الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


لم يعد السكوت ممكناً

حسب الله يحيى

2011 / 2 / 27
مواضيع وابحاث سياسية



التظاهرات التي بدأت تنمو في العراق كأي زرع أخضر في ربيع عمره ..سينمو ويعلو ويأخذ مساحته ويملأ المكان كله عطاء وحركة ووجوداً مشهوداً.
هذه التظاهرات التي اعترفت الحكومة بها بعد سلسلة التظاهرات التي اجتاحت المدن العربية كافة ..بأنها تظاهرات مشروعة بعد شعور الناس باليأس والاحباط جراء الوعود الكثيرة التي لم يعد أحد يثق بها وبقائليها ..ستتصاعد وستأتي عاصفة ماحقة ..ذلك ان صبر العراقيين قد نفذ تماماً ..ولم يعد بهم المزيد من القدرة على الانتظار المر .
وماجرى في تونس ومصر والجزائر واليمن ..لايقاس في مشروعيته مقارنة بالعراق الذي ينام على ثروات طائلة يحصدها السياسيون ثمارها اليانعة لأنفسهم في وقت يعاني العراق من تخلف فظيع وسوء خدمات غير مسبوق وعلى وفق هذا الشكل المروع وفي جميع ميادين الحياة ..فضلاً عن السجون السرية التي كشف عنها مؤخراً والتي تضم آلاف الابرياء الذين لم يحاكموا منذ سنوات ..في وقت تبطل القوى السياسة بحقوق الانسان والديمقراطية !
الى جانب هذا البون الشاسع بين الفئات التي تعيش دون خط الفقر وبين التخمة الهائلة التي يعيشها نخبة كبيرة من المسؤولين وسط فساد منتشر في جميع أجهزة الدولة العراقية ..
ولاتتجه الدولة برمتها وفي رئاساتها الثلاث لأيجاد حلول سليمة لها ،وإنما تعمل على حلول ترقيعية بائسة لاتجد صداها وفعلها وتأثيرها في الشارع العراقي .
وما دامت الاحوال تسوء من يوم الى آخر ،ومن دون أن يتعظ حكام العراق مما يجري حولهم ..ولأنهم يقبعون في أماكن محصنة ..فأن الامر لايعنيهم لا من قريب ولا من بعيد وليس لهم سوى زرع الوعود وأنهم الى جانب الشعب للمطالبة بحقوقه المشروعة في حين يشكلون هم انفسهم أسباباً حقيقية في غياب هذه الحقوق التي إستلبوها من الشعب الذي إنتخبهم ..فنكثوا بوعودهم وشعاراتهم .
العراقيون ..لم يعد بوسعهم السكوت أكثر مما سكتوا وقد آن الأوان لهذه السكوت ان يصرخ ويعلن براءته من اوضاع مزرية ومدمرة وسيئة يعيشونها اليوم وسوف لن تطفيء مشاعل حرياتهم بالوعود الكاذبة التي لم يعد بوسعهم سماعها ..وإنما ستنير هذه المشاعل دروب الخيرين الى حقيقة العدالة والمساواة التي ناضلوا من أجل تحقيقها .
نعم ..السكوت ذل وقهر وعبودية ،وهذا ليس من طبع العراقيين الذين عرفوا بأنهم يدركون جيداً حقوقهم ..وكيف تسرق هذه الحقيقة في السر والعلن ..وما يحصل من عنف وفساد ..ماهو إلا نتيجة طبيعية لأستلاب العراق والعراقيين ,,ولابد من إصلاح ما أعوج وخرب ..وليس ستكون النتائج على العكس مما تشتهيه سفن ساسة هذا الزمن المر .. !








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. الجزائر: لإحياء تقاليدها القديمة.. مدينة البليدة تحتضن معرض


.. واشنطن وبكين.. وحرب الـ-تيك توك- | #غرفة_الأخبار




.. إسرائيل.. وخيارات التطبيع مع السعودية | #غرفة_الأخبار


.. طلاب بمعهد ماساتشوستس يقيمون خيمة باسم الزميل الشهيد حمزة ال




.. الجزائر: مطالب بضمانات مقابل المشاركة في الرئاسيات؟