجراءات،ومنها ربط علاقة أو زواج إن رغب في ذلك..كل ذلك يستدعي إرسال مبلغ من المال يقدر بـ 200 دولار إلى 500 دولار للقيام بتلك العمليات(رسوم التامين او الجمارك،رسوم تحويل الاموال...).وهومبلغ قد يبدو زهيدا بالقياس إلى الرصيد المالي الموروث،لكنه في حقيقة امره ليس كذلك إذ سيتضاعف اضعافا مضاعفة مادام مئات من الضحايا تلقوا نفس الرسالة لنفس الغرض.
بوسائل النصب هذه،إذن،تنطلي الحيلة على الضحايا في نهاية المطاف،فيعودون من الغنيمة بالإياب.وما اكثر هؤلاء السذج المغفلين!! الذين يتوهمون،نتيجة الطمع الاعمى،أن الثروة والمال والنعمة قد تأتي إليهم على حين غرة لتطرق ابوابهم وهم في بيوتهم نيام..بلا كد أو بذل مجهود..وكان عليهم أن يعلموا أن"الدنيا تؤخذ غلابا"...








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - بتر جزء من المقال
صالح اهضير ( 2011 / 2 / 25 - 22:04 )
الأخوة في إدارة التحرير
السلام عليكم
أحيطكم علما أن جزءا من المقال قد تم بتره ،مما أفقد ه قيمته ..وذلك ابتداء من عبارة: نص الرسالة إلى عبارة:الوسائل الإغرائية والاحتيالية المعتمدة..
والفقرة المحذوفة هي:
(( مرحبا عزيزي،
أتمنى أن تكون بخير..شكرا للرد على بريدي.
أنا الآنسة باتريشيا تومي البالغة من العمر24 سنة،من ساحل العاج في غرب أفريقيا.أنا االبنت الوحيدة من (الراحل) الدكتور تومي جونسون الذي كان واحدا من المستشارين الشخصيين لرئيس الدولة الدكتورالراحل روبرت جوى،كما انه كان مديرا عاما لشركة تومسون المحدودة (كاكاو التجار) في ابيدجان قبل اغتياله مع والدتي بدم بارد ذات صباح باكر.


2 - تتمة الفقرة
صالح اهضير ( 2011 / 2 / 25 - 22:06 )
وكان والدي قد اودع مبلغ سبعة ملايين وخمسمائة ألف دولار (7.5 م دولار أمريكي) في بنك في حسابي باعتباري الاكثر قرابة منه. وسأوافيك بكل المعلومات الضرورية للإيداع وتأكيد قبولك لمساعدتي لتحقيق الطلب الذي يتمثل في عملية التحويل واستثمارالرصيد ببلدكم.وهذا أمر مهم،لانه سيمكنني من العودة إلى المدرسة لإكمال دراستي التي توقفت نتيجة للأزمة في بلدي.
وسوف يتم تعويضك بنسبة 20 ٪ من اجمالى الاموال.والموازنة هي رأس مال استثماري،وسيتم تحويله إلى بلدي في حسابي الشخصي الذي سافتحه في وقت لاحق بعد وصولي إلى بلادكم.
هواياتي هي القراءة،والسباحة،والسفر والذهاب الى اماكن مثيرة للاهتمام.كما أنه أيضا من اهتماماتي الزواج بعد دراستي برجل مهتم وراع لأسرته.
لغتي الوطنية هي الفرنسية،ولكن انا اتكلم الانجليزية بطلاقة لأنني ولدت وتلقيت تكويني في سيراليون.
وختاما آمل أن أسمع منك قريبا،وسأحاول أن أرسل إليك صورتي في بريدي المقبل.
جميلتك..
باتريشيا ))

اخر الافلام

.. احتجاجات في جامعات عراقية للمطالبة بوقف الحرب في غزة


.. مشاهد من لحظة وصول الرئيس الصيني شي جينبينغ إلى قصر الإليزيه




.. فيضانات وسيول مدمّرة تضرب البرازيل • فرانس 24 / FRANCE 24


.. طبول المعركة تُقرع في رفح.. الجيش الإسرائيلي يُجلي السكان من




.. كيف تبدو زيارة وليام بيرنزهذه المرة إلى تل أبيب في ظل الضغوط