الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الاحتجاجات الشعبية في العراق ... حوار افتراضي هاديء

دياري صالح مجيد

2011 / 2 / 27
حقوق الانسان


قال المحتج : اريد حقي في الحياة , اريد الخدمات والكرامة التي سحقها البعث بالامس القريب . اريد تعويض سنوات الحرمان والتشرد بلا حلم وبلا امل وبلا مستقبل . اريد كل هذا بل واكثر

قال المسؤول : ومن اين لي القدرة على كل ذلك , اذهب والعن صدام والبعث فهم من دمر حياتك وجعلها خراباً ابدي , وهم من حطم العراق وبناه التحتية بل وسحقها وحول معها العراق الى ارض محروقة

قال المحتج : واين النفط والثروات الهائلة ؟ , واين المليارات والميزانيات الانفجارية ؟ واين الوعود التي اطلقتموها بالامس في انتخاباتكم الكارثية ؟ واين الحرية والديمقراطية التي صدعتم بها رؤوسنا ؟ واين تسرب عبق الشفافية التي كنتم بها تتغنون ؟

قال المسؤول : عن اي بترول تتحدث ايها المحتج ؟؟ وعن اي ميزانية ؟؟ ونحن حائرون اليوم في اطعامكم واكسائكم وتعليمكم وربما تربيتكم بعد ان افسد البعث اخلاقكم وحرفكم عن دينكم و شعائركم , عن اي ميزانية تتحدث ونحن حائرون كيف سنصرف لكم اجوركم ومرتباتكم

قال المحتج : مليارات ومليارات تتحدثون عنها فاين الكهرباء واين الماء النقي واين الشوارع المبلطة واين الجسور المجسرة واين الحياة الحرة الكريمة التي اخرجتمونا من غيبوبتنا بسببها ؟

قال المسؤول : اياكم والاحتجاج فهو ليس شانكم بالامس ولا اليوم , فقد خدعكم من قال بان حكاماً في العراق هذا سقطوا بايدي الشعب , اذهبوا ناموا واحلموا وكلوا واشربوا من فتات موائدنا ومن ماء مغمس بفضلات مجاري منطقتنا الخضراء , انه افضل لكم من الانجراف الى مصيدة البعث العفناء .

قال المحتج : يا سيدي والله والعباس انا لست بعثيا والبعث هتك عرضي وسلب ارضي وجردني بالامس حتى من هويتي وانتمائي , فهل هذا هو بالله عليك جزائي ؟

قال المسؤول : اعرفك طيباً لين الطبع سهل العريكة , لذا اخشى عليك من ان تُخدع بشعارات التغيير , فالبعث يتربص بك يمنيا والمليشيات تتربص بك يسارا , ونحن نقودك الى الامام , لكن كل ما عليك هو الصمت والصبر لمجرد سنوات قادمات , واجعل ايمانك بالله وبنا عاليا ستُحقق احلامك في 20150 على يد ابنائنا القادمين من خلف اسوار المنطقة الخضراء ومن اوربا وامريكا ارض المحظوظين و السعداء .

قال المحتج : يا سيدي انه الفقر الذي لا يعرف دين ولا عبادة , فقر في المعيشة وفقر في الخدمات , مالي انا والبعث والمليشيات ؟

قال المسؤول : احذر اياك ثم اياك سابيدك عن وجه الارض ساشردك في الاصقاع ساحرمك حتى من رغيف الخبز ومن شرب الماء , انك بعثي حتى النخاع انك قاعدي الولاء انك مليشياوي الانتماء

قال المحتج : وكيف يا سيدي تطمان باني لم اخرج الا من رحم المعاناة عراقيا صافيا مدنيا متحضرا مسلوب الحق والكبرياء , لم اكن يوما عونا للبعث او للقاعدة ولم اكن يوما ممن عمل او تعاطف مع المليشيات ؟

قال المسؤول : ساطمان لك واصدق بعباراتك عندما تعود الى بيتك وتلوك الكلمات مع عائلتك واصدقائك وتصرف وقتك في المقهى في النميمة والطعن بالاخرين , ساصدق بك عندما تعود خانعا مطيعا خاضعا مصدقا لما بين يدينا من خطاب , مباركا لما نقول ونردد من كلمات , عندها فقط ساتيقن بانك عراقي اصيل لست من العابثين الضغفاء .

قال المحتج : والله يا سيدي ما بقي لي في هذه الدنيا شيء حتى ذاكرتي ثقبها الالم والجوع وتسربت منها كل الاشياء الجميلة , فما عاد فيها الا الحزن يضربني في كل لحظة ضربة تساوي باضرارها قنبلة هيروشيما

قال المسؤول : ويحك يا هذا اصبر ان الله مع الصابرين سنسعف طلبك في الالفية القادمة ولو بعد حين لا ترتد الى عهد البعثيين . ثم مابال ذاكرتك انسيت ايام التسعين ؟

قال المحتج : لا يا سيدي ولكن ايوب ان صاح صاح لك الحمد ان الرزايا عطاء وان المصيبات بعض الكرم , لكن اي كرم هذا الذي لا تنتهي عنده معاناتي وانتم كما سالف الزمن بغيركم , تتنعمون وتغتنون على عذاباتي

قال المسؤول : انظر ايها المسكين المجنون انك لن تجد غيرنا عونا مأمول فنحن عماد دنياك ونحن الحبل الموصول الى اخرتك في نعيم الجنة مع الخالدين , اصبر ثم اصبر ورابط ودافع عنا دفاع المستميتين العارفين المتبصرين , فالاعداء , يا هذا الذي لا اعرف له اسم ولا ادري انكان عراقيا بعد ام لا , بنا جميعا متربصين

قال المحتج : وما الحل يا سيدي المبجل المعظم المسؤول ؟

قال المسؤول : ببساطة عد الى بيتك واحذر الحديث بصوت عال فالسلطان نائم والجو غائم والهدوء مطلوب بشكل دائم , لانه ليس من الادب الخروج على السلطان في لحظة نومه العميقة , فهل فهمت ام انك بحاجة الى لغة اخرى افهمك بها يا ....... .

قال المحتج : حسبي الله انه وكيلي في الدنيا والاخرة هو اقوى منك ومن البعث والمليشيات والقاعدة , سلبتم حقي حتى في الحديث وتامرتم جميعا على مصائبي ومعاناتي وفقري وجوعي وعذاباتي , فباي دين انتم يا سيدي تدينون ؟ , ساحمل اوزاري جميعها , واحمل ما تبقى لي من احلام , علي اجد يوما مساحة في ذاكرة الايام , لم تطاها اقدام الخطيئة الحمقاء ولن اسمي بعد اليوم عهدا باسم الديمقراطية العرجاء ابدا ابدا يا سيدي يا عظيم العطاء .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. إسرائيليون يتظاهرون أمام منزل بيني غانتس لإتمام صفقة تبادل ا


.. معاناة النازحين في رفح تستمر وسط استمرار القصف على المنطقة




.. الصحفيون الفلسطينيون في غزة يحصلون على جائزة اليونسكو العالم


.. أوروبا : ما الخط الفاصل بين تمجيد الإرهاب و حرية التعبير و ا




.. الأمم المتحدة: دمار غزة لم يسبق له مثيل منذ الحرب العالمية ا