الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


حضارية المواطن وتخلف المسؤولين اثبته يوم 25 شباط

هادي الخزاعي

2011 / 2 / 26
اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق


حل يوم 25 شباط الذي كان بردا وسلاما على العراق والعراقيين .

في هذا اليوم ، ولتتذكره الحكومة العراقية الى الأبد بأنه اليوم الذي برر فيه اصحاب الدعوة الى التظاهر ضد مظاهر الفساد والبطالة ونقص الخدمات ، وطنية نواياهم وحرصهم على العراق وعلى ما فوق ارضه وتحتها ، فلم يخربوا ، ولم يحرقوا ، ولم يدعوا لأسقاط النظام ، ولم يخدشوا او يمسوا كرامة الدولة العراقية ، كانوا حمامات سلام تريد للعراق الخير ولأبناءه كرامة مستحقة ثمن لمعاناتهم المديدة التي كبلهم بها النظام السابق ، وكذا سنة بريمر سيئة الصيت .. سنة بريمر المهدرة لوطنية العراقيين وكاسرة إطار الوحدة الوطنية والأجتماعية التي عرف بها العراق على مدى كل تأريخه السياسي الحديث والقديم ، فأسست هذه السنة قاعدة لعرش الطائفية والقومانية التي أَّنَ من جراحها ـ التي لا تزال تنزف ـ الشعب العراقي طيلة السبع سنوات التي تلت سنة بريمر المهدرة لوطنية العراقيين المكرسة للأحتلال .

مر يوم 25 شباط بسلام فلم يكن هناك لا بعثيين ولا قاعده ولا أعداء للوطن العراقي ، ولم نشهد أي محاولة لأعادة العراق الى الوراء كما كانت تهدد بها تحذيرات القوات المسلحة بشخص قائدها السيد المالكي . بل شهدنا جيل من الشباب العراقي ، لم نعهده بهذه الجرأة وهذه الشجاعة المتحدية لكل دعوات الأحباط الرسمية والمرجعية طيلة السنوات الثمان التي توقفت فيها طموحاتهم وآمالهم بالحياة الكريمة ، خصوصا بعد سقوط البعث المنهار .

أثبتت تجربة شباب 25 شباط نجاح قوة الأصرار والأرادة التي يقف وراءها ويسندها التطلب الصحيح والمطلبية التي تزينها أغصان الزيتون ، والقبول الشعبي الملموس ـ حتى لو كان محدودا ـ بأنهم على حق في تطلبهم الذي يمكن اعتباره مطلب كل العراقيين ، عدا من وفرت لهم كتلهم السياسية كل متطلباتهم ، بدءا من الجاه ووصولا المنصب .

بمقابل هذا النجاح الذي حققه شباب 25 شباط حققت الحكومة فشلا ذريعا في كل شيء ابتداءا من عدم قدرتها على قراءة سليمة لهواجس الشارع العراقي الذي تحكمه وتدير أقداره ومقدراته وأثبت واقع حال الأعتصام الناجح أن كل الأجهزه المدعية بوجود مخاطر ستحدث في هذا اليوم كانت محض تقدير لا ينم عن صلة بالجماهير ، بل أثبتت ان هذه الأجهزة الأمنية والأستخبارية كانت تعيش في واد آخر ترسم صورته في خيالاتها التي لا يترشح منها غير كيفية خلق الفزع في قلوب العراقيين من فزاعات لم يعد لها وجود تمثيلي حقيقي في الحياة العراقية . وأثبتت أحداث ذلك اليوم بتفاصيلها الميدانية أن الحكومة هي التي تصنع بعبع الخوف من وهم لا يمكن أن يركب الشارع الى أبد الآبدين .

بماذا تُفسرْ تصرفات المسؤولين وغير المسؤولين قبيل وأثناء الأعتصام ؟!

