الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الثورة الشعبية المصرية الواقع والآفاق جلسة ثقافية للاستاذ عمر شحادة ود. عادل سمارة

أبو زيد حموضة

2011 / 2 / 25
اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان


نظّم المنتدى التنويري الثقافي الفلسطيني ( تنوير ) تحت الشعار الذي اطلقه الزعيم المصري الراحل جمال عبد الناصر ( إرفع رأسك اخي العربي .. ) جلسة ثقافية بعنوان (الثورة الشعبية المصرية ..الواقع والآفاق ). حضرها العديد من الفعاليات السياسية والاجتماعية والفكرية .تحدث فيها مدير مركز دراسات الهدف، عمر شحادة الذي تناول الرؤية السياسية للثورة المصرية، أما رئيس تحرير مجلة كنعان، د. عادل سمارة، فتناول الرؤية الاقتصادية لها.
أدارالجلسة منسق العلاقات العامة في منتدى التنوير، المحامي فضل عسقلان الذي افتتح الجلسة بالوقوف دقيقة صمت اجلالا واحتراما لشهداء الامة والثورة. وقرأ قصيدة لشاعر الشعب احمد فؤاد نجم يخاطب فيها الرئيس المخلوع حسني مبارك بعنوان ( إرحل بقى .. لا اخترناه .. ولا بايعناه ..نجح الزاي ..سبحان الله ! ). وتساءل عسقلان عن سر التسارع الكبير والأخير لأحداث مصر؟ ولماذا تخلت أمريكا عن أكبر حليف استراتيجي لها في المنطقة ؟ والى اي مدى نثق في المجلس الأعلى للقوات المسلحة في اسقاط النظام السلطوي و اقامة نظام ديمقراطي يتمتع فيه الشعب بحقوقه و حرياته الاساسية ؟
عمر شحادة، المتحدث الاول، تناول شعار ثورة مصر الذي احتشدت تحته مصر بقضها وقضيضها، ( عيش حرية كرامة انسانية ) وفي تونس ( كرامة حرية شغل) والناظم المشترك لكليهما هو ( الشعب يريد اسقاط النظام والتغيير من أجل الحرية و تحقيق العدالة الاجتماعية )، لافتا المتحدث الى الهدف الأبعد وهو تغير نظام حكم الفرد الاستبدادي ودستوره بدستور ونظام حكم الشعب وهو المطلب الرئيس لكل الثورات التي تشهدها عموم المنطقة اليوم سواء في ليبيا أو الاردن أو البحرين واليمن .. الخ
وتطرق شحادة الى المجلس الاعلى للقوات المسلحة المصرية الذي يحكم مصر الآن، متساءلا : هل تستطيع هذه المؤسسة التي تفرض الوضع الراهن ان تتحول الى عامل للتغيير؟ مشيرا الى " أن الثورة المصرية خطت خطوة هامة باسقاط راس النظام والغاء الدستور القديم " لكنه حذر الثورة من الاطمئنان لوعود الجيش في تحقيق وضمان أهداف الثورة معقبا : " الجيش بحكم تكوينه عاجزا أن ينجز أهداف الثورة " مراهنا بذلك على الجماهير التي خاضت الثورة معتبرها القطب التقدمي والمحرك لترجمة شعاراتها لأهداف وانجازات معتمدة بذلك على ذاتها وتنظيمها وقوتها ووعيها وتضحياتها ووحدتها ويقظتها.
وذكر شحادة أن القوى المحركة للثورة المصرية غالبيتهم القصوى من الشباب والمثقفين والعمال والمرأة والعاطلين عن العمل والمهنيين رجال ونساء وأطفالن قائلا: " انها ثورة غير مسبوقة من حيث المشاركة والادوات والاساليب والشعارات، فهي شعبية شاملة، مدنية، سلمية، حضارية، عصرية انسانية ، مركزها المواطن والانسان مبشرة بنبؤة كنفاني ( الانسان قضية ).
