الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


شالوم (15) שלום الأخير

ثائر الناشف
كاتب وروائي

(Thaer Alsalmou Alnashef)

2011 / 2 / 26
الادب والفن


( منزل عزرا )
يدخل شالوم لاهثاً إلى صالة المنزل
شالوم ( بأعلى صوته ) : أبي .. أمي .
( يلتفت شالوم حوله .. يذرع الصالة ذهاباً وإياباً )
شالوم : أبي .. أمي ، أين أنتما ( يجلس على الكرسي ، يحمل كتاباً من الطاولة ، يقلب صفحاته بعبث ) .
شالوم ( نزقاً ) : يا إلهي .. يا إلهي ، أين ذهبا ( يضع الكتاب على الطاولة ) .
شالوم ( يسكب الخمر في قدح صغير ) يا للتعاسة ( يرشف الخمر دفعة واحدة .. يتحرك باتجاه الكنبة ، يستلقي عليها ) أين ذهبا .. أين ؟ ( يفز واثباً ) أوووه ، لقد تذكرت ، إنهما يقومان بزيارة صديقهما في مثل هذا اليوم من كل أسبوع .. حسناً ( يتسمر في مكانه ، يسمع وقع خطوات قريبة ) .
( يدخل عزرا )
شالوم ( عابساً ) : أبي .
عزرا ( باسماً ) : شالوم .. عمت مساء .
( تدخل سارة منهكة )
سارة : شالومي ( تحضن شالوم ) حمداً على سلامتك .
شالوم ( ببرود ) : وسلامتك .
عزرا ( يخلع سترته ) : لقد طال غيابك ، كيف حالك ؟.
شالوم ( متأففاً ) : بخير .. بخير ( يجلس على الكرسي ) .
سارة ( تجلس قبالة شالوم ) : شالوم ( تحدق بعيني شالوم ) ما بك ؟.
شالوم ( بامتعاض شديد ) : لقد أعفيت من الخدمة .
عزرا ( مستغرباً ) : لماذا ؟.
سارة ( فرحة) : يا لسعادتي بهذا النبأ السار .
عزرا : شالوم ، ما الذي حصل ؟.
شالوم ( بعدم اكتراث ) : لا شيء .. لا شيء ، مجرد خلاف صغير مع أحد الضباط.
عزرا : لطالما كان خلافاً صغيراً ، فهل يعقل إعفاءك من الخدمة بسببه ؟.
شالوم ( كاظماً غيظه ) : ليس هذا مهماً .
عزرا : ما المهم إذن ؟.
شالوم : الحقيقة .
سارة ( مستغربة ) : أي حقيقةٍ ؟.
شالوم ( يحدق بعزرا وسارة ) : حقيقتي .
عزرا ( مندهشاً ) : وما هي حقيقتك ؟.
شالوم : الحقيقة التي يتردد صداها في أذني .
عزرا ( يحدق بسارة ) : هل فهمتي شيئاً ؟.
سارة ( تومئ برأسها آسفة ) : بلى .
عزرا ( مضطرباً ) : عن إذنكما ( يهم بالخروج ) .
شالوم ( يمسك بذراع عزرا ) : مهلاً .. مهلاً ، هل تخشى من الحقيقة ؟.
عزرا ( مرتبكاً ) : كلا .
شالوم ( يمسك بذراع سارة ) : هل تخشين من الحقيقة ؟.
سارة ( بثبات ) : كلا .
شالوم ( يذرع الصالة بثلاث خطوات سريعة .. يلتفت مشهراً سبابته نحو عزرا وسارة ) : إذن فلتخبراني بالحقيقة .
( يحدق عزرا وسارة ببعضهما البعض )
عزرا ( مطأطئاً رأسه ) : لا شيء لدي لأقوله .
سارة ( بأسى ) : كنت أعلم في قرارة نفسي ، أنه سيأتي الوقت الذي ستعلم فيه الحقيقة .
شالوم ( حانقاً ) : لماذا لم تخبراني بها حتى الآن ؟.
عزرا : لأننا خشينا عليك مثلما خشينا على أنفسنا .
سارة : أرجو أن تسامحنا .
شالوم ( بحدة ) وممن تخشون ؟.
عزرا ( يذرع باتجاه شالوم .. يحدق بعينيه ) : لا تستطيع محاسبتي على اللحظة التي حملتك فيها، وأنت في المهد تصرخ من شدة الجوع والعطش .
شالوم ( يائساً ) : وأمي .. أين كانت أمي ؟.
عزرا ( أسفاً بحزن ) : لقد التهمتهما آلة الحرب التي لم تفرق بين كبير أو صغير .
شالوم ( حانقاً ) : هكذا إذن ، لماذا لم تفكرا بإعادتي إلى المكان الذي وجدتماني فيه ؟.
سارة : ليتنا استطعنا .
عزرا : لم يعد لذلك المكان أي أثر ، أنت الأثر الوحيد المتبقي منه .
سارة : إنه القدر .
شالوم : أي قدرٍ هذا الذي حرمني من حنان الأم ؟.
عزرا ( يحدق بشالوم ) : لقد حرمناك من الحقيقة لنعوضك حنان الأم الذي افتقدته بسبب الحرب اللعينة ، وأسميناك شالوم أملاً بالسلام الذي يعيد الدفء إلى قلوبنا ( يصمت برهة ) فلو علمت بالحقيقة باكراً ، لأصبحت محروماً من الحنان طوال حياتك .
سارة (تطفر الدموع من عيناها ) : هذا ليس تبريراً ، إنها الحقيقة .. إنها الحقيقة بعينها.
شالوم ( يحضن سارة ) : أمي .
سارة ( بفرح غامر ) : شالوم .
عزرا ( يحضن شالوم وسارة ) : ولدي .
* * *
ســــــتـــــار








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. ذكرى وفاة الشاعر أمل دنقل.. محطات فى حياة -أمير شعراء الرفض-


.. محمد محمود: فيلم «بنقدر ظروفك» له رسالة للمجتمع.. وأحمد الفي




.. الممثلة كايت بلانشيت تظهر بفستان يحمل ألوان العلم الفلسطيني


.. فريق الرئيس الأميركي السابق الانتخابي يعلن مقاضاة صناع فيلم




.. الممثلة الأسترالية كايت بلانشيت تظهر بفستان يتزين بألوان الع