الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


.....المطلوب عراق أفغاني و أن لم تستطع فدكتاتوري

هشام عقراوي

2004 / 10 / 11
اخر الاخبار, المقالات والبيانات


بين ليلة و ضحاها غيرت وسائل الاعلام العربية و الاسلامية خطابها المعتاد و تحولت من الدفاع و الحديث عن اسرائيل و القضية الفلسطينية و حماية صدام و نظامه، الى العراق و الاحتلال و المقاومة و من ثم الى الكرد و النزعه الانفصالية لديهم و الوجود الاسرائيلي المزعوم في كردستان.
لو كانت وسائل الاعلام العربية و الاسلامية و الدول و القوى التي تقف ورائهم، مع الشعب العراقي و مع الاطاحه بصدام ونظامه الشمولي الشوفيني منذ البداية، لما كان بالامكان التشكيك في نوايا هذه الجهات حول العراق و شعوبها. ولكن وقوف هذه الجهات مع النظام الصدامي الى اخر لحظه من حكمه وحتى الى ما بعد السقوط ومن ثم وقوفها الى جانب الارهابيين و أطالة أمد عذابات الشعب العراقي و قتل العراقيين الابرياء و دفاعهم الواضح عن الارهابيين و ما تسمى بالمقاومة و الجهاد في العراق، كل هذه الاعمال تفضح النوايا الخفيه للدول العربية و الاسلامية التي تقف ضد استقرار العراق وأعادة بناء بنيته التحتية ومؤسسات المجتمع المتحضر و الديمقراطي.
ربما يكون الكثير من الكتاب و السياسيين العراقيين المخلصين قد تطرقوا وشككوا في نوايا وسائل الاعلام العربية و الاسلامية تجاه العراق وفضحت دورهم الـتأمري على العراق و عدم حيادها في نقل الخبر و تغطيته وتشجيعها لأدامة مسلسل القتل الجماعي في العراق. ولكن تمادي هذه الوسائل في غييها و عدائها للعراق وأبتكارها لمواضيع جديده تخص صلب العراق و تكوينة الطائفي و المذهبي و القومي و الديني، تجعلنا نفكر ونكتشف أهداف جديدة لهذه القنوات و الدول والاطراف التي تقف ورائهم.
فبعد أن فضحت ما تسمى بالمقاومة و المجاهدون و تبين للعراقيين بأنهم أغلبهم أرهابيون وقتلة للاطفال و النساء و الابرياء وصار من الصعب على هذه القنوات و الاطراف أن تتستر على جرائمهم، يحاولون الان زرع الخلاف بين القوميات العراقية و بالذات بين الكرد و العرب و التركمان وبدأوا برفع التقارير الاخبارية و فبركة البرامج و أختراع أحداث لا وجود لها ألا في مختطاتهم كمسألة تكريد كركوك و تواجد الموساد الاسرائيلي في كردستان العراق.
حمدا لله الى الان لم تفتح المطارات في كردستان وألا لقالوا بأن الموساد أتوا الى كردستان عن طريق الجو. ولكن حتى لو تواجد الاسرائيليون في كردستان فأنهم لابد أن اتوا عن طريق سوريا أو ايران أو تركيا أو من بغداد و الاردن. والكرد في هذه الحالة يستطيعون أتهام هذه الدول بفتح حدودها للاسرائيلين. لذا نقول أن كان هناك موساد و أسرائيليون في أيران و سوريا و تركيا و الاردن و بغداد فلا تتتهمونا على تسسللهم الى كردستان لأنه لا توجد لكردستان حدود جغرافية مع أسرائيل.
لو كان هناك أسرائيلون و موساد في كردستان لعلمت وسائل الاعلام العربية و الاسلامية قبل غيرها لأن مراسلوها متواجدون في كردستان و يتجولون فيها بكل حرية. ومن المؤسف أن تنقل هذه القنوات أقاويل بعض الناس الحاقدين على الكرد وكردستان ولكنها لا تعتمد على مراسليها ولا تطلب منهم التحقيق في الامر.
حتى لو تواجد الموساد في كردستان فالدول العربية لا تستطيع أتهام السلطات الكردية بذلك الا في حالة تواجد الموساد و بموافقة الحكومة الكردستانية. فالموساد و عملائها موجودون في كل دول العالم دون تممييز ولكن بصورة سرية. فهم موجودون في أيران و تركيا و سوريا و هم ليسوا بحاجة الى كردستان كي يعرفوا ماذا يحصل في ايران و باقي الدول العربية. ألم تبلغ أسرائيل رعاياها في مصر بمغادرة مصر و سيناء بالذات قبل أنفجار طابا؟؟؟ كيف عرفت أسرائيل بأن هناك عملية تغريبية ستقع في سيناء؟؟؟ كيف عرفت اسرائيل مكان الشيخ أحمد ياسين و غيرهم من قياديي حماس وقتلتهم؟؟؟ كيف قتلت أسرائيل مسؤولا لحماس داخل سوريا؟؟؟ لا أدري لماذا لا تتهم هذه الاطراف الكرد لتواجد الارهابيين في كردستان؟؟ لو كان كل ما يجري في داخل الدول و كردستان يارادتهم لكانوا أستطاعوا منع العمليات الارهابية داخل كردستان. ليس كل ما يجري داخل الدول هي بموافقة حكوماتها و شعوبها. فهل من الممكن أن توافق أيران على تواجد الموساد داخل أراضيها؟؟؟
