الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الشعب والشرطة.. ثقافة جديدة كي نحمي الوطن المواطن لا الوطن النظام الحاكم

مجدي مهني أمين

2011 / 2 / 28
مواضيع وابحاث سياسية


أن سرعة تجاوب وزير الداخلية في إقالة مدير أمن البحيرة الذي سب وأهان المصريين ، سرعة التجاوب تبعث الطمأنينة في الناس التي سأمت لهجة الأمن المتعالية ، والمعاملة غير الإنسانية (اللي أشار إليها مدير الأمن المُقال في حديثه الذي نشرته بوابة جريدة الوفد، سماها: معاملة خاصة.. المواطن المنحرف له معاملة خاصة...) فكم عانى المواطنون من هذه المعاملة الخاصة، وأحيانا ما كانت هذه المعاملة الخاصة تتطور إلى معاملة خاصة جدا ، وأحيانا حميمة أو حميمة جدا، وذلك على حسب درجة حماسة رجل للشرطة للممارسة غير الشرعية للمهنة، أو رغبته في الحصول على اعترافات دامغة من المتهم، أو لأي سبب غير قانوني آخر يراه رجل الأمن هذا.
والمواطن هنا أمام الشرطة كان شخصا بلا حول ولا قوة أمام شخص له كل الحول وكل القوة ، هذه هي المعادلة باختصار ، الخطأ الوحيد في المعادلة هو كلمة مواطن التي وردت في بداية الجملة ، لأنه أمام رجل الشرطة لم يكن يعامل على هذا أساس ، والواقع أنه لم يكن مواطنا، فهذا الرجل أو السيدة الواقفين أمام رجل الشرطة لم يكن لهما أن يختارا الحاكم ، فالحاكم وكل السلطة التشريعية تختارها الشرطة من خلال انتخابات مزورة، كما انها من خلال جهاز مباحث امن الدولة تختار كل موظف عام لموقع حساس في البلد ، كما أنها تعزل من خلال التقارير (السرية) أي موظف, يعني هي كانت ملخص البلد.
لم تكن هناك مكانة حقيقية في البلد للعاِلم ، أو المفكر ، أو أي من الأطراف القادرة على المساهمة في تقدم البلاد ، كل الملفات مسلمة لجهاز الأمن، فأصبح جهازا للنفوذ والسطوة وأفتقد فعاليته كجهاز للأمن، فكافة الأجهزة الفعالة في كل الدنيا تعمل إما بالعلم (وتعطي نتائج علمية زي كل النتائج التي توصل إليها العالم الحر المتقدم)، أو تعمل بالقانون الوضعي في كل شئون الحياة ، في السياسة ، الصحافة ، الإعلام، الإدارة ، الأمن، فهذه الدول المتقدمة تدار بالقوانين العلمية أو الوضعية ؛ ورجل الشرطة أول من يتعامل مع الناس بالقانون، ويتعامل هنا أي يلتزم بالقانون، لا يمكن ان يتحدث مع الناس بنبرة تعالي أبدا، انما يحرص على تنفيذ القانون ، لا توجد معاملة خاصة ، انما يوجد مجهود فنى خاص؛ لو مجرم خطير هربان يطاردوه ، ما نفعش يستخدموا الطيران وغرف المراقبة كي تحدد بسرعة مكانه ، والموقف يكون مثير جدا ، وينتهي الأمر بالقبض على المجرم ، فقط القبض على المجرم وتسليمه للعدالة.
لقد قامت بعض الهيئات الحقوقية - في فترات سابقة- بإعداد بعض الكتيبات عن القوانين الحاكمة للعلاقة بين المواطن ورجل الشرطة، وكانت بعض الجمعيات تقوم بتوعية المواطنين بحقوقهم مع رجل الشرطة، وسيكون مفيدا جدا ان تقوم الهئيات الحقوقية بأعادة اصدار هذه الكتيبات القانونية وتدارسها مع المواطنين ورجال الشرطة، اقصد هنا رجال الشرطة الشرفاء، بعد ان يتم مراجعة كافة الحالات ومحاسبة كل من اعتدى من الشرطة على شباب التحرير، ومحاسبة كل من اعتدى على المواطنين واهانهم وهدر كرامتهم وانسانيتهم قبل (وبالطبع بعد) خالد سعيد وحتى قيام الثورة . يلزم تنمية الوعي الحقوقي لدى المواطن، والوعي القانوني لدى رجل الشرطة.
نحن نقدر دور الأمن، ونعلم أن هناك رجال أمن شرفاء، ونثق أنه يمكن مع هؤلاء الشرفاء ان نعيد بناء جهاز الشرطة على أسس جديدة، وأن نعيد بناء الثقة، التي فقدت، بين الشرطة والشعب. نحن الآن لا تسبتدل المقاعد بين الشعب ورجال الأمن ، هذه الثورة غير المسبوقة لم تقم لإستبدال الكراسي مع الأمن ، فالأمن أهان الناس نعم، واعتاد معاملة ولغة متعالية مع الناس نعم ، وقامت الثورة كي توقف هذا التعدي ، وان تلقي بهذا الفكر في البحر ، لا يتعدى أحد على أحد، ولكن يتم تطبيق القانون، كي نحمي الوطن، والوطن هنا هو المواطن، الوطن هنا هو الانسان، لم يعد الوطن هو النظام الحاكم ، هي دي الحرفية والكفاءة والعدل والدولة المدنية، التي تضمن حقوق الشعب ورجل الشرطة، فكلاهما مواطن له كل التقدير والاحترام وإن اختلفت الأدوار.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. هل تسعى إسرائيل لـ-محو- غزة عن الخريطة فعلا؟| مسائية


.. زيلينسكي: الغرب يخشى هزيمة روسية في الحرب ولا يريد لكييف أن




.. جيروزاليم بوست: نتنياهو المدرج الأول على قائمة مسؤولين ألحقو


.. تقارير بريطانية: هجوم بصاروخ على ناقلة نفط ترفع علم بنما جنو




.. مشاهد من وداع شهيد جنين إسلام خمايسة