الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


لماذا يتمسكون ويختفون؟

حسين رشيد

2011 / 2 / 28
مواضيع وابحاث سياسية



واحدة من مشتركات الدول العربية ان أنظمتها الدكتاتورية استولت على السلطة بأوقات قريبة من بعضها البعض وخاصة الجمهوريات منها. بانقلاب او مؤامرة او بالوراثة. والجميل بالأمر أنها أخذت بالتساقط في أوقات قريبة أيضا من بعضها. بغض النظر عن العراق، فما حدث في تونس ومصر وما يحدث الان في ليبيا واليمن، ما هو ألا تأثير وحاصل تحصيل أحداث العراق، رغم ان الثمن كان اكبر والخسارات أكثر لكن بالنتيجة استطعنا تحريك الجماهير العربية بشكل مباشر او غير مباشر. فخلال أربعة او ثلاثة انتخابات استطاع الشعب العراقي تشكيل حكوماته المتعاقبة واختيار رؤساء الجمهورية والوزراء والبرلمان، برغم ما رافقها من أخفاقات وأحداث ربما يكون لهذه الأنظمة دور فيها حتى لا تطالهم رياح التغيير، لكن الأمر كان غير ذلك وطالتهم يد شعوبهم الغاضبة. وربما تكون هذه النقطة من الأمور المهمة والمفصلية في المقارنة بين ما حدث في العراق وما حدث ويحدث في هذه الدول.
من الأمور التي ترافق الثورات او الانتفاضات الشعبية، حين تصل مرحلة التوهج والانتشار في أرجاء البلاد ظهور الرئيس بشكل متقطع وخجول لينتهى بغياب تام، وتكليف من ينوب بإدلاء التصريحات التي تكون ذات نغمة تهدئة تارة او تهديدا تارة أخرى. اذ ترتبط بمدى حجم وكبر وسخط جماهير الانتفاضة، وهذا ما حدث في العراق أبان الانتفاضة الشعبانية، وأيام السقوط النيساني للنظام البعثي عام 2003 اذ اختفى صدام بشكل عجيب ولم يظهر الا في دقائق معدودة في الاعظمية. وظل ببغاؤه الصحاف يصرح ويصرخ ويتوعد حتى اختفى هو ايضا.
ذات الامر جرى على بن علي الذي اختفى بعد ان يئس من جدوى الاصلاحات والتغييرات التي اعلن عنها والتي رفضت من قبل المتظاهرين والثائرين. حتى اعلن هروبه الى السعودية.
اما حسني مبارك فبعد ظهوره الخجول لعدة مرات وتسميته عمر سليماني نائبا له ومفاوضا مع المتظاهرين. وتشكيل حكومة اصلاحية مثلما اعلن عنها، وتغيير الكادر المتقدم في حزبه، وعزل ابنه الذي كان مرشحا للرئاسة. اختفى برمشة عين وهذا ما حدث للمتهور والمخبول القذافي الذي ترك الامر بيد ولده الاكثر تهورا منه، حيث خرج متوعدا ببحر من الدماء وحرب لا تحمد عقباها اذ ما استمر الامر على ما هو عليه.
لم يكتفوا بسرقة اموال الشعوب، وحكمها بوحشية وظلم وسرقة كل تطلعاته نحو الأفضل والاحسن، بل ارادوا استعباد هذه الشعوب من خلال التسلط والتمسك بالسلطة وتوريثها الى الأبناء من ثم الاحفاد، وهذا ما بدا من خلال رفضهم لمطالب شعوبهم التي طالبتهم بالرحيل فقط وترك البلاد. صدام الذي وأد الانتفاضة الشعبانية بكل وحشية، ومبارك الذي حاول التمسك بالسلطة حتى اللحظات الاخيرة رغم كل المناشدات الدولية له بالتنحي، والتي لولا مرضه والإغماء عليه لما ترك الكرسي، وهو ما فعله بن علي الذي دخل بغيبوبة في اخر الأمر. والان نشهد اختفاء القذافي وتسرب اخبار عن مغادرته ليبيا سرا. ترى ما سر هذه الاختفاءات المتشابهة والنهايات المتشابهة والتي سبقتها سياسات متشابهة وحماقات متشابهة طبعا بغض النظر عن نهاية صدام التي اختارها هو فقد سنحت له فرصة الخروج من العراق اكثر من مرة، لكن غطرسته أوصلته الى حبل المشنقة. لماذا لم نر واحدا منهم يملك الشجاعة ويخرج للناس ويقول لهم ما دمتم لا ترغبون في قيادتي احترم واقدر رغبتكم هذه..وأنا من اللحظة مجرد مواطن بينكم حالي من حالكم. والأمر منوط لكم باختيار النظام الذي تريدون.
الأمر الأكثر غرابة ان الشعب حين لا يريد ظهور رئيسه ويمل منه تراه يطل من شاشة التلفاز كل لحظة وأخرى، واذ ما أراده ان يخرج ليتفاهم معه او يتفاوض تجده يختفي.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. نتنياهو يرفض ضغوط عضو مجلس الحرب بيني غانتس لتقديم خطة واضحة


.. ولي العهد السعودي يستقبل مستشار الأمن القومي الأميركي جيك سو




.. جامعة أمريكية تفرض رسائل اعتذار على الطلاب الحراك المؤيد لفل


.. سعيد زياد: الخلافات الداخلية في إسرائيل تعمقها ضربات المقاوم




.. مخيم تضامني مع غزة في حرم جامعة بون الألمانية