الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


وراء عربة البوعزيزي جيش جرار من المقالين و المستقيلين!

جمال الخرسان

2011 / 2 / 28
اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي


وراء عربة البوعزيزي جيش جرار من المقالين و المستقيلين!

عبر تاريخ الشرق الاوسط والمنطقة العربية بشكل عام ليس هناك مرحلة سياسية شهدت هذا الكم والنوع الهائل جدا لسلسلة طويلة عريضة من الاستقالات والاقالات التي اتت على خلفية ما احدثه محمد البوعزيزي وعربته الشهيرة. استقالات واقالات وتنحي بدأت في تونس ولازالت سارية المفعول هناك منذ مطلع العام الحالي حتى هذه اللحظة واخر العنقود في تلك السلسلة الطويلة هو محمد الغنوشي الذي تبوأ منصب الوزير الاول في الحكومة الانتقالية كما كان يتبوأ ذات المنصب قبل هروب زين العابدين بن علي الى مدينة جدة في السعودية. القصة ذاتها انتقلت الى مصر فازاحت طوعا وجبرا طاوبور اصنام من الساسة، رجال الامن ورجال الاعمال وربما غير ذلك، ابتداءا من رئيس الجمهورية المصري حسني مبارك بعد حكم دام ثلاثين عاما كان قبلها ايضا ليس بعيدا عن القرار الامني والسياسي، وليس انتهاءا بنقيب الصحفيين مكرم محمد أحمد، وما بينهما جيش جرار من المقالين والمستقلين على خلفية الثورات الشبابية الغاضبة.
اما في ليبيا فالاستقالات بالتقسيط وبالجملة بدأت منذ السابع عشر من شباط ولازال حبلها على الجرار.. وزير العدل، النائب العام، جنرالات في الجيش، بعثات دبلوماسية في الخارج، اعلاميون وجهات رسمية اخرى. العدوى انتقلت الى البحرين، اليمن، سلطنة عمان، الاردن وصولا للعراق الذي لم يكن استثناءا من تلك العدوى واول الضحايا هم بعض المحافظين ورجال الامن.. كذلك ما ترشح عن تضحية الكتل السياسية من اجل الحفاظ على مصالحها بالحكومات والبرلمانات المحلية من خلال اقامة انتخابات مبكرة لمجالس المحافظات والمجالس البلدية. الامور قد لا تقف عند ذلك الحد فربما نشهد تنحية وزراء او حتى رئيس الحكومة، بل الطبقة السياسية بمجملها ليست في مأمن عن السقوط الحر الذي يتبعه بالنتيجة سقوط العملية السياسية التي لازالت تسير بساق مقطوعة.
طاعون المظاهرات لازال يحصد الضحايا مجموعة تلو الاخرى في مختلف بلدان المنطقة ولم تعد كافية تلك الوعود التي يطلقها اصحاب القرار هذه المرة حتى لو كانت وعودا صادقة.. لانها اتت على خلفية سلسلة طويلة من الوعود الكاذبة التي افقدت الشارع ثقته تماما بالسياسيين.
كان يغني الساسة واصحاب القرار عن هذا الموقف الذي لايحسدون عليه فيما لو عملوا بخمسين بالمائة من جهودهم الذاتية الفردية ولا اقول المؤسساتية فهي غائبة تماما في العراق، وفيما لو تورعوا قليلا بنهب المال العام في السر والعلن، ولم يستفزوا الناس في مواكبهم الطويلة والفخمة التي تسير بكل الاتجاهات في الشارع العراقي. وصلت الامور الى نقطعة اللاعودة وحال العديد من المسؤولين: نرجو النجاة منها ولا تحين مناص!

جمال الخرسان
[email protected]








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. مشاهد تظهر خلو مدينة رفح من سكانها


.. حرب غزة.. شح الوقود يهدد حياة المرضى بالمستشفى الأوروبي في خ




.. بلينكن: الولايات المتحدة تجدد معارضتها لعملية عسكرية برية كب


.. خارج الصندوق | تدشين اتحاد للقبائل العربية يثير جدلا في مصر




.. مستشار الأمن القومي للبيت الأبيض: نجري محادثات بناءة مع الدو