الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


لا .. لسارقي أحلام شباب 25 يناير .قراءة في ثقافة المتسلقين .

أحمد صقر

2011 / 2 / 26
حقوق الانسان


لا .. لسارقي أحلام شباب 25 يناير
(قراءة في ثقافة المتسلقين )
د.أحمد صقر- جامعة الإسكندرية
تندهش عندما تنظر حولك في ميدان التحرير وفي كافة ميادين مصر , بل تزداد الدهشة عندما تجد بعض ممن كانوا يوالون النظام السابق بكل ألوان الموالاة والتأييد , وتندهش عندما تجدهم يسعون إلي احتلال الصفوف الأولي في هذه المرحلة الانتقالية وتسأل ألم تكونوا بالأمس القريب من مؤيدي النظام السابق ؟ ألم تكونوا أعوانه ومؤيدي أفكاره وأفعاله ؟
نعم كانوا ولايزالوا علي أفكارهم , وإن لم يصرحوا بها ,لأن عقولهم تقول : عليكم أن تنتهزوا الفرصة وتستفيدوا من غفلة بعض الحاضرين في المشهد السياسي ,ذلك لأن المتسلقين يظنون أنهم قادرون علي التحول وارتداء أقنعة الزيف والخداع مرة ثانية ولما لا ؟ والمكاسب كثيرة اليوم وغدا .فلماذا لا ندعوا إلي تكوين جماعات وأحزاب وكل من له مطلب يقول ذلك صراحة , أو ليكتب مطالبه لكي تنفذ .
ما الذي يحدث ياقوم ؟ ألا تعقلوا ما تفعلوه ؟ -وحديثي موجه إلي راكبي موجة التسلق- وإن كنتم لا تعقلوه فلماذا تظنون أن الشعب لا يفهم ولا يعقل ؟ فهو يعلم جيدا أنكم سارقوا أحلامه بالأمس وعازمين علي سرقته اليوم , ومتنمرين لكي لا تضيع الفرصة لأنكم علي قناعة أنهم – كما تظنون - مجرد دمي تتحرك بكلمة حلوة من مر عسلكم ومن رداءة بضاعتكم .
اليوم يبدل بعض أشياع النظام السابق أقنعتهم , نعم ؟ ولكن لماذا والاجابة المتوقعة لكي يرتدوا أقنعة تمكنهم من حسن خداع شباب 25 يناير , لذا علينا أن نسأل أين كان هؤلاء بالأمس ؟ وماهو موقفهم مما كان يحدث ؟ هل كانوا مع أحلام شباب 25 يناير ؟ هل أحسنوا معاملة زملاءهم في العمل وفي كافة نواحي الحياة ؟ أم كانوا مع من ازدري واحتقر حقوق كثيرا من الناس , بل وحال بينهم وبين أوليات الحياة الكريمة , هل تعالي من بين هؤلاء – أصحاب الأقنعة الجاهزة – بالامس عليك أو علي أحدا من زملاءك وأصدقائك , عندما كان يقول لك رئيسا سابق , أو مديرا حالي , أو رئيس مؤسسة فاسد أو رئيس كيانا مارق ما يسعون اليوم لتغييره وابداله بمعسول الكلام والوعود , حتي لو ألقي بعضهم ببعض من حوله من الكبار أو الصغار المهم أن يبقي ويزداد منصبه علوا وتتضخم أمراضه لنصبح في مرحلة قريبة جدا بحاجة إلي إعادة تصحيح ثورة 25 يناير , لأننا قد صدقنا أنهم كانوا مظلومين أو كانوا خيرين ولكن غطي التراب والغبار علي أمجادهم السالفة ,أنهم كانوا يحسنون إلقاء الخطب والأشعار والقصائد وكلمات التأييد والموالاة وكثيرا ما سمعنا كلمة الشفافية , تلك الكلمة التي خلت من معانيها وأصبحت مرادفا للخداع والتحايل ومعان أخركثيرة .
ادعوا كل الشباب من العقلاء والعارفين بأمورهم والفاهمين لكل من حولهم ألا يلعب بهم الكرة من قبل محترفي المكر والخداع من مدربي الهوان والذل , لابد أن تعوا جيدا أن الثورة التي فاجأت العالم وأذهلته , إنما جاءت من أجل إزالة كافة أثار الهوان والذل والظلم , فحذاري أن يندس بينكم بمعسول الكلام من كان بالأمس عدوا لكم وحذاري من الذين يبحثون لأنفسهم عن مكان وكيان في المرحلة القادمة .
علي الشباب أن يدركوا أن الثورة تطالبهم بضرورة المحافظة علي دماء أرواح الشهداء وأن يعوا جيدا كيفية المحافظة علي أهدافهم وكيفية الأستمرار وصولا إلي تحقيق الغد الأفضل , عليكم أن تحركوا عجلة الإنتاج في كافة القطاعات وأن تبدأ المدارس والجامعات , ,أن تتحرك وزارة الداخلية لإصلاح ما تسببت فيه بعض العناصر الغير مسؤلة من ضباطها وجنودها , وأن تلملم جراحها ونتذكر شهداءها وشهداء جيشنا الباسل وكل شهداء مصر , علي وزارة الداخلية نشر قواتها ورجالها في كل مكان حتي يعم الأمن والأمان ربوع مصر , وألا نترك حرماتنا للراغبين في نشر الخوف بين الناس وضرب وحدة هذا الشعب , فقد عشنا دائما أخوة متحابين من أبناء الشعب كافة ولا ننسي دور رجال الأمن عبر رحلة المحافظة علي هيبة مصر ,وأن لا نعطي الفرصة للخارجين علي القانون لضرب وحدة صفوفنا , وأن نسرع للمحافظة علي ثورتنا , وأن نعي جيدا أن العقل ينادينا وأن الحكمة تقتضي أن نتخطي كافة الخلافات السابقة , وألا نقيم المحاكمات وندق طبول الانتقام , ونعلن ساعة القصاص وننسي قول السيد المسيح (من منكم بلا خطيئة ) , ولا ندرك أن كثيرين من أعداء الثورة في الداخل والخارج ينتظرون لحظة الانقضاض علي أحلام كافة جموع الشعب المصري الذي انتظر سنين وسنين لكي يدرك هذه اللحظة التي لشدة جمالها ولروعة منظرها أبكتنا جميعا فرحا وترحا وشكرا لرب العباد أن عشنا هذه اللحظة التي ظنناها لن تأتي , بل الحقيقة لم نكن نظن أنها قادمة , حتي فكرنا كثيرا في كيفية الأستمرار وسط هذا الطريق المغطي بالآسي والحزن مما ألت إليه الحياة علي أرض مصر أم الدنيا , بل أكثر من ذلك كنا نفكر أن الغد سيأتي علينا بما هو أهون مما نري .
حقيقي جاءت هذه الثورة برياح التغيير وحملت معها بذور التلقيح لزهورا وورودا وأشجارا وثمارا نجزم أنها ستخلوا من الهرمونات والمواد المسرطنة , فقد أستيقظ هذا الشعب ولن يغفوا ولن يغط في نومه , بل ستصبح سنوات اليقظة هي الملمح المميز للشخصية المصرية , ولن نقبل أن يسفه المتسلقون من قدراتنا علي الحكم الصحيح علي من يدخل المشهد السياسي , ومن يخرج منه , فقد انتهت أيام الغفلة والرجفة , الغفلة ممن كان ولابد ألا نتحدث بشأنهم مهما كثرت الأخطاء , والرجفة منهم إن نحن ذكرنا أخطاءهم سيصب علينا جام غضبهم وحقدهم . علينا أن نحرص علي ألا يسرق السارقون أحلام شباب 25 يناير , وألا يشوش المتحزلقون بكريه أصواتهم علي أصوات العقلاء والفاهمون من هذا الشباب , فهم ليسوا بحاجة إلي من يرشدهم طريق الصواب , حيث أن ما فعلوه كان بمحض عقولهم وقدراتهم وحدهم . وأخيرا أعود وأكرر لا.. لسارقي أحلام شباب 25 يناير .









التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - وماذا بعد؟
طارق جمال الدين عطية ( 2011 / 3 / 5 - 16:10 )
أتفق معك على أن المتسلقين لن يكفوا عن انتهاز الفرص، ولن يألو جهدا فى أن يركبوا الموجة ... وهنا يأتى دور المثقفين وأصحاب الرؤى منا فى التصدى لهم كل فى موقعه، فلا نسمح لهم فى مجالس الأقسام بالعودة وممارسة أدوارهم وألاعيبهم تحت وطأة الحرج من كبر السن ... فمن شب على شئ شاب عليه ... ولو كان صالحاً لما أفسد فى أجيال عانت منه وعانت منه مؤسسات تعليمية يفترض بها أن تتصف بالنزاهة والاستقلالية وتعليم الأجيال الرأى الحر. فما أقل من أن نتصدى لهم، ونتحمل مسؤليتنا الأخلاقية والاجتماعية والتربوية، ونقى الأجيال من شرورهم، ونواكب أخلاقيات الثورة والتغيير، ونساعد الشباب على المضى فى طريقهم، وأن نعمل بالشعارات التى نرفعها معهم ... -لا مكان بيننا للمتسلقين ولا لامنتهزى الفرص- د.طارق جمال

اخر الافلام

.. الأمين العام للأمم المتحدة للعربية: عملية رفح سيكون لها تداع


.. الأمين العام للأمم المتحدة للعربية: أميركا عليها أن تقول لإس




.. الشارع الدبلوماسي | مقابلة خاصة مع الأمين العام للأمم المتحد


.. اعتقال متضامنين وفض مخيم داعم لفلسطين أمام البرلمان الألماني




.. الحكم بإعدام مغني إيراني بتهمة «الإفساد في الأرض»