الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


مازال الطريق شاق امام التغيٌير

مكارم ابراهيم

2011 / 2 / 27
اليسار , التحرر , والقوى الانسانية في العالم


طالما لم يتم إجتثاث رموز الانظمة السابقة في كل من تونس ومصر فلم تحقق الثورة اية نجاحات. فقمع المتظاهرين وقتلهم باستخدام الذخيرة الحية واعتقال وتعذيب المتظاهرين مازال مستمرا الى الان في كل من تونس ومصر من قبل قوى الامن وتواطئ من بعض المتخاذلين في قوى الجيش. وهذا دليل بانه لم يحدث اي تغيير سياسي في كلا الدولتين, بل على العكس فان الخطا الذي أرتكب بحق هذه الثورات هو في بقاء رموز النظام السابق الذي مازال يستطيع ان يختار من يشاء في الحكومة الانتقالية او المؤقتة . وكذلك استمراره في استخدام كل وسائل القمع لاسكات المواطنين علاوة على انه يستغل وجوده في السلطة بحرق مراكز الشرطة والامن حيث توجد الادلة والاثباتات التي تدين المسؤوليين في النظام جنائياٌ .وثم يصرحون بان هذه الاعمال هي اعمال شغب من قبل الشباب المتظاهر. كما ان بقائهم في السلطة يعني سيطرتهم على اجهزة الاعلام بالتالي تضليل الشعب بالاكاذيب وتبرير اعمالهم الوحشية تجاه المتظاهرين بانها دفاع عن النفس او باتهام المتظاهرين بالاجرام او الارهاب او المهلوسين .

ان استخدام الانظمة العربية كل الوسائل الوحشية لقمع التظاهرات والتهديد بعدم التظاهر, ماهو الا دليل على ان هذه الحكومات هي حكومات اجرامية رجعية لاعلاقة لها بالديمقراطية والشفافية ولاتفكر الا بمصالحها ولاترغب بالاستماع الى مطالب شعبها لانها تعتبر شعبها مجرد بهايم تسوقهم كيفما تشاء.

وكذلك في العراق حيث يصرح العديد من السٌذج بانه قد حقق الديمقراطية والدليل هو سقوط المئات من القتلى في الشوارع يوم الجمعة في مدن عديدة حيث انطلقت تظاهرات في 19 مدينة عراقية وتم اعتقال العديد من المشاركين في هذه التظاهرات. هذه هي الديمقراطية العصرية التي قدمتها الحكومة العراقية للشعب العراقي. وسؤالي للمالكي هو هل الملايين التي خرجت في هذه المظاهرات من الاطفال والشباب والنساء هم من البعثيين. ام مجرد عراقيين يطالبون باحترام كرامتهم وحقوقهم المشروعة في العدالة الاجتماعية واحترامهم كبشر ويطالبون بان تكون عائدات النفط والاضرحة المقدسة لهم وليس لجيوبكم الخاصة .

إن التغيير في العراق يرتبط بمرتكزات عديدة .اولا مازال هناك احتلال واستعمار على الارض وهذا يعني لايمكن للشعب العراقي ان يحقق الديمقراطية والحرية والعدالة الاجتماعية طالما انه لم يتحرر من نظام حكومي مرتبط باستعمار. والتحرر من الاستعمار هو الذي يجعل المواطن العراقي يعي معنى المواطنة وبالتالي يمكن القضاء على التعصب الديني والطائفية التي سادت البلاد منذ 2003. فطريق التغيير في العراق يتطلب من الشعب العراقي ان يتحرر أولا من الاستعمار المرئي والاستعمار الغير مرئي ثم بعدها يكون التحرر من نظام حكومي بل بالاحرى من عصابة مافيا تسرق وتنهب وعصابة الرشاوي والفساد وعصابة الطائفية التي تصدر يوميا فتاوي غريبة على الشعب العراقي.

ولهذه الاسباب على الثوار ان يعوا اهمية اجتثاث جميع رموز انظمتهم السابقة للحفاط على ثمار ثورتهم ومن اجل النجاح في التغيير وكتابة دستور مدني جديد يحترم كل الفئات والطوائف .وبناء حكومة برلمانية جديدة ذات قاعدة عريضة متوازنة تضم كل القوى السياسية في البلد .وبالتالي لن يكون هناك سيطرة فئة سياسية على حساب فئة اخرى كما يتخوف الكثيرين من سيطرة الاصوليين على الحكومة.

لتسقط كل الانظمة العربية الديكتاتورية الرجعية في ليبيا وتونس ومصر والعراق والبحرين وموريتانيا واليمن والجزائر وسوريا وحتى في الدول الدول الملكية الاردن والمغرب .

المجد لكل الشهداء الذين سقطوا في هذه المظاهرات من اجل التحرر من انظمتهم ومن اجل الحياة الحرة الكريمة. والمجد للمتظاهرين الذين مازالوا صامدين امام عمليات القمع غير مبالين بالموت على ايدي حكوماتهم المجرمة.

مكارم ابراهيم








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. بايدن يخيب آمال الديمقراطيين خلال المناظرة الأولى أمام ترامب


.. تهديدات إسرائيل للبنان: حرب نفسية أو مغامرة غير محسوبة العوا




.. إيران: أكثر من 60 مليون ناخب يتوجهون لصناديق الاقتراع لاختيا


.. السعودية.. طبيب بيطري يُصدم بما وجده في بطن ناقة!




.. ميلوني -غاضبة- من توزيع المناصب العليا في الاتحاد الأوروبي