الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


لا تستنسخوا تجربتنا

حسين علي الحمداني

2011 / 2 / 26
مواضيع وابحاث سياسية


لأول مرة في تاريخ الأمة العربية لا نحرق في مظاهراتنا علم أمريكا ، أعتدنا منذ عقود طويلة وفي كل المظاهرات التي كان يشرف عليها ( أزلام الدولة والسلطة والحزب ) أن تهتف الجماهير ( نفط العرب للعرب موتي يارجعية ) فيما كان يهتف طلاب المدارس ( هيه هيه عطلة ) ، بعدها تم إتخاذ شعار مركزي يهتف به الكبير والصغير ( بالروح بالدم نفديك يا صدام او علي صالح او معمر ) حسب البلد الذي تمشي في شوارعه المظاهرة ، واعتدنا في مظاهراتنا او مسيراتنا اللاعفوية انذاك أن ( نقتل ) نفسنا في التصفيق تحسبا لأن توجه لنا إتهامات الخيانة العظمى أو عل أقل تقدير يتم توبيخنا من قبل المسؤولين .
وعلى ذكر المسؤولين فإن مسؤولي الأنظمة الشمولية أكثر عددا من النظم الديمقراطية وربما يتصور البعض العكس ولا أعرف لماذا نستنكر الآن وجود 325 نائب في البرلمان بينما كان عددهم في المجلس الوطني 250 جميعهم غير منتخبين من قبلنا ، كان في العراق في آخر حكومة قبل 2003 بحدود44 منصب وزاري والعراق مقسم لأربعة مناطق عسكرية ، وفي كل ناحية وقضاء أكثر من الف مقاتل جاهز للقتال وضرب الشعب وكلهم كانوا مسؤولين خاصة وإن صلاحية الإعدام كانت تحت أمر ضابط برتبة ملازم أو رفيق حزبي لا يفرق بين ( الإستغلال والاستقلال ) .
المهم منذ بداية انتفاضات الشعوب العربية ضد ( قادتها التأريخيين ) وأنا لم افارق القنوات الأخبارية لأتابع المظاهرات العفوية وكما قلت أكثر ما شدني بأن لا أحد شتم أمريكا أو حرق علمها أو تجاوز عليها رغم إنها لوقت قريب جدا كانت ( إمبريالية ) ، بل إن بعض عناصر المعارضة الليبية أعلنت رغبتها بتدخل أمريكي لإنقاذ الشعب الليبي من جلاده القذافي ! ولا أدري إن كانت أمريكا ستتدخل أم لا ؟ خاصة وانها على ما يبدو لا تريد أن تزج نفسها ذلك .
ومنذ سقوط بن علي وأنا في حديث يومي مع بعض الأخوة التوانسة الذين تربطني بهم صداقة قديمة ووجدتهم فرحون بثورتهم ويطالبون بإجتثاث الحزب او التجمع الدستوري بزعامة بن علي ، وقلت لهم بأعتبار أمتلك خبرة بضعة سنوات لا تجتثوا التجمع الدستوري حتى لا تأتيكم المفخخات وبعد أن تقدموا كذا الف ضحية ترجعون وتقولون يحق لهم الترشح وشغل المناصب !! هذا الراي جوبه بالرفض التام وقالوا دون هذا الموت الزؤام ! وتمادوا بحيث طالبوا بتأسيس مجلس تأسيسي يشبه ما كان موجودا عندنا وهو مجلس الحكم ، وقلت في معرض تعليقي انكم تستنسخون تجربتنا ؟؟ قالوا لا انتم بلد محتل .. قلت أعرف لهذا لا تستنخوا ما جربناه وفشل ؟ لكنهم تمادوا ويطالبون الان بان تكون الحكومة القادمة حكومة شراكة وطنية .. ولن اناقشهم في هذا أبدا لأنني واثق بأنهم لن يستفيدوا من النصائح والتجارب وبالتالي سأظل احتفظ بصداقتي معهم ولكي لا أخسرهم ويخسرونني .
في مصر لي صديق وصديقة وكانوا متواجدين في ميدان التحرير يوميا وعندما تنحى مبارك هنئتهم تلفونيا وهذا أضعف الإيمان .. ويوميا اتصل بهم وأسمع انهم يريدون اجتثاث الحزب الحاكم واقالة حكومة شفيق وأكرر نصائحي لهم ولا ينفع .. فلماذا لا تستفيدوا من اخطاء الآخرين وتجاربهم في الانتقال من الشمولية للديمقراطية بأقل الخسائر والسياسة كما يقال فن الممكن فلماذا نجعل منها اللاممكن ؟ بأمكان التوانسة والمصريين أن يجعلوا من ( الحزب الحاكم ) كوبري يعدوا به للمرحلة الثانية وأن لا يجعلوه عقبة تعيق مسيرتهم كما فعلنا نحن وفشلنا في تأهيلهم للمجتمع وتحولوا لقتلة للشعب وبعد مائة الف شهيد قلنالهم تعالوا عمي إستلموا مناصبكم وعلى عناد أمريكا ، وخرجنا مظاهرات نندد بعودتهم ولكن العقلاء منا قالوا لنا هؤلاء سيوقفون السيارات المفخخة والعبوات الناسفة فقلنا ( هلا بيهم هلا ) وشر البلية ما يضحك ، وهلهولة لقتلة الشعب .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - كلام صحيح
احمد كامل ( 2011 / 2 / 26 - 22:17 )
اهنئ الكاتب على صراحته وجراته في نقل الحقيقة وانصحه بان لا يخسر اصدقائه وانهم سيعودون لطلب النصح منه باعتبار العراق تجربة رائدة في المنطقة ولا بد من الاستفادة منها

اخر الافلام

.. أحلام عموري: نوجهولها تحية في نار جهنم .. عن من تتحدث؟ ????


.. الانتخابات الأوروبية: قيمة استطلاعات الرأي • فرانس 24 / FRAN




.. السودان.. الحركات المسلحة تخسر أعنف المعارك في الفاشر، وبحري


.. الرئاسة الفلسطينية : تصريحات المرشد الإيراني لا تخدم القضية 




.. مراسل الجزيرة: 4 شهداء بينهم طفلان إثر استهداف الاحتلال شقة