الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


سواري خضراء... ام أعمدة صماء

احمد سردار عارف

2011 / 2 / 26
مواضيع وابحاث سياسية


لا يخفى على الجميع ان المدارس في العراق تعاني من شدة الزخم الموجود عليها من الطلاب والسبب هو ليس اجبارهم على الذهاب اليها او إعطاءهم وجبات فطور او غذاء مجانية او ارجاع نظام محو الامية التي انتشرت مرة اخرى بعد ان كان العراق قد اصبح في السبعينيات من هذا القرن متخطياً حاجز الجهل وبنى صروحاً علمية متطورة وبشهادة الامم المتحدة والمجتمع الدولي في ذلك الوقت .
بل ان السبب هو قلة عدد المدارس مع انتشار الكثير من ضواهر الفساد فيها , فاصبح من النادر ان نسمع او نشاهد مدرسة تعمل بدوام واحد كما هو معمول به في دول العالم النامية , بل اصبحنا نسمع ونشاهد الظواهر التالية :
1. بناية فيها (3) مدارس وبالتالي دوام صباحي وظهري ومسائي .
2. مدارس بلا خدمات صحية او ماء صالح للشرب مع (ان الحانوت الذي فيها يوازي في خدماته الاسواق المركزية السابقة).
3. طلاب بلا رحلات او مقاعد , فاصبح كل (3) او (4) منهم يجلسون متجاورين متلاصقين وبالتالي ( فانها اصبحت احسن وسيلة لنقل الامراض والاوبئة).
4. جلوس الطلاب على الارض وقيام اولياء امورهم بشراء الرحلات او المقاعد من السوق المحلية وتسجيلها باسمائهم في ادارة المدرسة.
5. قيام الطلاب بتنظيف الصفوف بينما اصبحت بعض المعينات (الفراشات) تلبس احسن الملابس وافخرها وعلى اخر صيحات الموضة.
6. ازدياد ظاهرة التدريس الخصوصي بل انها اصبحت ضرورة ملحة لاغلب الطلاب اذا ما ارادوا النجاح .
7. بيع الاسئلة الامتحانية بالعملة المحلية والدولار وكارتات الموبايل بل حتى لقاء المصوغات الذهبية او وجبات الطعام الجاهز (لأن بعض المدرسات ليس لديهن الوقت الكافي للطبخ).
8. البحث عن الكتب الدراسية في المكتبات وشارع المتنبي لعدم توفرها في المدارس كما هو الحال في كتاب مادة الحاسوب للصف الرابع العام ومادة الفيزياء للصف الثالث المتوسط , حيث وُزع كتاب واحد لكل (5) طلاب , مع الكثير من الظواهر التي لا يسع المجال لذكرها.
رغم كل هذا هناك سؤالين بحاجة الى رد , اولهما : لماذا كل هذه الظواهر السلبية الموجودة في ادارات وكوادر المدارس رغم ان رواتبهم قد تحسنت وتمتعهم باجازات صيفية واغلبهم يعملون قرب مناطق سكناهم ؟
اما السؤال الاخر وهو الاهم والذي يطرح عنوان المقالة فهو : ما هو مصير هذه الاعمدة الخضراء التي تزين احياء بغداد والتي يقال عنها انها مدارس المستقبل؟ , وهل ان الشركة المسؤولة عنها توقفت عن العمل لاسباب فنية؟ , وهل ان هذه الاعمدة المنصوبة وحسب رأي بعض الخبراء قد اصبحت منتهية الصلاحية واستخدامها كأساس اذا ما تم بنائها يؤدي الى انهيارهاعلى رؤوس الجالسين تحتها؟ , وهل ان المبالغ المالية التي صرفت عليها والجهد المبذول قد كلف الملايين من الدولارات وهناك الالاف من العوائل في احياء بغداد الفقيرة يعيشون على اقل من مئة الف دينار تمنحها لهم دوائر الرعاية الاجتماعية؟
ان الجواب عن كل هذه الاسئلة يؤشر ان هناك حالات فساد مزمنة وان اخر علاج لها هو الكي, اما الاعمدة الخضراء فان الخبراء قد اجزموا وبالبراهين العلمية بانها لا تصلح الا كسواري اعلام لكن على شرط ان تبنى مدارس جديدة حولها.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. صنّاع الشهرة - تعرف إلى أدوات الذكاء الاصطناعي المفيدة والمج


.. ماذا وراء المطالب بإلغاء نحر الأضاحي في المغرب؟




.. ما سرّ التحركات الأمريكية المكثفة في ليبيا؟ • فرانس 24


.. تونس: ما الذي تـُـعدّ له جبهة الخلاص المعارضة للرئاسيات؟




.. إيطاليا: لماذا تـُـلاحقُ حكومة ميلوني قضائيا بسبب تونس؟