الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


حزب الدعوة مدعو إلى الانتفاضة

جاسم المطير

2011 / 2 / 27
مواضيع وابحاث سياسية


حزب الدعوة مدعو إلى الانتفاضة
جاسم المطير
ليس من عادتي التدخل بشأن داخلي يخص فردا أو حزبا أو جماعة وطنية. لكنني اشعر، اليوم شعورا وطنيا بخلاف عادتي لأن الرعود المتفجرة في بلادنا ، كما في المنطقة، كلها، تشير إلى برق محتوم قد لا يخلو من فواجع جديدة تحز أماني شعبنا وتطلعه لمستقبل كريم حر عادل.. لذلك اسمحوا لي أن أوجه رأيا شخصيا للمخلصين من أبناء شعبنا يضيق تحت إضلاعي مثلما يضيق بين أضلاع أبناء الشعب كله.
لقد حاق برئيس الوزراء نوري المالكي شيء كبير من الغرور والتعالي على الشعب العراقي وعلى أحزابه الوطنية وعلى قواه الديمقراطية منذ أول يوم جلوسه على كرسي ٍ مليء بآلاف الذنوب والجرائم، ممن جلس عليه قبله. بدلا من مغالبة الزمان الذي أوصله إلى هذا المنصب وهو ، كما أثبتت الأيام والأعوام، لا يملك مستوى مناسبا من العلوم السياسية في إدارة الدولة وإنقاذ الجياع والعاطلين، حيث ثقافته التي تعرفونها جميعا ، يا أعضاء حزب الدعوة في القمة التنظيمية أو في قواعدها ، والتي صرح بها الكثير من مسئولي الدولة وأعضاء البرلمان ورجال الصحافة وبعض قادة الأحزاب الوطنية الأخرى، لم تساعده على أداء دوره المطلوب بقدرة صحيحة رغم نواياه الطيبة. الفرصة أتاحت له هذا الصعود على بساط الريح، الذي حاكه الحاكم المدني الأمريكي بول بريمر على أسس وقواعد مجاري السيل الطائفي، والذي أصبح مرتعا ليس مخصبا في العملية السياسية العراقية. لم يدر انه بهذا المنصب ، خلال السنين الخمس الماضية أفقد، مع الأسف، العز النضالي لحزب ٍ قارع جبروت الدكتاتور صدام حسين ، الذي كان قد اقسم على قطع رقاب أعضاء حزب الدعوة بسيفه الملطخ بدماء جميع مناضلي الأحزاب الوطنية المناضلة ، متسلطا على شعبنا كله.
في سرعة الخيول الراكضة في مضامير السباق الطائفي من أجل المناصب والمنافع، استطاع نجم زعيم حزبكم أن يصعد ليس في أفق المكارم والانجازات الوطنية ، بل هوى مرامه في الانغماس وراء أنفاس نسيم المصالح الفردية والأمجاد الذاتية. كان عجزه في إدارة الدولة عجزا تاما أبتعد فيه عن تحقيق مرام الشعب العراقي المتعب وآماله في حياة حرة كريمة. كان وجوده خلال السنوات الماضية كلها ، قد اظهر تماسكا قويا بين مصالحه الذاتية ومصالح حفنة من أعوانه المقربين، على حساب مصالح الكادحين، الذين ظلوا يعيشون في ظلام دامس بجوارح أليمة، بلا أمل ، حتى غدا للجميع انه ليس عجبا أن الجماهير المتظاهرة يوم 25 – 2 – 2011 ضد الوعود التي سكنت قلب رئيس الوزراء ، من دون فعل ولا انجاز، حتى ارتفع نسيم آلاف المتظاهرين في غالبية المحافظة بنداء عاصف : ( كذاب ..كذاب ..نوري المالكي) وبهتاف بالغ القوة : ( يا نوري شيل أيدك هذا الشعب ما يريدك..) وهو أقسى شعار جماهيري في الشوارع العراقية يمكن لشظاياه أن تنزل العز من كرامته، مما ينبغي الحفاظ على بقاياها في المبادرة الفورية إلى استقالته من جميع مناصبه بالدولة وطلب العفو والغفران .
لكن يبدو انه لم يفعل ولا يريد أن يفعل.
أقول لكل محب للشعب من أعضاء حزب الدعوة، في القيادة والقاعدة، أن المظاهرات الشعبية لن تتوقف، وان الشعار المرتفع بالشارع قد عم الأفواه والقلوب ولن يتوقف طيلة الدهر الصعب، الذي يمر به العراق، فأنني كمحب للشعب والوطن، أهيب بكل المناضلين الشجعان أن يفطنوا إلى خطر محيط بحزب الدعوة بسبب وجود نوري المالكي وعدد من أصحابه على رأس السلطة والحزب ، مما يؤدي إلى عزلة هذا الحزب عن الجماهير الشعبية بعد أن ارمضته نضالاته ضد دكتاتورية صدام حسين. أقول بإخلاص وصدق أن صواعق الزمان لا تكون بصالح القائد الجائر المعطل لكل تقدم ، وأن ذلك سيضيع على حزب مجاهد كل أمجاد نضاله ضد النظام الدكتاتوري السابق. ربما يؤدي منصب رئيس الوزراء بسلوكه الحالي إلى ضمان سعادته الشخصية بعدم التراجع أمام الأصوات الشعبية النقية غير أنه قد يضرم النار في مدارج حزبه فيبعده عن شعبه .
كي لا يتوسع هجوم الزمان المتوجه نحو فرد أو أفراد من حزبكم إلى هجوم شامل نحو جميع رفاقكم ورفاق طريقكم ويوم ذاك يضعكم نوري المالكي في داخل معضلة صماء تجعلكم في عزلة عن الشعب لا يستحقها حزبكم ونضالكم الطويل السابق.
ابلغوا، أيها السادة، نور الشمس في أعلاها وانتفضوا بصرامة وبأيسر السبل العقلانية والحكمة ضد كل من لا يريد أن يدنو من الجماهير الشعبية ، ضد كل من لا يريد أن يدبج مطالبها ويحقق أحلامها، ضد كل من لا يخجل من أعصابها في يوم الغضب بمظاهرة 25 فبراير.
صعـّدوا أصواتكم الحرة، أيها المناضلون ضد الدكتاتورية الصدامية، لتكون صوت التغيير العراقي المنشود.. اجعلوا ممثليكم في الدولة والبرلمان وفي مجالس المحافظات قادرين على تصويب مسيرة هذا الدهر في مجتمع مغلوب على أمره في زمنين، زمان ما قبل 2003 وزمان بعده ظل لثمان من السنين منكوبا ومتحسرا على ضياع مليارات الدولارات بلا مردود ولا نصيب، نهبت كلها برجاءٍ مكذوب ٍ من حكومةٍ يقف على رأسها رجل يخطئ، كل يوم، ألف مرة ولا يصيب مرة واحدة في إدارة الدولة.
انتفض أيها الحزب لمشاركة الشعب انتفاضته حتى تدرك النجوم في روضة عراق حر ديمقراطي بقيادة قاربه جماعيا ، حقا وفعلا وصدقا. قدّم لشعبك مثلا نضاليا للدخول إلى التاريخ العراقي الجديد من أوسع أبوابه فأن مدّ المعارف النضالية لا يتجلى بغير التجريب، مثلما مدّ التجارب لا يتجلى إلا في المواقف البراقة.
الانتفاض ضد الأخطاء فضيلة الفضائل. الانتفاض هو الشيء الوحيد القادر على محو الذنوب .
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
بصرة لاهاي في 27 – 2 - 2011








