الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


العراقييون في الامتحان

عباس داخل حسن

2011 / 2 / 26
اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق


مظاهرات العراقييون في يوم الجمعة 25 شباط 2011 عدت اكبر مظاهرات في تاريخ العراق ودخلنا مرحلة جديدة من الانقسامات ومرحلة جديدة من الدمار والتعقيد بسبب الاحباط من معالجة التخريب الذي لحق بالعراق والنخب على مختلف مشاربها واطيافها ورغم نيل بعض المحافظات قسط من مطالبها كما حدث في البصرة اغنى مدينة في العراق وتعيش فقر مدقع الا انه لم يعد تغير لان القادم سيعمل بنفس الوتيرة بحكم التشريعات المغلوطة التي سمحت لمن سبقه بان يسرق ويخرب وينفض يديه دون عقاب اوحساب وذلك لضعف الرقابة والمحاسبة بكل مفاصل الدولة وبسبب المحاصصة السياسية التي خلطت الاوراق بطريقة معقدة فما معنى ان تكون في الحكومة والمعارضة في آن واحد وتجتمع صباحا مع رؤساء الهيئات التشريعية والتنفذية وتدلي بتصريحات الرضا والامتنان بكل بجاحة وفي المساء تلقي خطبة على مسامع الشهود من المهمشين والمظلومين والمصادرة كافة حقوقهم وتتعاطف معهم بكل وقاحة انه رياء ومغالطة واستخفاف بالعقل والمنطق .
اما ان تكون معارضة او ضمن تشكيلة الحكومة من اجل وضوح الرؤيا وتحقيق مطالب شعبية والحد من الفساد الذي استشرى بطريقة مخيفة وغير مسبوقة في بلد عانى الكثير من القتل والتخريب وضرب باقسى انواع الضرب في كل شيء على يد الدكتاتور السابق والاحتلال حتى في بنيته الاجتماعية والاخلاقية
الامر الاخر الذي يثير الاستغراب هو انقلاب بعض من نادى ودعى للتظاهر بين ليلة وضحاها على مواقفه بتبريرات استباقية قبل حدوث المظاهرات التي ثبتت للجميع عكس كل تقولات الحكومة وبعض من ينظرون بعين الريبة لحركة الشعب العفوية والتي دقت جرس انذار لماهو قادم للخلاص من الفساد والحرمان وانعدام الامن ومصادرة ارزاق طبقات واسعة من الشباب العراقي المبتلى من الاحتلال والسراق
ان اختلاف المشهد لمايجري في العراق عما هو سائد في المنطقة من حركات وانتفاضات مناهضة للفساد والديكتاتورية هو غياب القيادة اوالمرجعية للمتظاهرين وتشتتها مثل النقابات وغيرها مما اضعف زخم تلك المظاهرات المطلبية والتي نادت بحقوق مشروعة يكفلها الدستور والقانون والشرعية الدينية والانسانية والسبب الاخر مايدور في ليبيا من انتفاضة عارمة ضد الديكتاتور واسرته الفاسدة ومايدور باليمن والاردن ومصر وتونس مماحجب الكثير مما جرى في العراق حتى بات الخبر الثالث اوالرابع في وسائل الاعلام وتم تغطيته بمساحة ضيقة وهامشية
وقد ارعبت التظاهرات كثير من حكام المنطقة الخضراء باعادة حساباتهم ولم يعد الشعب العراقي يتحلى بالطيبة كما يحلو للبعض في دغدغة مشاعر البسطاء فقد نفذ صبر ايوب وتجاوز حدود اللامعقول
اليوم نحن امام مفترق طرق وامتحان لكل المرجعيات والكتل السياسية ومنظمات المجتمع المدني والحكومة في مراجعات ليست شكلية لاتلامس جوهر الاصلاح الحقيقي واجتثاث الفساد ، اونضيع في متاهات التخبط والعودة الى الاستبداد والتخلف والمصادرة بكل انواعها
وعند الامتحان يكرم المرء اويهان
عباس داخل حسن
[email protected]








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. النزوح السوري في لبنان.. تشكيك بهدف المساعدات الأوروبية| #ال


.. روسيا تواصل تقدمها على عدة جبهات.. فما سر هذا التراجع الكبير




.. عملية اجتياح رفح.. بين محادثات التهدئة في القاهرة وإصرار نتن


.. التهدئة في غزة.. هل بات الاتفاق وشيكا؟ | #غرفة_الأخبار




.. فايز الدويري: ضربات المقاومة ستجبر قوات الاحتلال على الخروج