الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


طابا التي تأن، من يان لها؟!

هادي الخزاعي

2004 / 10 / 11
اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق


العمل الآرهابي الذي طال طابا المصرية جعل الأرهاب يدخل من الباب الأمامي للعروبيين الذين يضعون رؤسهم في الرمال، فيسمون ما يجعل أجساد الأبرياء تتناثر في العراق، مقاومة . وما جرى في طابا،حين تناثرت أشلاء الأسرائيليين، بانه عمل أرهابي، وبأنه من أكبر الجرائم التي أضرت بمصر الأن وستضر به لاحقا حسب القول المصري العام والخاص التي فاضت به قرائح الناس اللي فوق والناس اللي تحت .
لقد كشفت هذه الحادثة المريعة عن هزال الأدعاءات الفارغة للعروبين المتأسلمين، عند حديثهم عن ذلك الفيتو الزجاجي الذي رسموه كخط أحمرعلى كل ما يمت بصلة لأسرائيل، حتى لو كان ذلك تفكيرا أفتراضيا مجردا.
فلم يجف بعد حبر المطبوعات الرسمية الكثيرة، ولم تأفل بعد صورة وصوت الفضائيات من الأثير، لاسيما مطبوعات وفضائيات مصر المحروسة، وهي تلاحق بلا خجل أو كلل أو ملل، تلك الأخبار المطبوخة بنار المؤامرة المختزنة في العقل العروبي الرسمي وما يرتبط به من جيش جرار من صياغ التبريرات والتنظيرات التي لا تجعل للفارس العروبي المتأسلم أية كبوة، وهي تداهم العراق المجروح، لا لتضع الضماد على الجرح، ولكن لتنكأ تلك الجراح الغائرة في اللحم العراقي.
فالحديث عن تواجد أسرائيلي في العراق قد شرق وغرب في مضارب العرب المعتمرين الطربوش والعقال، وحاملي السيف والربابة، ومهما أقسم لهم العراقي بأن ذلك محض هراء، تدار له الظهور، ويصار الى الغمز واللمز، وصولا الى " لايسلم الشرف الرفيع من الأذى حتى تراق على جوانبه الدم". حتى سال الدم العراقي بالمجان، وقبل أن يتخثر أو يرش عليه الماء، يسيل دم جديد، ولا فرق أن يكون لطفل أو لشيخ، أو ما بينهما من ذكور أو أناث.
ما يجري الأن في طابا المصرية، التي استردتها الحكومة المصرية من أسرائيل، عدوة العرب كما يزعمون، بمفاوضات ملكوكية مباشرة جرت في فندق مرديان طابا الذي لم يتغير لا أسما ولا هندستا مذ كانت طابا تحت الأحتلال الأشرائيلي وحتى الأن وهي في الحضن المصري الدافيء بعد التحرير الذي جرى بدون قعقعة السلاح وغبار الجزمة العسكرية، أقول أن ما جري، وما يجري الأن في طابا، يشبه الصاعق الذي يهيأ لأنفجار القنبلة، فقد بلغ عدد الضحايا قرابة الثلاثين قتيلا، والعدد قابل للزيادة، وكلهم من السياح الذين يحملون الجنسية الأسرائيلية وجواز سفرها الذي ختمت صفحاته الداخلية بتاشيرة الدخول الرسمية من نقطة الحدود المصرية، ليتمتع هولاء السواح بالرقص الشرقي التي تشتهر به مصر المحروسة، وليأخذوا أقساطا من الراحة والأمان على أرض العروبة.
وفي طابا الآن أكثر من مائتي خبير عسكري بالعمليات الأرهابية، وعدد آخر من رجال الطواريء والأنقاذ وهم من العسكريين الذين لا يزالون يبحثون في الأنقاض عن أحياء، وهناك أيضا شبكة من رجال المخابرات والأمن الأسرائيلين، وليسوا المصريين، للتحقيق في حادثة أنفجار ما أطلق عليه أعلاميا وسياسيا، بأنفجار طابا، وجميع هؤلاء العسكر من قوات جيش الدفاع الأسرائيلي، الذي ينكل بابناء الأنتفاضة في غزة التي كانت يوما مصريه.
أن هذا الحشد العسكري الأسرائيلي موجود في طابا الان، طابا التي هي جزء من الأرض المصرية، وهم ليسوا موجودون فوق الأرض العراقية. أليس في هذا شيء وشويات من المفارقات التي يخفي عروبيينا الأشاوس رؤسهم عنها في رمال الصحارى التي تكتظ بها الأرض والسماء العربية؟!وأذا لم تكن في بعض أراضينا العروبية من رمال، فسيتوردونها كي يخفوا رؤسهم فيها.
أين مصر أذا في هذه الزحمة الأسرائيلية يا عرب؟! أليست لكم حناجر يا أيها المطبلون من المصريين الذين لا تستريح مؤخراتكم ألا فوق كراسي الجلد الوثيرة وأنتم تفرضون علينا صوركم القميئة من على صحفكم التي ليس لها لون، أومن على شاشات فضائياتكم المعتمة؟! لا نسأل عن أيديكم، فهي مغلولة، ولكن نسألكم عن أضعف الأيمان فيكم على الأقل؟! أليس عارا على مدعي العروبة، أن تهب أسرائيل لنجدة طابا المصرية وهم صم بكم؟! أليس عارا أن يعسكر جنود جيش الدفاع الأسرائيلي فوق الربوع المصرية وأنتم الممنونين أيها القرادون ؟! أصرخ فيكم يلقرادون, لماذا ؟ وبعدها عشرات من علامات الأستفهام.. لماذا؟
كفوا ايها القرادون من كل الأصناف عن العراق، ودعوا العراقيين يعيشون كما يعيش البشر بلا بارود ودم.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. فرنسا.. مظاهرة في ذكرى النكبة الفلسطينية تندد بالحرب الإسرائ


.. مسيرة تجوب شوارع العاصمة البريطانية لندن تطالب بوقف بيع الأس




.. تشييع جثمان مقاوم فلسطيني قتل في غارة إسرائيلية على مخيم جني


.. بثلاث رصاصات.. أخ يقتل شقيقته في جريمة بشعة تهز #العراق #سوش




.. الجيش الإسرائيلي: دخول أول شحنة مساعدات إنسانية عبر الرصيف ا