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - دولة استبداد
حسن سلام ( 2011 / 2 / 27 - 15:52 )
اي حزب دعوة استاذ هو اكو حزب دعوة.فالسوال ماهو الرابط بين هولاء من سيطروا على الحكم لايوجد لارابط فكري او اخلاقي فقط يوجد رابط البوك ونهب المال العام .ااحنا عندنا اشخاص باجر يروح المالكي يجي غيره هم يصنعله حزب واتباع وبطانه تنهب وتقتل ودواليك.هو ضل شرف حتى تخاطب الاخرين من الدعوجية. ان من يسرق المال العام يسقط للابد فلاخير نرجو من طغم نهبت الثروة فالسوال من يقوم بالاصلاح هل يعقل الحرامي يؤمن بالاصلاح.نحن مقدمون على عذابات واضطهادات لن تنتهي الا بخطف السلطة بيد حفنة من عسكر هذه الدولة الي اسسها نوري المالكي انه يمهد الطريق لدولة الاستبداد سوا بقى او زال

اخر الافلام

.. بايدن يخيب آمال الديمقراطيين خلال المناظرة الأولى أمام ترامب


.. تهديدات إسرائيل للبنان: حرب نفسية أو مغامرة غير محسوبة العوا




.. إيران: أكثر من 60 مليون ناخب يتوجهون لصناديق الاقتراع لاختيا


.. السعودية.. طبيب بيطري يُصدم بما وجده في بطن ناقة!




.. ميلوني -غاضبة- من توزيع المناصب العليا في الاتحاد الأوروبي