الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


انتفاضة التحرير

بشرى العزاوي

2011 / 2 / 25
حقوق الانسان


بانطلاقة سلمية وبهتافات عالية وبتحدي لكل الظروف خرج الشعب العراقي محتشدا ومسلحا بمتطلبات مشروعة اقر عليها الدستور , وبديمقراطيه وحرية في التعبير نادى بها العراقيين و بصوت عالي, رافعين باقات من الورود ,وحاملين رايات بيضاء دلت على السلام ,ومرددين بشعارات تعبر عن ألمهم , ورافعين لافتات تنادي أحرفها بمتطلبات بسيطة لا يصعب تنفيذها على الحكومة إطلاقا .
ورغم حضر التجوال وتنبيهات رئيس الوزراء بان هناك من يحاول استغلال المظاهرات من اجل تحقيق رغبات إرهابية ,وبقوله أيضا ان هناك من يحاول تنفيذ مخططات خبيثة ضد الشعب, لكن تظاهر المئات بل الآلاف من العراقيين بمختلف الطوائف رغم ما سمعوه حاملين دم العراق بعروقهم من اجل المطالبة بحقوقهم المشروعة .
وبفجر 25 شباط انطلقت جموع من ثوار العراق سيرا متجهين لساحة التحرير وملتزمين بما أوعدوا بها أنفسهم ومسالمين ,وكما رأينا تلك التظاهرات كانت سلمية و حافظ فيها الشعب على وعوده بعدم التخريب, او التعرض للممتلكات العامة, ولم يستخدموا الشغب, بل بالعكس كانت الحكومة هي من استخدمت ذلك ولم تحافظ على المتظاهرين ,وقاموا بالتعرض لهم بالسب والشتم وإطلاق العيارات النارية الحية ,وفتح خراطيم المياه, وتوجيه قنابل مسيلة للدموع من قبل القوات الأمنية ,كل ذلك من اجل إخماد صوت الحق ولكي يفرقوا المتظاهرين ,وللأسف فقد سقط العديد من الشهداء والجرحى في جميع المظاهرات وفي كل المحافظات اسُتخدم نفس الأسلوب ,وان كل ذلك يدل على خوف الحكومة من الشعب لأنهم يدركون مدى إهمالهم لحقوق العراقيين وكم هم مقصرين تجاه بلدهم ,والدليل على خوفهم أيضا إن أغلبية النواب والمسؤولين هربوا إلى خارج العراق والى مناطق تحميهم من غضب الشارع العراقي ,لأنهم معترفون بحقيقتهم وبما يفعلوه تجاه الشعب .
ان العراقيين اليوم أصبحوا أكثر إدراكا ووعيا وإلماما لما يفعله او يقوله المسؤولين وبعد اليوم لن يستطيع احد ان يسكت صوت الحق لا بوعود كاذبة ولا بآمال بعيدة المدى ,لان الصمت لا يأتي بالحقوق المسلوبة , ولن يتحمل الشعب الوضع أكثر من ذلك , فيكفي ضياعا وحرمانا لأبسط الحقوق تلك السنوات السابقة ,وان المعاناة لا تنتهي بكلمه (سوف نفعل كذا ) بل نريد من الحكومة عمل فعلي وآني لحل كل تلك المعاناة ,وان تنفذ لكل المتطلبات , وان المشاكل التي نعاني منها لا تتمثل فقط بمشكلة الكهرباء او البطاقة التمونية بل بالكثير والكثير من المشاكل التي تواجه كل عراقي ,وإننا سوف نسعى لتحقيق جميع مطاليبنا دون الرجوع لنقطة الصفر ولن نمل او نيأس ولن تنتهي مظاهراتنا إلا بالوصول لإصلاح النظام ,وتحقيق الدستور والقانون لان البعض قد تمادى على القانون, واخترق قوانينه وسار بقوانين هو شرعها بنفسه .
وان ما قامت به الحكومة والقوات الأمنية بالتعرض للمتظاهرين يعد خرق لقانون حقوق الإنسان ,وان اعتقال العديد من منظمي المظاهرات يعد غير مشروع لان التظاهر اقر عليه الدستور , فمن العجيب ونحن في دولة القانون نخالف القانون ,فأين الديمقراطية التي نادى بها الحكام ,وأين الحرية في التعبير, وأننا قد لاحظنا انتهاكا ً لحقوق الصحفي وذلك بمنعه من تغطيه أي مظاهرة او التقاط أي صورة , كما فعلوا بمداهمة قناة الديار واعتقال بعض موظفيها ومقدميها فأين هي تلك الحريات الصحفية ؟,ورغم ذلك و مهما فعلوا فلن تخفى الحقيقة ً على العراقيين وإنهم جيدا يعرفون قدرة الشعب , ومدى إرادته, فأنهم مثلما أوصلوهم لمناصبهم تلك بانتخابهم إياهم فأنهم قادرين على انتزاع تلك المناصب منهم وأكيد ان الحكام تذهب والشعب باقي ,فليحيا العراق وليحيا الشعب الثائر الصابر ورحم الله شهدائنا شهداء التحرير وشافا جرحانا وأوصل العراق لبر الأمان .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. الحكومة البريطانية تلاحق طالبي اللجوء لترحيلهم إلى رواندا


.. هل كانت المثلية موجودة في الثقافات العربية؟ | ببساطة مع 3




.. Saudi Arabia’s authorities must immediately and unconditiona


.. اعتقال 300 شخص في جامعة كولومبيا الأمريكية من المؤيدين للفلس




.. ماذا أضافت زيارة بلينكن السابعة لإسرائيل لصفقة التبادل وملف