الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


ما زالت الفرصة سانحة يا دولة الرئيس

حسن الفرطوسي

2011 / 2 / 26
اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي


حسن الظن وانتظار الفعل الصالح من الآخر، لا ينبع دائما من الثقة بحكمة وأخلاق ذلك الآخر، وإنما ينبع من الرغبة في المناصحة، وسحب الخصم إلى المنطقة الآمنة، بدل دفعه إلى الحماقة والتورط في المحظور..
كنت كغيري ممن كتبوا حول أملهم في تعامل منضبط وبحس عال بالمسؤولية من قبل القوات الحكومية مع المتظاهرين، رغم إني أدرك مدى ضيق أفق كبار وصغار ساستنا وحدود حكمتهم، إلا أنها محاولة لإيقاظ أحاسيس إنسانية نبيلة قد لا نعلمها.. لكن تعامل حكومة المالكي يوم "جمعة الغضب" كشف بشكل جليّ لا لبس فيه بأن ليس هنالك أحاسيس مخبوءة غير التي نعرفها.
فرق كبير بين الفريقين، فريق شباب "جمعة الغضب" المدجج بالورود والأعلام العراقية، وفريق أشرار المنطقة الخضراء المدججون بالنار والحقد والرعب والدسائس والمحميون ببنادق المرتزقة البيرويين.
فرق كبير بين شبان منحهم التطور التكنولوجي فرصة لحوارات طويلة فيما بينهم وتدربوا على الاستماع وفن تأمل وجهات نظرهم مهما اختلفت عن بعضها، وبين كائنات أدمنت الكيد، تربّت في ظل الدسائس.. حزبيون لا يرون في الحياة غير النيل من بعضهم وتآمر أحدهم على الآخر سواء كان من نفس الحزب أم من حزب آخر.. هذه حقيقتهم.
الفريق الأول لا يريد القضاء على الفريق الثاني، الشبان يمتلكون حكمة حديثة، براغماتية بفهم إصلاحي ناضج، حريصون على تغيير الآخر، لا نفيه وإقصاءه، يريدون إلزام الخصم بقوانين ودساتير ومواثيق عادلة ومنصفة، يريدون إلزام الساسة بمناهج واضحة وموضوعية في إدارة البلد من أجل إتاحة فرصة الحياة الكريمة للجميع.. الفريق الثاني لا يريد أن يصلح من نفسه، عنيد أمام ذاته وأمام أبناء جلدته، مطيع أمام أضعف غريب، مطيع أمام أمريكا بنفس مستوى الطاعة أمام الكويت وإيران والسعودية وسوريا والأردن، عنيد أمام السلوك الإنساني السوي، عنيد أمام الشفافية والوضوح.
(لكم كان التناسق مرهقاً، بين الشجيرة والرياح) هكذا قال سعدي يوسف.. الفريق الأول يحمل الورد وينثر القبل على خدود الجنود ويهتف في ساحة التحرير "اليوم جيش وشعب ضد الحرامية".. الفريق الثاني يراقب برعب من طوابق البنايات العليا، ويكيل التهم المجانية بحق رعيته "بعثيون، أجندات خارجية، عملاء" ويدفع ميليشياته وطواقمه الحزبية لقتل الشباب الأعزل.
سبحانك ربي.. كلهم من طينة واحدة.. كلهم صدام وكلهم القذافي وكلهم علي عبد الله صالح، كلهم بذات النرجسية المتضخمة وبذات الذهنية المريضة والروحية الخربانة..
النائب كمال الساعدي يشرف على قمع ناخبيه، أعاد إلى الأذهان ثقافة "الفزعة" التي رسخها علي حسن المجيد.
أملنا أن لا يتورط الجيش بدم العراقيين من جديد، أملنا كبير بأن لا يتورط قادة الجيش وضباطه كما تورط نوري المالكي بدم العراقيين بعد أن تورط بأموالهم.. إنها فرصة لا تتكرر أمام قادتنا وضباطنا لإثبات الوطنية والولاء للشعب العراقي.. كما إنها فرصة لا تتكرر أمام المالكي ليتبرأ ممن دأبوا على توريطه خلال السنوات الماضية.. ثمة شيء من التقدير تجاه المالكي في نفوس شباب ساحة التحرير، عليه أن يحتمي بهم، بأبنائه المنتفضين ليتخلص من سيطرة وضغوط بطانته الشرسة، وسيكون بوسعه تقديم كل الفاسدين والحرامية إلى القضاء، سيكون بوسعه فعل الكثير مما سيذكره التاريخ له.. إنه النداء الأخير.. فهل سيسمعه؟








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - لا حياة
غسان عدنان ( 2011 / 2 / 26 - 18:18 )
:-)


2 - لا حياة
غسان عدنان ( 2011 / 2 / 26 - 18:46 )
قد اسمعت لو ناديت حيا ولكن لا حياة لمن تنادي...استاذنا العزيز لقد سبقك كثر في توجيه هذا الندا للسيد المالكي لكنه بعيد جدا ولا يستطيع ان يسمع ولا يريد ان يسمع فمتى ما سمعت الذبابه الملتصقه بقطعة الشوكولا. ربما يسمع السيد نداءك او ربما استهواه تعريف القذافي للديمو كراسي...؟؟؟

اخر الافلام

.. احتجاجات متواصلة في جامعات أوروبية للمطالبة بوقف إطلاق النار


.. هجوم رفح.. شحنة قنابل أميركية معلّقة | #الظهيرة




.. إطلاق صواريخ من جنوب لبنان باتجاه الجليل الغربي شمالي إسرائي


.. فصائل فلسطينية تؤكد أنها لن تقبل من أي جهة كانت فرض أي وصاية




.. المواطن الفلسطيني ممدوح يعيد ترميم منزله المدمر في الشجاعية