الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


رؤية نحو انفتاح حقيقي في ضوء تعاظم الثورة التكنولوجية

تميم معمر

2011 / 2 / 28
حقوق الانسان


الثورة التكنولوجية العظمى التي نعيش -ليس فقط تبعاتها- بل إرهاصات ولادة عالمها المتجدد لحظياً، حتى لا نقوى على تخيل إمكاناته والتنبؤ بأدواته، ساهمت هذه الثورة في الاندماج مع ثورات شعبية وساعدت في تغيير أنظمة بأكملها، فكانت الشبكة العنكبوتية بمواقعها العالمية وسيلة اتصال ومكان تجمع وتخطيط وموعد انطلاق وغير ذلك من وسائل طوّعها مستخدموها لخدمة أهدافهم. لنا أن نتصور حجم تأثير هذه اللغة الكونية على العلاقة بين المرأة والرجل .
خلفية
قبل حوالي نصف قرن، كان الهاتف وسيلة أولى للمحاورات الخاصة بين العشاق، ولقاء الصوت كان حميماً ما يكفي ليحبذه الخطيبان، وحتى التعارف الأول، والملاطفات الغزلية، والعلاقات العبثية، بل وحتى المطاردات والمعاكسات وجدت طريقها عبر أسلاك التليفون الذي امتد في معظم البيوت تقريباً. كما كان له ثقله ووزنه في عالمنا العربي المحافظ، حيث الهروب من التقاليد والقيود وراء سماعة الهاتف والانفراد بالطرف الثاني وتحفيز العوالم الخيالية المصاحبة للتجربة.
تقلصت أهمية الاتصال الهاتفي كما تقلصت قبلها احتماليات التواصل عبر الرسائل المكتوبة والمراسيل. كل ما شهده الماضي القريب من تواصل إنساني عبرت عنه الكثير من الأفلام والأغاني، أصبح أقرب للذكرى. فدخول الهواتف النقالة حياتنا، تزامناً مع إمكانيات استخدام الإنترنت في الدول العربية، أحدث صعقة معرفية في ثقافتنا ومعطياتنا. المسألة لم تقف عند حدود اتساع دائرة العلاقات الشخصية وسهولة الوصول لأي إنسان أو مكان أو معلومة في العالم، بل تعدت ذلك لتغيّر الرؤية بمجملها للآخر.
وجهة نظر
مع نهايات سبعينات القرن الماضي، اختلفت إلى حد كبير نظرة المجتمعات العربية لعلاقة الرجل بالمرأة، فزادت القيود مع بدء الصحوات الدينية وتضاعفت صعوبات الحياة التي ساهمت بدورها في تعقيد العلاقات عموماً . نستطيع أن نلحظ ذلك مثلاً في التباين الواضح بين أفلام ما قبل وما بعد وطريقة تناولها للعلاقات الخاصة. ملابس السبعينات النسائية -كمثال آخر- كانت أقصر وأضيق بكثير منها في الثمانينات والتسعينات. انتشار الحجاب أيضاً على نحو واسع جداً كان له أثره. كما قل كثيراً حجم الاختلاط بين الجنسين، وتشكلت توجهات اقتصادية وسياسية تدعم التوجه المجتمعي الآخذ في الحد من الحريات وزيادة فرض الرقابة . في الأراضي الفلسطينية أصبح من العسير إقناع العائلات بإرسال بناتهن للتعليم في الخارج ، خاصة بعد تشكل جامعات وطنية في الضفة وغزة . دول عربية أخرى لم تحظى بما هو أدنى . فخروج المرأة بدون خمار، ومنع قيادتها السيارة ، وحظر عملها في المحاماة والمناصب الإدارية والهندسية والصحفية ومعظم الوظائف المتطلبة لاحتكاكها بالرجال، ظل قائماً حتى يومنا في بعض الدول . دول أخرى اضطرها فقر شعوبها وطغيان حكامها إلى انتهاك الأنثى بتسليعها أو جعلها مضطرة لبيع جسدها مقابل لقمة العيش .
غياب الديمقراطية عن العالم العربي عموماً عزز سلبيات التعاطي بين الجنسين ، وفاقم الحواجز غير الطبيعية، ومنع أي نقد يتعارض والتابوهات المقدسة للمجتمعات العربية. أعرف فتاة لا تستطيع التحدث مع ابن عمها -محادثة عادية- إلا عبر الماسينجر، في حين أنهما يعيشان في بيت واحد!
وبرغم السهولة الظاهرة واليسر المخادع لعملية تواصل الجنسين، عبر مواقع الدردشة والتعارف والزواج، وبرغم انفتاح أفق معلوماتي لا نهائي لكل جنس أمام الآخر، سواء كان مقبولاً كالكتب المعرفية الحقيقية أو غيرها من الوسائل غير المختلف عليها لكسر الجليد، أو كانت غير مقبولة كالكتب الرخيصة أو المواقع الإباحية، إلا أن الحاجز يعلو بين الرجل والمرأة، وكلٌ يخلق عالماً وهمية عبر أسطرة الآخر، ما يذهب بالتلاقي الحقيقي نحو هوة رفض هذا الآخر الذي لم يكن كما هو متوقع. من وجهة نظري، تعمل هذه الأسطرة على النأي عن الواقع وتعاظم أسباب الخلاف، فحين يتم الزواج يعيش كل طرف صدمة تتعاظم كوارثها في ظل وجوب التكتم وعدم المواجهة والاستحياء من مجرد التفكير في حل .
نحن بحاجة لانفتاح حقيقي، يقينا شرور الانحلال ، ويوسع مدارك الفرد فيشكل له واقعاً سليماً معافى، لا يلقي به في جحيم التطرف ، ولا يتركه لقمة سائغة لثقافة الاستهلاك الخالية من القيم .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - غرابة دوافع الكتابة لدى تميم معمر
حمدي أبو دقة ( 2011 / 4 / 23 - 23:15 )
الأخ معمر بالمناسبة معاه هوس ويعاني من متلازمة البروستاتا والقولون مسكين عنده تضخم في البروسكاتا وشد عصبي في القولون وبيضله ياخد حبوب مضاد هلوسه
وهو كتير الشحدة من رام الله بيضل يتصل ويبكي ويعيط لدى كبار الموظفين والمسؤولين هناك وبيعمل حاله بيدافع عن فتح وهو طبعا متفق مع اخوه الحمساوي الكبير على حماية
والأخ معمر بيضل يكذب يكذب ليل نهار بده يكبر بالكذب حيث يقوم بسرقة المقالات أو أجزاء منها كما أخبرني بكل أمانة أحد أصحابه الذين يعرفونه جيدا
اخص عوجهك

اخر الافلام

.. خيام لا تقيهم برد الشتاء ولا حر الصيف.. موجات الحر تفاقم معا


.. العالم الليلة | ترمب: أتطلع لمناظرة بايدن.. ونتنياهو لعائلات




.. الأمم المتحدة تبدي انزعاجها من إجراءات إنفاذ القانون ضد محتج


.. الأمين العام للأمم المتحدة: نحث الأطراف بقوة على التوصل لاتف




.. اعتقال مرشحة للرئاسة الأمريكية في احتجاجات داعمة لغزة