حول مسألة تكريد كركوك أقول بأن الذي يحصل هناك هو عودة للكرد المهجرين الى ديارهم لا أكثر ولا أقل و أن كانت هذه القنوات تشك بذلك فالتذهب الى هناك و تتكلم مع الكرد الراجعين الى ديارهم وتسألهم، هل هم من أهل المدينة أم انهم من أكراد تركيا كما يدعون.
في هذا الموضوع لا أريد الدفاع عن الكرد و الحديث عن القضية الكردية، ولكني أريد ان ابين للقارئ ان القنوات العربية و الاسلامية و الاطراف التي تقف ورائهم يخترعون الاكاذيب و يحاولون أيهام الشعوب العراقية باشياء لا اساس لها من الصحة. فما تقولة عن تواجد الموساد في كردستان يمكن قولة حول أية دولة أخرى وفي كركوك هناك عودة للمهجرين من قبل نطام صدام الى ديارهم و لا يمكن أن نطلق عليها تكريد. اذا كان ذلك تكريدا فأن عودة الفلسطينيين ايضا الى ديارهم هي تعريب لأسرائيل.
كل الشواهد والادلة تقول بأن هناك دوافع خفية وراء السياسة المعادية لأستقرار العراق وهناك أطراف معينة تشارك في ذلك المخطط الاجرامي تجاه العراق خاصة بعد سقوط صدام ونظامه.
أن دول المنطقة و في مقدمتها الدول الدكتاتورية تخاف بل تفزع من تكوين عراق ديمقراطي حر في المنطقة. هكذا عراق سيكون وبالا على تلك الانظمة الدكتاتورية. لذا فأن هذه الدول تعمل المستحيل من أجل عدم تكوين ذلك العراق. ولهذا السبب بالذات نراها تصرف المليارات من الدولارات في سبيل أعاقة ذلك العمل أو تحويرة.
فبعد سقوط صدام وما تزال الى الان تحاول هذه القنوات و الاطراف تكوين عراق على الطريقة الافغانية الملا عمرية ويجعلونها مركزا للارهاب العالمي وسندا لكل الانظمة الدكتاتورية في المنطقة ولهذا السبب جمعت هذه الاطراف ارهابيي العالم في العراق كي يقوموا بهذه المهمة و نسوا القضية الفلسطينية و أسرائيل الحقيقية. ولكن بعد أن قوى ساعد الدولة العراقية بعض الشئ و بدا جنوب ووسط العراق أدراك المؤامرة والعودة الى أحضان الشعب العراقي وبعد بدأ العد التنازلي لهزيمة الارهابيين او أضعافهم في المثلث السني، غيرت هذه الاطراف تكتيكها في محاولة واضحة للادامه بالوضع المتردي في العراق وعدم أجراء أنتخابات نزيهة فيها وخلق حالة من الفوضى. وبهذه الطريقة سيضمنون عراقا ممزقا ضعيفا يقتل فيها الشيعي السني و الكردي العربي و التركماني الاشوري و الكل يقاتلون بعضهم.
يبدوا أن التكتيك المقبل لهذه الاطراف هو الخلاف الطائفي المذهبي في العراق وبالذات ما تدعية خطورة كردستان على العرب و العراق وتكوين اسرائيل ثانية في الشرق الاوسط وخطورة الاغلبية الشيعية على السنة وسيطرتهم على الحكم في العراق بعملية ديمقراطية. وفي كل هذا وذلك نسوا أن الكرد هم مسلمون وهم الذين حرروا القدس من الصليبيين. ونسوا أن الكرد عندما كانوا يحاربون الانكليز كان بعض العراقيين يقدمون لهم الذبائح في بغداد ونسوا أن دول الجوار ومن ضمنها أيران وافقوا قبل الكرد على مهاجمة صدام وأن الجيوش الامريكية كلها عبرت الخليج العربي و قناة السويس قبل أن تصل الى العراق و كردستان. ونسوا بأن جنوب العراق تحرر او احتل من قبل الامريكيين قبل الموصل و كركوك.
الغريب في الامر هو أنجرار بعض العراقيين خلف أدعاءات هذه الاطراف و الدول المعادية لاستقرار العراق وهم يدركون أن غرض هذه القنوات و الاطراف هو زرع حالة دائمة من الفوضى في العراق تجعل من المستحيل تكوين عراق ديمقراطي في المنطقه وذلك كي تستمر الانظمة الدكتاتورية في المنطقه. أليس غريبا أن تقف دولة مثل السعودية ضد أمريكا حول العراق أن لم تكن نخاف من عرشها الملكي. أليس غريبا أن تنسى هذه القنوات كل الدول الدكتاتورية في المنطقة و تنسى القضية الفلسطينية وتكرس كل طاقاتها حول العراق!!
أذا كانت أمريكا أتت الى المنطقه بمشروعها الخاص فان لدول المنطقة و دكتاتورييها أيضا مشروعهم الخاص بهم للمنطقة و المشروعان يلتقيان في العراق. الامريكيون يريدون تحويل المنطقة و الاطاحة بالدكتاتوريين عن طريق العراق، و دول المنطقة يريدون أن يتحول العراق الى دولة أفغانية و أن لم يستطيعوا فتحويلها الى دولة دكتاتورية و أن لم يستطيعوا فزرع حالة من الفوضى الدائمية و ذلك أضعف الاغراض.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. إسرائيل تدرس نقل السلطة في غزة إلى هيئة غير مرتبطة بحماس|#غر


.. القوات الإسرائيلية تدخل جباليا وتحضيرات لمعركة رفح|#غرفة_الأ




.. اتهامات جديدة لإسرائيل في جلسة محكمة العدل الدولية بلاهاي


.. شاهد| قصف إسرائيلي متواصل يستهدف مناطق عدة في مخيم جباليا




.. اعتراضات جوية في الجليل الأعلى وهضبة الجولان شمالي الأراضي ا