× السيد رئيس الوزراء والقائد العام للقوات المسلحة المالكي يدعوا الشعب العراقي الى عدم الأشتراك في الأعتصام بحجج واهية أثبت الواقع عدم دقتها ناهيك عن وجودها .

× أغلب المرجعيات الدينية الشعية ـ تحديدا ـ نهت بعدم جواز الأشتراك في الأعتصام بحجة الشك في أهدافها ، بناءا على مقولات محددة . وقد أثبت واقع يوم 25 شباط عدم صحة تلك الشكوك والظنون وإنها جاءت في غير مكانها الصحيح ، والأجدر بالمرجعيات أن تثق بأبنائها وتشجعهم على قول الحق مثلما تحدثوا في بدايات الدعوة للأعتصام وبالشروط التي ذكروها .

× محافظ البصرة الذي تحدث عن إنتظام الساقطات في باريس وكأنه يعيش في وسطهن ، وفضلهن على العراقيين في انتظامهن .

× مقتل خمسة من المتظاهرين في بوابة محافظة نينوى من قبل حماية السيد النجيفي محافظ نينوى الذي فر من عرينه الأمر الذي أدى الى إحراق أجزاء من البناية .

× مقتل ثلاثة مواطنين السليمانية إثر تظاهرات سلمية تأيدا لثورتي تونس ومصر

× مقتل العديد في مدن الديوانية الحمزه وعفك ممن تظاهروا وبأوامر من مدير شرطة القادسية .

× مقتل العديد من المتظاهرين في مدينة الكوت وبأمر من محافظها .

× فرض ووجوب أن تجاز التظاهرات من قبل المحافظين في بغداد والنجف وكربلاء ومحافاظات أخرى رغم مخالفتها للدستور العراقي بكل نواقصه

× إعتبر محافظ ذي قار إن يوم الجمعة هو يوم عمل رسمي لأنه سيصادف في يوم 25 شباط ، وما تلى ذلك من تداعيات أمنية في المحافظة وبعض قصباتها .

من كل هذه التداعيات ، وغيرها الكثير ، إلا يحق للمواطن أن يقول لماذا ؟!!
لماذا يقمع صوتي الذي لا يدعوا لغير العدالة الأجتماعية ؟؟!!!

استنتج شخصيا من مجريات يوم 25 شباط أن الذين دعوا للأعتصام ونفذوه بإمتياز هم عراقيون حضاريون بكل التفاصيل .
وفي نفس الوقت وعلى ضوء مجريات ذلك اليوم الحافل بالمتناقضات ، استنتج أن الحكومة العراقية بكل مسؤوليها ورئاساتها الثلاث وما يحيط بهم ، إنما يعيشون قمة التخلف عن شارعهم ، ولم يرتقوا الى حضارية المعتصمين والمتظاهرين .
ألا تبارك العراق بحضارية شارعه وناسه الحقيقيين .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - استنتاجات سليمة... ولكن
سمير طبلة ( 2011 / 2 / 26 - 23:21 )
بأي ((برد وسلام)) مر يوم 25 شباط المجيد؟
وعشرات العراقيين قتلوا وجرحوا واعتقلوا وعذبوا و... والمطلوب اليوم تسمية ظالميهم، وبمقدمتهم المالكي، وتقديمهم الى القضاء العادل.
فأي تهاون في فضح القتلة والظالمين يعتبر - شئنا ام أبينا - مشاركة لهم بالجرائم المخزية. فلنكن بمستوى المسؤولية.
ونحن لها!

اخر الافلام

.. لبنان - 49 عاما بعد اندلاع الحرب الأهلية: هل من سلم أهلي في


.. التوتر يطال عددا من الجامعات الأمريكية على خلفية التضامن مع




.. لحظة الاصطدام المميتة في الجو بين مروحيتين بتدريبات للبحرية


.. اليوم 200 من حرب غزة.. حصيلة القتلى ترتفع وقصف يطال مناطق مت




.. سوناك يعتزم تقديم أكبر حزمة مساعدات عسكرية لأوكرانيا| #الظهي