ثم تحدث شحادة عن البعد الوطني الديمقراطي المدني للثورة المصرية والذي يحمل في طياته الابعاد السياسية والاجتماعية والامنية والاقتصادية والوطنية قائلا: " لا داعي للخوف، فالمضمون الديمقراطي للثورة بطبيعته سيكون متصادما مع مشروع القوى المحافظة، الرجعي الصهيوأمريكي في المنطقة وهذا ما يصب مستقبلا في طاحونة القضية الفلسطينية وتداعياتها. مطالبا بالدعم الامحدود لهذه الثورة من كل قوى التقدم السياسية والاجتماعية الفلسطينية والعربية والعالمية.
أما الدكتور عادل سماره فتناول الرؤية الاقتصادية لثورة مصر مستهلا مداخلته بجملة مقتضبة ( ما حصل في مصر عظيم .. لكنه لا يكفي ).
وتساءل: هل هذه الثورة ستغير الواقع الاقتصادي بوجود عمالة رخيصة و40% من الشعب المصري دون خط الفقر وتعمل بدولار يوميا؟
ثم تقفى البعد التاريخي لثورة مصر، قائلا : هي ليست وليدة الساعة، وانما ارهاصاتها يرجع للحقبة الناصرية والاسس الاشتراكية التي أرساها. وأنعش المتحدث ذاكرة الحضور بتلك الاسس مصرحا: ان الجزء الكبير من الشباب في مصر سواء كانوا فقراء أو من الطبقة الوسطى لم يتسنى لهم التعليم لولا الجامعات والمعاهد التي فتحت في عهد الراحل جمال عبد الناصر ولولا البرامج التقدمية التي نفذتها الثورة وقتذاك من مجانية التعليم والطب والمواصلات والاصلاح الزراعي والتصنيع والقطاع العام وتأميم القناة والتأميمات في الحلقات المركزية للاقتصاد المصري كل هذه الانجازات لعبت دور في التنمية والتطور في المجتمع مما ترافق استيلاد ونمو طبقات جديدة طفيلية سحبت هذه الانجازات من القطاع العام وكنسته نهائيا واستبدلته بنظام الخصخصة، واتباع سياسة الانفتاح بدل الحماية الاقتصادية، وسحبت الارض من الفلاحين ( أحمد عز وضع يده على 25 مليون متر مربع بدولار ) وسحقت البنية الانتاجية من العمال الذين خاضوا في المحلة الكبرى عام 2009 حوالي 500 اضراب عمالي ..موضحا الماضر أن هذه التحركات العمالية رغم تبعثرها الا أنها أسست لنسيج كامل لتحرك الشعب.
ثم لفت المحاضر سمارة أن مصر كانت تصدر المواد الزراعية الخام التي يحتاجها الاقتصاد العالمي في الصناعة كالقطن قائلا: لكن قيمة البضائع التي تصدر للخارج لا تعود الى خزينة الدولة، وثرواتها تصرف على الكماليات وترصد في البنوك الخارجية، فالعائدات لا تستثمر في البلد من اجل التنمية. وخلال ال 40 سنة الماضية حصل تغيرات في البنى السياسية والامنية والاقتصادية والمجتمعية.
فتطرق المتحدث الى التغيرات في المجال الامني حيث ُفرغ الجيش من محتواه وجوهره وعقيدته الذي اسس من أجلها لصالح أجهزة الامن والامن المركزي والمخابرات والشرطة.
أما التغيرات في المجال الاقتصادي فتم تحويل الاقتصاد الى اقتصاد ريعي أي ( كمسيونجي، بمعنى أخذ ربح معين مقابل خدمة دون انتاج. ويتاتى الريع المالي من السياحة" المتاحف والآثار والفندقة" ) معتبرا هذا النوع من الاقتصاد هو اقتصاد رخو وهش لأنه لا يؤدي الى التنمية المستدامة، بل الى خراب الاقتصاد والفقر الاجتماعي والتمايز الطبقي وسوء توزيع الدخل .
وعرج في حديثه عن قناة السويس التي ينيف ريعها عن 5 مليارات دولار سنويا تصب عند الرئاسة، وعدم التفكير في بناء قاعدة صناعية حولها لتشغيل أبناء البلد واقتصرت فقط على منطقة خدمات دولية.
