الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


حمى التظاهر

اكرام الراوي

2011 / 2 / 26
مواضيع وابحاث سياسية


الى اي مدى همش الشعب العربي على مدى عقود طويلة , وكممت افواهه حتى بدأ يتاكل ويطحن نفسه , ووصات به الامور الى ان يشعل النار في جسده احتجاجا" على القهر والظلم الذي يعيشه , بعد ان عجز عن ايصال صوته الى المتسلطين على , رقابه ومصيره , من خلال شلة من الجلاوزة والفاسدين من الحكام ومساعديهم المطبلين لهم مقابل ما يحصلون عليه من مال ه
لم نكن نسمع يوما ما ان احدهم اشعل النار في جسده احتجاجا" على الظلم والاستبداد , وبالرغم من ان من فعل هذا كان مثالا" مؤلما" وصارخا وعظيما" في نفس الوقت الا انه يمثل اسوأ انواع التعبير عن الاحتجاج فعندما يكون الانسان يائسا” وحبطا” وعاجزا” يفعل ذلك واكثر , ولكن علينا الاعتراف بان هؤلاء المحتجون لم يشعلوا الشرارة في اجسادهم وحسب بل اشعلوا شرارة اللسان والفكر للانسان العربي ليخرج عن صمته وسباته ويتصدى باغلى ما عنده وهي روحه من اجل استنكار الظلم والاستبداد واستطاع ان يقول اخير لا , انه امر يدعوللفخر والسعادة , ويثبت ان الشعب العربي وخاصة الشباب مازال حيا" وفعالا" ,ومن هنا فقد شهدنا خلال الاشهر الاخيرة الماضية ثورتين رائعتين قادها الشباب مستقبل الامم ونهضتها, شباب متنور ومتعلم وبالرغم من الظروف السيئة التي يعيشها الا انه لم يدع اليأس والاحباط يقتله ويدمره بل تمرد على الواقع , وحقق الانتصار في تونس اولا" ومن ثم في مصر , مصر التي ارادت ان تثبت للعالم العربي ان تونس وشبابها ليسوا افضل من المصريين وانهم سيقفون ضد الظلم ويقولون لا, وبالفعل استطاع المصريون ان يحققوا الثورة و وهم سائرون في طريق التغيير وبناء الحياة الجديدة للشعب المصري.
الا ان المثير هنا ان تلك الصحوة والثورات بدأت حمى عدواها تسري في جسد الامة العربية و وانتقلت الى ليبيا , التي يواجه فيها الليبيون اسوأ ظروفا" من قبل القذافي وزمرته المجرمة , وكذلك انتقلت عدوى التظاهرات والرفض الى اصقاع اخرى من العالم العربي , فها نحن نسمع مثيلاتها في اليمن والجزائر والاردن وبالامس العراق , لا بل حتى الدول الاكثر تخلفا" في العالم والعالم العربي تحديدا”, اصابتها عدوى حمى الرفض والمطالبة بالتغيير , انه لامر رائع ويدعو للبهجة والسعادة بالرغم من الهمجية التي يعامل بها الشعب العربي من قبل الانظمة الدكتاتورية واعوانها .
الا ان المطلع على مجريات الامور في الدول العربية التي بدأت تظهر فيها التظاهرات الغاضبة والرافضة للاوضاع الانسانية المتردية في مجتمعااتها , يلاحظ ان الشعب العربي يعاني من امية سياسية واجتماعية وفكرية كبيرة وخطيرة , كان بالتأكيد ورائها تلك الحكومات التي لم ولن ترد لتلك الشعوب النهضة والتنوير و بل ارادت ان تكون دمى تحركها بالنار والحديد ,وما يؤكد ذلك طبيعة التظاهر والشعارات التي يرددها المتظاهرون , تكاد تكون نفسها لا بل ان في بعض الدول كان المتظاهرون يرددون شعارات غير مطلبية , بل هي مجرد الاعتزاز بالوطن والشعب , وهذا دليل على تعاطف الشعب العربي مع بعضه البعض , اذ لم يجد هؤلاء الا التظاهر للتعبير عن هذا التعاطف , كما ان التظاهرات تعكس كسر حاجز الخوف من المسؤول ولحاكم الذي قمعه لعقود طويلة , كما انه وللاسف تبدو الصورة ضبابية وغير واضحة لهذا الشعب الذي بقي سجينا" للخوف والقمع , حتى انه لم يجد قادة تحرر او قوى وطنية شجاعة تنظمه وتقوده الى الطريق الصحيح وتخرجه من حالة الخوف والهامشية والضحالة التي كان يعيشها خلال العقود المنصرمة.
ترى هل سيجد الانسان العربي بعد كل تلك الاحداث المشتعلة مبتغاه وغايته في التحرر من اجلها؟ وهل سيشهد العالم العربي خلال السنوات القادمة , مجتمعات تسودها العدالة والديمقراطية والحريات الفكرية والاجتماعية؟ وهل سيخرج الانسان العربي من حالة اليأس والتهميش التي عاشها لعقود ؟ يبدو ان الامر لن يكن يسيرا" مطلقا.".
اكرام الراوي/لاهاي








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - صحوة متاخرة
نادية الراوي ( 2011 / 3 / 1 - 14:45 )
ان ما جرى في العراق اليوم واثارة الضمائر والشياب وكبار السن والنساء وكل اصناف البشر الذين ثارت اجيج نيرانهم مما يرونه امام اعينهم وهم في صمت قاتل يميت الانسان وهو حي . وما شاهدوه فى الثورات التى جالت انحاء العرب . لم يكون افضل من غيرهم على الظلم الذى تحمله الفرد العراقى من سوء عيش ومظالم وسجون واهانات وبطالة جعلت العراقيين يثورون كقنبلة موقوت لم يكون هذا الذى حصل في جمعت الغضب
بل من يو م تراس المالكي العراق ان يثورو ويطلبو مطالبهم بما انهم يقولون ديمقراطية
اين هي ان ما راينا هي ثورة اوجاع وحاجة وفاقة اكثرهم مترفين هم اللذين جعلوهم يثورون ومع العلم نحن عائمين على ارض البترول اين اين اين
والشباب يستقبلون المظاهر بورود حمراء محبة وسلام وهم يقتلون الاروح بنيران غيضهم وجبنهم ومن اخطائهم التي لايستطيعون ان يخبون روؤسهم ويوهم الشعب بالاماني والكذب ولكن سياتي يوم يقولو لالالالالالا للظلم للعبودية لنهب الثروات التي استلبهل المحتل وتركها يستلبها الظالمين سيشرق يوم جديد تعلو كلمة لالالالالا بل نعم للحق

اخر الافلام

.. الجزائر: لإحياء تقاليدها القديمة.. مدينة البليدة تحتضن معرض


.. واشنطن وبكين.. وحرب الـ-تيك توك- | #غرفة_الأخبار




.. إسرائيل.. وخيارات التطبيع مع السعودية | #غرفة_الأخبار


.. طلاب بمعهد ماساتشوستس يقيمون خيمة باسم الزميل الشهيد حمزة ال




.. الجزائر: مطالب بضمانات مقابل المشاركة في الرئاسيات؟