د. سمارة رفع الجرعة الفلسفية لمداخلته عندما تحدث باسهاب عن تجويف الوعي وتجريف الثروة والعلاقة الجدلية بينهما. معتبرا تجويف الوعي مقدمة لتجريف الثروة، فتجويف الوعي لخصه في؛ اعتماد الأجهزة الأمنية على مساعدة الإمبريالية في المنح والامتيازات والتسليح والخطط وغسل الادمغة، وحظر تشكيل الاحزاب، واعتماد الجيش وفردية الحاكم شكلا وطبقية النظام جوهرا، اضافة الى الخروج على السرديات الكبرى لشل الإيمنات ومن ثم تفكيك المجتمع من الداخل طائفيا واثنيا. والاخطر هو تعميق ثقافة القطرية وحتى اقل.
أما تجريف الثروة فعزاه الى استحواذ السلطة بيد قوى التبعية، الكمبرادور والطفيلية، والانفتاح، وتصفية القطاع العام والإصلاح الزراعي والتركيز على خصخصة متواصلة ل 314 شركة افضت الى 126 ألف عامل تحولوا للبطالة في العام 2009 انتحر منهم 58 عاملا. ذاكرا ما قيمته يوميا 325 مليون دولار خسائر مصر، وتهريب 6.8 مليار دولار سنويا مشيرا الى أن منطقة الشرق الاوسط تعتبر الرقم واحد في العالم في تهريب الاموال عبر الجريمة والفساد ومصر رقم 3 عالميا.
وحذر د. سمارة من شعار الحرية والديمقراطية في بلد يفتقر لقاعدة صناعية انتاجية لافتا الى أن الحرية جيدة لكن يجب ربطها بشعارات القومية والاشتراكية وتحديد موقفها من الصهيونية والامبريالية، مؤكدا أن المرحلة القادمة يجب أن تصعد بهذا الاتجاه، ذاكرا أن فريق ليس قليل من الشباب في ميدان التحرير تربى في منظمات الانجزة NGOsويحمل ثقافة الحرية والديمقراطية الامريكية مطلقا عليهم ( أولاد هيلري كلنتون وفلدمان والموساد)
وخلص المحاضر قوله الى أن ما أنجز في مصر هو الثورة الاولى وهي مهمة، لكن يجب أن يعقبها ثورات غابت شعاراتها في ميدان التحرير؛ أما الثورة الثانية فتتعلق بالتاميم والقطاع العام واعادة المال المنهوب. والثورة الثالثة تركز على دور مصر الوطني والقومي والعالمي والاشتراكي .
في ذات السياق كانت مداخلات الحضور ممزوجة بالفرح والتفاءل المشوب بالتوجس من حدوث ثورة مضادة، كما في تشيلي، وخاصة الخبرة التي يمتلكها تحالف ذوي راس المال وجيوب العهد البائد ووجود الرئيس المخلوع في شرم الشيخ كمطبخ مشترك بين القوى المحافظة والمتضررة مصالحها ( من حدوث الارتجاج والزلزال في مصر ) المتحالفة مع الموساد ووكالة المخابرات الامريكية والرجعيات العربية.
أما بعض الحضور رأى أنه لم يكن للثورة لها أن تحدث لولا ثقافة الاحزاب التقدمية والقومية والوطنية. لكن عزاء هذه الاحزاب الوحيد يكمن في مطاردة عناصرها من الاجهزة الاستخبارية وتصفية بعض قياداتها وزج آخرين في غياهب السجون وهرب البعض لخارج الوطن. عدى عن البترودولار الذي لعب دورا قذرا في تقزيمها فاشترى بعض الاحزاب والمؤسسات والاقلام الوطنية.

تقرير منسق الاعلام في تنوير
ابو زيد حموضة
فلسطين نابلس
25/2/2011








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. الجيش الإسرائيلي يواصل عملياته في جباليا ورفح بينما ينسحب من


.. نتنياهو: القضاء على حماس ضروري لصعود حكم فلسطيني بديل




.. الفلسطينيون يحيون ذكرى النكبة بمسيرات حاشدة في المدن الفلسطي


.. شبكات | بالفيديو.. تكتيكات القسام الجديدة في العمليات المركب




.. شبكات | جزائري يحتجز جاره لـ 28 عاما في زريبة أغنام ويثير صد